عروبة الإخباري –
قال الناطق الرسمي للاتحاد الأوروبي لويس ميغيل بوينو، إن الإنزالات الجوية التي ينفذها الأردن لإغاثة سكان غزة هي إشارات واضحة على التعاطف مع الشعب الفلسطيني، والغزيين بشكل خاص، الذي يتعرضون لحرب منذ أكثر من 151 يوما.
وأضاف خلال مقابلة صحفية مع قناة “المملكة”، أن الأردن يلعب دورا إنسانيا مهما للغاية في المنطقة، فيما يتعلق بالحرب في غزة، موضحا أن عمليات الإنزالات الجوية رسالة واضحة للجميع بمن فيهم إسرائيل، بأن الأردن يهتم بما يحدث في غزة على الصعيدين الإنساني والسياسي.
وأشاد بوينو؛ بدور الأردن في تنفيذ الإنزالات الجوية لإغاثة المدنيين في القطاع المحاصر، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي يموّل ويشارك في الجهود الإغاثية لسكان غزة من خلال تنفيذ جسر جوي لإرسال إمدادات إنسانية في مدينة العريش المصرية، القريبة برا من قطاع غزة، موضحا أن الاتحاد أرسل أكثر من 40 رحلة جوية.
وأوضح أن هذه المساعدات تعتبر “قطرة ماء في محيط”، داعيا الحكومة الإسرائيلية مجددا على فتح المعابر البرية؛ ليس فقط معبري كرم أبو سالم ورفح، وإنما في الشمال أيضا وميناء أسدود لتكون ممرات آمنة لإرسال هذه المساعدات إلى النازحين.
وجدد بوينو أن الاتحاد الأوروبي “يرفض بشكل تام” أي حصار على شعب غزة، داعيا إلى وجود طريق سهل وواضح لإيصال هذه المساعدات لمحتاجيها، الذين يمثلون 100% من سكان القطاع ممن يعانون من حالة مزرية من انعدام الأمن الغذائي ومجاعة.
وأكد أن الاتحاد الأوروبي يدرك جيدا أن الأردن في الخطوط الأولى وخطوط التماس في الحرب على غزة، موضحا أن “هذا الأمر يستحق دعما قويا ومستمرا من الاتحاد والدول الأوربية لتلبية احتياجات الأردن جراء تداعيات الحرب، سواء أكان على الصعيد المالي أم الإنساني.
وتوقع بوينو أن يكون هناك مزيد من التعاون الإنساني من الدول الأوروبية للأردن فيما يتعلق بتقديم المساعدات الإنسانية في قطاع غزة.
– شراكة “مميزة” –
وقال المتحدث الأوروبي إن الشراكة بين الأردن والاتحاد الأوروبي مميزة على مستويات عدة، تدعمها الزيارات المتبادلة بين جلالة الملك عبدالله الثاني إلى بروكسل في تشرين الثاني 2023، ومسؤولي السياسة الخارجية في الاتحاد والاجتماعات المتبادلة المستمرة بين الجانبين.
وأضاف أن الاجتماعات التي عقدتها المفوضية الأوروبية العام الماضي، نتج عنها الإعلان عن تقديم ما لا يقل عن 900 مليون يورو لصالح الأردن لأعوام عدة، مشيرا إلى أن الاتحاد يعمل على دعم الأردن من خلال دعم حزمة مشاريع منها؛ القطاع الزراعي، تطوير المهارات لدى الشباب، وخلق فرص عمل لهم، كفاءة قطاع الطاقة من خلال دعم استثمارات الأردن في تنمية إمكانياته الضخمة في الطاقة الشمسية والرياح.
وأوضح بوينو أن الهدف من هذه الحزم والمشاريع جذب استثمارات خارجية، وبالأخص أوروبية إلى الأردن لبناء الجسور بين الجانبين على الأصعدة كافة؛ اقتصادية، مالية، وثقافية، مؤكدا على أن الاتحاد الأوروبي مستمر في مرافقة الأردن في تنفيذ برامجه للإصلاحات الإدارية السياسية والاقتصادية التي تنفذها الحكومة الأردنية بتوجيهات من الملك.
ووفقا لإحصاءات رسمية، ارتفعت قيمة تجارة السلع بين الأردن والاتحاد الأوروبي بأكثر من 70% بين عامي 2002 – العام الذي دخلت فيه اتفاقية الشراكة حيز التنفيذ – و2022، لتصل إلى 4.8 مليار يورو في نهاية عام 2022.