عروبة الإخباري –
في يوم المرأة العالمي، اعتدنا أن نحتفل بهذا اليوم بطريقة مميزة نتبادل التهنئة، ننثر الكلمات الجميلة بفرح وإيجابية، لتكون مثل زاد المسافر تصاحبنا طوال العام، نلهم بعضنا البعض للمضي قدما بروح معنوية قوية لكن هذا العام مختلف لقد جاء يوم المرأة محملا بالحزن، وملفوف بشريط الدم النازف من أطفال ونساء غزة.
لقد تبدل الفرح بشعور مرير مليء بالألم والأسى تعاطفا مع نساء غزة اللاتي فقدن أزواجهن وأطفالهن، وطمأنينة ودف سقوف المنازل. هذا العام يمر يوم المرأة، وأمامنا مشهد مأساوي بغزة ما الذي يمكن أن نقوله لنساء غزة المكلومات! سؤال معلق على جدار الذاكرة، وموجه لضمير العالم أجمع.
نقف بذهول ننتظر الإجابة، من سيعوض النساء في غزة عن كل ما مر بهن! وما الذي يمكن تقديمه لهن لتستمر الحياة؟ برأيي المتواضع، أبسط ما يمكن تقديمه لهن أن تقوم جماعات حقوقية بعمل برامج رعاية خاصة للنساء اللواتي يعشن الفقد بعد كل ما مر بهن من ظروف صعبة.
في هذا اليوم الخاص بالمرأة لا بد من الحديث عن أهمية رفع مستوى الوعي حول حقوق المرأة، الإنسانية والاجتماعية والسياسية والشرعية أيضا، فالعديد ممن يتشدقون بالدين والشرع هم أكثر من يقفون بوجه حقوق المرأة مثل حقها بالميراث مثلا.
في حقيقة الأمر، لا تحظى المرأة بفرص كافية للحديث حول أي نقطة تتعلق بحياتها وكيفية معاملتها، حتى لو تعرضت لإساءة المعاملة، اعتادت أن تختفي خلف جدران الصمت، والاستسلام.
يمكننا أن نتفق جميعا على أن المرأة لم تنصف كما يجب وأن أي حديث بهذا الخصوص يفسر بطريقة خاطئة، ويذهب في متاهات كثيرة تؤدي إلى طريق مسدود. وبالتالي نطمح بأن يكون الاهتمام بهذا اليوم بمثابة نقطة محورية لتعزيز كل الجهود التي تعمل من أجل دعم حقوق المرأة ومشاركتها الكاملة في الاقتصاد والسياسة والمجتمع، لتأخذ موقعها كشريك حقيقي أساسي، بكل المجالات التي تخدم المجتمع، وليس فقط مكمل لصورة مطلوبة عالميا يتم تنفيذها على نطاق محدود، ومرسوم مسبقا.
نطمح أن نرى المرأة الأردنية في مناصب مرموقة، وفي وزارات وهيئات ومؤسسات سيادية. نريد أن نرى امرأة أردنية وزيرة خارجية وليس معجزة أن تشكل امرأة أردنية حكومة باستحقاق سياسي وطني وشعبي.
واسمحوا لي أن أقول بأن وجود المرأة في المناصب القيادية، كفيل بتقليل الفساد والحد منه بنسب كبيرة كما أثبتت الدراسات الحديثة، في العديد من الدول المتقدمة. في يوم المرأة العالمي نهنئ الملكة رانيا العبد الله بهذه المناسبة، وبتقليد الملك لجلالتها وسام النهضة المرصع.
كما أتقدم بخالص ال تهنئات وأطيب التمنيات لكل امرأة استطاعت أن تتحدى الصعاب وتقف بوجه التحديات، ولم تفقد الشغف والرغبة الصادقة بالعمل والعطاء والتضحية.
باقات محملة بالحب للمرأة الفلسطينية، أيقونة المقاومة، والتي سطرت تاريخ من النضال والدفاع عن الوطن، وتحية لكل النساء العربيات اللاتي يعشقن الحياة ولم يفقدنا الأمل، ولكل امرأة ملهمة بالعالم أجمل الأمنيات. كل عام وأنتم بألف خير وسعادة.