عروبة الإخباري –
قال الجيش السوداني، الثلاثاء، إنه استعاد السيطرة على مقر الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون من قوات الدعم السريع شبه العسكرية التي سيطرت عليه مع بداية الحرب قبل 11 شهرا.
ويقع مقر الهيئة في أم درمان المطلة على نهر النيل قبالة الخرطوم، وهي جزء من منطقة العاصمة الكبرى وشهدت قتالا عنيفا حول القواعد العسكرية والجسور وطرق الإمداد.
واستمرت المعارك على الرغم من دعوة مجلس الأمن الدولي إلى هدنة للسماح بدخول المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها في شهر رمضان الذي بدأ يوم الاثنين.
ورحبت قوات الدعم السريع بدعوة الهدنة، لكن رفضها جنرال كبير في الجيش الذي حقق بعض المكاسب الأخيرة في أم درمان بعد أن كان في موقف دفاعي عسكريا خلال معظم فترات الحرب.
وقد يوسع استيلاء الجيش على مقر الإذاعة والتلفزيون الحكومي سيطرته من الشمال عبر “أم درمان القديمة”، على الرغم من احتفاظ قوات الدعم السريع بالمناطق الجنوبية والغربية من المدينة.
وقال شهود إن الجيش، الذي اعتمد على القوة الجوية والمدفعية الثقيلة في محاولة لمواجهة تقدم قوات الدعم السريع، نشر طائرات مسيرة في أم درمان لاستعادة الأرض.
ولم يصدر على الفور تعليق من قوات الدعم السريع.
واستولت قوات الدعم السريع على مبنى البث الحكومي مع اندلاع القتال في منتصف أبريل نيسان 2023، واستخدمته مع مرافق (TADAWUL:2083) عامة أخرى في خدمة العمليات العسكرية.
ويبث التلفزيون والإذاعة الرسمية برامجهما حاليا من بورتسودان، المدينة الساحلية المطلة على البحر الأحمر والتي يعمل منها المسؤولون المتحالفون مع الجيش منذ أن احتلت قوات الدعم السريع مساحات واسعة من العاصمة في وقت مبكر من الحرب.
وأظهر مقطع مصور نشره الجيش وتحققت رويترز من الموقع فيه، مجموعة من جنود الجيش في محيط كيلومتر من مبنى الإذاعة والتلفزيون وهم يهتفون بعد الاستيلاء على مركبات وأسلحة.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، هتف أنصار الجيش لما أسموه تحرير “صوت الأمة”.
وقالت صفاء علي، وهي موظفة حكومية تبلغ من العمر 39 عاما من أم درمان فرت إلى بورتسودان في مايو أيار، إن الجيش حقق نصرا كبيرا لكن المهم هو استعادة الأمن والخدمات الصحية والتعليم.
وأضافت عبر الهاتف أنها تسأل عمن سيعوضهم عن خسارة كل ممتلكاتهم التي نُهبت وبيوتهم التي دمرتها هذه الحرب.
واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل نيسان 2023 وسط خلاف حول خطة انتقال إلى الحكم المدني.
ونفذ الطرفان معا انقلابا في عام 2021 أدى إلى توقف مرحلة انتقالية سابقة بعد الإطاحة بالزعيم السابق عمر البشير في عام 2019.
ودمرت الحرب العاصمة وأثارت موجات من أعمال القتل لأسباب عرقية في إقليم دارفور بغرب البلاد، كما أحدثت أكبر أزمة نزوح في العالم.
وفر أكثر من ثمانية ملايين شخص من منازلهم وسط انتشار للجوع في البلاد.
واستقطب الصراع أيضا قوى إقليمية. ويقول محللون إن الإمارات تدعم قوات الدعم السريع بينما تتحالف مصر وإريتريا وإيران مع الجيش.