عروبة الإخباري –
قال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، الاثنين، إن الحكومة الفلسطينية المقبلة يجب أن تكون مؤقتة تتعامل مع الأزمة التي يعيشها الفلسطينيون، وتضع في برنامجها الإعداد لإجراء انتخابات حرة وديمقراطية وتشمل كل الفلسطينيين في كل مكان.
وأوضح البرغوثي، لبرنامج “العاشرة” أن أزمة النظام السياسي تعود إلى تغييب الديمقراطية، مشيرا إلى أنه تم إلغاء الانتخابات التي وجب أن تجرى في 2021، كما أنه لم تجر أي انتخابات منذ عام 2006، إضافة إلى أنه تم حل المجلس التشريعي أيضا بصورة غير قانونية.
وأصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في وقت سابق الاثنين، مرسوما بقبول استقالة رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية وحكومته وتكليفه ووزرائه المستقيلين بتسيير أعمال الحكومة مؤقتا إلى حين تشكيل حكومة جديدة.
وكان اشتية قد قدم استقالته للرئيس الفلسطيني، قائلا إن المرحلة المقبلة وتحدياتها تحتاج إلى ترتيبات حكومية وسياسية جديدة.
ولفت البرغوثي إلى أن إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية تعني حق الفلسطينيين في الانتخاب لهيأتها الرئيسية، وهي المجلس الوطني الفلسطيني في الداخل والخارج.
وأوضح أن هناك مهمات انتقالية وهناك مهمات بعيدة المدى، موضحا أن المهمة الانتقالية حتى تنجح فيها أي حكومة يجب أن تحظى بموافقة جميع القوى الفلسطينية وهذا أمر لا يستطيع أحد أن يتجاهله قبل أن تتوافر لها موافقة العالم الخارجي.
وبين أن المهمة الأولى وقف إطلاق النار ووقف العدوان والمهمة الثانية إيقاف هذه المأساة الإنسانية الهائلة في قطاع غزة وحل مشكلة المجاعة والأمراض المنتشرة وإيصال المساعدات الإنسانية.
أما عن المهمة الثانية فقال إنها منع إسرائيل من تكريس الاحتلال قطاع غزة وإخراج قوات الاحتلال الإسرائيلي منه.
وبين أن تغيير الحكومة الفلسطينية يجب ألا يكون مجرد تغيير أشخاص أو أفراد، بل يجب أن يكون تغيير نهج.وأضاف، أن النهج المطلوب أن يجمع الوحدة الوطنية مع القوى جميعها الفلسطينية حول رؤية وطنية موحدة ومشتركة، ونهج يستطيع أن يدخل إصلاحات عميقة تؤدي إلى فاعلية تخدم مصلحة الشعب الفلسطيني.
وأوضح البرغوثي أن التحدي الذي يواجه الفلسطينيين “خطير جدا”، موضحا أن التحدي الأكبر هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته التي تريد طرد الفلسطينيين من قطاع غزة وتهجيرهم بالقوة، وتريد تصعيد عملياتها العسكرية حتى تشمل رفح، كما تريد أن تمارس التطهير العرقي ومن ثم تخطط لضم قطاع غزة إلى إسرائيل.
وأوضح أنه هذه هي الخطة الإسرائيلية الرئيسية، لذلك هذا يتطلب موقفا فلسطينيا قويا وموحدا حتى يكون على مستوى التحديات.
ولفت إلى أن الموقف الفلسطيني يجب أن يكون موقفا يستطيع أن يكسب تأييدا عربيا وإسلاميا وتأييدا دوليا للقضية الفلسطينية، مؤكدا أن المطلوب أن تكون الحكومة لخدمة مصالح الشعب الفلسطيني.
ورأى أن الحكومة الجديدة يجب أن تكون مقبولة من الجميع، مشيرا إلى أن بعض القوى قد تشارك في الحكومة وبعضها الآخر قد لا يشارك، وهذا أمر مطروح للنقاش.
وأكد أن تركيبة وسياسة وبرامج الحكومة الجديدة يجب أن تكون متوافقة مع المصلحة الوطنية ومقبولة من قبل الجميع حتى يتعاونوا معها، لافتا إلى أنه تحد كبير.
وأشار إلى أن الحكومة يجب أن تكون حكومة وطنية قادرة سياسيا وتقنيا وفنيا على أداء مهماتها.
ورأى أن وصف الحكومة بأنها حكومة تكنوقراط لا يستجيب لما هو مطلوب لأن، لأن المهمات التي أمام الحكومة سياسية من الطراز الأول وليست فقط مهمات تقنية.
منظمة التحرير الفلسطينية
وقال إنه “حتى ينجح الأمر بشكل فعال فنحن بالإضافة إلى حكومة وحدة وطنية أو حكومة توافق وطني نحن بحاجة إلى قيادة وطنية موحدة”، مشيرا إلى أن أحد التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني هو كيفية الجمع في هذه المرحلة بين حق الشعب الفلسطيني في تمثيل نفسه وعدم سلبه هذا الحق وفي نفس الوقت خلق وحدة وطنية تضم الجميع.
ورأى أن الشيء المنطقي أن الإطار لتحقيق حكومة الوحدة الوطنية هو منظمة التحرير الفلسطينية، التي تفتح أبوابها لباقي القوى الفلسطينية بحيث تكون هي البيت الجامع لقيادة وطنية موحدة.
وبين أن فتح أبواب المنظمة يحافظ على ما أنجزه الفلسطينيون من الاعتراف بالمنظمة ممثلا للشعب الفلسطيني، وفي نفس الوقت تتم إعادة القدرات للمنظمة على أن تمثل الشعب الفلسطيني بشكل شامل وكامل.
أوسلو
البرغوثي قال إن الأزمة السياسية التي تعيشها الساحة الفلسطينية وأزمة البنيان السياسي الفلسطيني، تعود إلى عوامل عدة ، مشيرا إلى أن أهم هذه العوامل هو فشل البرنامج، وبرنامج منظمة التحرير منذ أن وقعت اتفاق أوسلو.
وأوضح أن البرنامج كان قائما على تنفيذ اتفاق أوسلو، وجرى التخليل أن الشعار الأصلي “دولة ديمقراطية على كل الأراضي الفلسطينية”، وتعطي حقا يتساوى فيه الناس في الحقوق والواجبات لصالح برنامج حل الدولتين وبعد ذلك وقع اتفاق أوسلو وكان أساسه إنشاء دولة فلسطينية مستقلة.
وأضاف أن إسرائيل “مزقت” اتفاق أوسلو، وبرنامج أوسلو فشل، كما أن قبول الحركة الصهيونية بحل وسط فشل.
وأكد أن المطلوب من الفلسطينيين هو التوافق على ما يمكن أن ينجح، وهذا يعني “دولة فلسطينية مستقلة حقيقية وليس حكما ذاتيا هزيلا تحت السيطرة الإسرائيلية”.
اجتماع موسكو
الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية قال إن اجتماع موسكو لن يحل مشكلة الانقسام فورا ولا يجوز أن يوضع الأمر وكأن هذا الاجتماع ذاهب لتحقيق المصالحة الوطنية وإما أن ينجح أو يفشل.
ورأى أن اجتماعا من يومين في موسكو سيحل المشاكل، ولكن هذا أول اجتماع يضم الـ 14 قوى فلسطينية بغض النظر عن قوتها أو ضعفها معا.
وأعلنت روسيا أنها دعت قادة حماس والجهاد الإسلامي وفتح وتنظيمات أخرى لمحادثات في موسكو يوم 29 شباط الحالي حول الحرب في غزة.
وأوضح البرغوثي أن أول اجتماع يجري للقوى الفلسطينية منذ بدء هذا العدوان، والمسؤولية هائلة.
وأكد أن هذا الاجتماع لن ينهي المشاكل، ولكن قد يقرب القوى بصورة جدية وجادة من الوصول إلى نهاية مشاكل وتشكيل قيادة وطنية موحدة.