عروبة الإخباري –
لبنان 24 – ماريا رحّال –
ملامح وجه مميزة، أذنان صغيرتان، عينان مائلتان وفم صغير.
أضف الى ذلك، قلوب صافية لا تعرف الكراهية، وجوه سمحة وعيون مشعة. نظن أننا متفوقون عليهم الى أن نتقرب منهم ونكلمهم لنعرف أننا كنا مخطئين. اختلافهم عنا سببه فقط وجود نسخة إضافية من “كروموزوم 21” في كل خلية من جسدهم، وهذا لم يمنعهم من أن يعيشوا حياتهم كما يحبون. بالجهد الكثير هم يتغلبون على ظروفهم، ويخدمون من حولهم مع علامة فارقة تميزهم وهي الحبّ.
لم يكذب من أطلق على متلازمة “داون سيندروم” مصطلح “متلازمة الحبّ”، وأعتقد أن فئة منهم مصابة بمتلازمة “الفنّ”، وفي يومهم العالمي، نعرض لكم بعضا من قصصهم ونجاحاتهم ورسالتهم التي حملوها معهم الى مجتمعاتهم والعالم أجمع.
على الرغم من كل الأزمات التي تعصف بلبنان، لا يزال مطعم “أغونيست” مستمرا في تقديم خدماته على يد مجموعة من “أصحاب الهمم”، وتحديدا من المصابين بمتلازمة “داون” فعند دخولك المقهى، يستقبلك شبان وشابات بابتسامة وعزيمة عالية، تجعلك تتفاعل معهم تلقائيا.
انتُخبت أول نائبة من أصحاب متلازمة داون في البرلمان الإسباني، في سابقة هي الأولى من نوعها. بفضل إصرار مار غالسيران (45 عاما) وكفاحها من أجل التغيير، استطاعت أن تثبت أن هذه الفئة من الناس قادرة على تحقيق الإنجازات وعلى المشاركة في صنع القرار أيضاً.
حلّت ناو سايتو وهي عارضة أزياء يابانية مصابة بمتلازمة داون كضيفة شرف فى أسبوع الموضة فى باريس لهذا العام، وحققت حلمها عندما سارت على المدرج بفستان ساحر مستوحى من الكيمونو، وهو اللباس التقليدى فى اليابان.
شق فيلم “ذا بينات باتر فالكون” طريقه إلى البساط الأحمر في هوليوود، بأسلوب غير معتاد، إذ قام ببطولته “زاك جوتسغن” وهو ممثل يعاني من “متلازمة داون”.
إزاء الحالات النادرة والناجحة بات على أرباب العمل وأصحاب الشركات والمؤسسات التجارية التعامل بايجابية أكثر مع ذوي “متلازمة داون” وإتاحة الفرص لهم للعمل في مؤسساتهم لاثبات قدراتهم الذاتية وتحقيق ذواتهم للوصول الى مجتمع انساني أكثر انتاجا. ففي آخر المطاف كلنا لدينا حاجات لكن نواقصنا متفاوتة بين شخص وآخر، وكذلك قدراتنا وطاقاتنا ومواهبنا هي أيضا مختلفة وغير متساوية.