عروبة الإخباري – كلود صوما –
أتعبُ انا كثيرًا حين يلفحني الحنين لصدرٍ تتقطع انفاسه تعبًا و ارهاقًا ، لضحكةٍ بقيت حتى آخر رمقٍ تصدح عاليًا ، لصوتٍ يوقظني في الصباح الباكر: تعالي نشرب القهوة !
أحزنُ انا كثيرًا حين اجد أغراضك ما زالت على حالها في الخزانة (لا نجرؤ على رميها !) جواربك الصوفية،علب الأدوية (وبعضها فارغة) ، قوارير العطر ، ثيابك الأنيقة تفوح منها رائحة الياسمين، صور أحفادك التي كنت تسرقينها منّا ..
ابكي انا كثيرًا حين اتذكر آخر أيامك في المستشفى، تئِنِّين وتتأوهين في فراشك وجعًا ..
نعم، انا ابنة تلك المراة الصبورة التي حملت اوجاع العالم !
لو علمتُ انه آخر لقاء لنا لكنتُ حضنتك اكثر وشبعتُ من رائحتك !
اعذريني إن أهملتك يومًا او تأففت من اي طلب او انشغلت عنك !
هناك بين القبورالهادئة الباردة، روحٌ طاهرةٌ أحبها جدًا ، أفتقدها ..
هل تعلمين؟ اشعر احيانًا في شدّتي بأناملك تمسح دمعتي واسمعك تقولين: لا تبكي، فالفرج قريب، لا تحزني ، فجرحك سيطيب !
ان زرتني في احلامي، هزّي لي سريري، مسّدي شعري، غنّي لي لأعود طفلةً تترّنح غنجًا في حضنك ..
أزيحي بابتسامتك همّي فانا ضعيفة رغم قوتي الظاهرة، أريد ان اركض في الطرقات لأفرغ كل هذا الحنين في صدري !!
اشتاقك يا أمي، اشتاقك!