“إملاء جبران الوطنيّة”

عروبة الإخباري –  برنا وهبي –

“إملاء جبران الوطنيّة”،

نحو وطنٍ جامعٍ…

لغتُنا لُجّتُنا،

لغةٌ لن يعمَّ انتشارُها في جامعاتِنا حتّى تصبح تلك الجامعاتُ ذات صبغةٍ وطنيّةٍ، فتنتقل من أيدي اللّجانِ الطّائفيّةِ والبعثاتِ الدّينيّةِ إلى أيدي الحكوماتِ المحلّيّةِ…

كان التّعليمُ يأتينا من الغربِ بشكلِ صدقةٍ، وكنّا نلتهمُ خبزَه لأنّنا جياعٌ متضوّرون،

ولقد أَحيانا هذا الخبزُ،

ولمّا أَحيانا أَماتَنا…

أحيانا لأنّه وسّعَ مداركَنا،

وأَماتَنا لانّه فرّقَ كلمتَنا وأضعفَ وحدتَنا وقطعَ روابطَنا حتّى أصبحَتْ بلادُنا مجموعةَ مستعمراتٍ صغيرةٍ مختلفة الأذواق، كلّ مستعمرةٍ منها تَرفعُ لواءَ أُمّةٍ.

وقد يكونُ ميلُنا إلى أُمّةٍ دليلًا على عاطفةِ عرفانِ الجميلِ في نفوسِنا،

ولكن ما هي هذه العاطفة الّتي تَبني حجرًا من جهةٍ وتهدمُ جدارًا من الجهةِ الأُخرى؟

ما هذه العاطفة الّتي تستنبتُ زهرةً وتقتلعُ غابةً؟

ما هذه العاطفة الّتي تُحيينا يومًا وتُميتُنا دهرًا؟

لن يَتمَّ هذا الانتشارُ حتّى يصيرَ الواحدُ منّا ابنًا لوطنٍ واحدٍ بدلًا من وطنين، أحدهما لجسدِه والآخر لروحِه…

لن يتمَّ حتّى نَستبدلَ خبزَ الصّدقةِ بخبزٍ معجونٍ في بيتِنا…

 

شاهد أيضاً

رسالة ماجستير عن (تقاسيم الفلسطينيّ) لسناء الشعلان في الجامعة الجزائريّة أبو بكر بلقايد

ناقشت الباحثتان الجزائريتان (بن عزّة مريم وشقرون وفاء) في قسم اللّغة العربيّة والأدب العربيّ في …