عروبة الإخباري –
عقد منتدى الفكر العربي في مقره بعمان ندوة تحت عنوان “قراءة في الموقف الأردني اتجاه العدوان على غزة: اقتصاديًا وسياسيًا”، حاضر فيها كلٌ من عضو المنتدى والخبير والمستشار الاقتصادي والمالي الدكتور عدلي قندح، وعميد كلية الأمير حسين بن عبدالله الثاني للدراسات الدولية في الجامعة الاردنية الدكتور حسن المومني، وبحضور عدد الباحثين والمهتمين.
وفي كلمته الافتتاحية قال مساعد الأمين العام السيد محمد ناصر الكيلاني: إن هذه الندوة جزء من سلسلة ندوات عقدها وسيعقدها المنتدى بالتعاون مع مراكز دراسات ومعاهد فكرية حول تداعيات الحرب في غزة، وخاصة أنه وبعد مرور أكثر من 136 يومًا من الحرب ما تزال التساؤلات تدور حول تداعياتها التي تحمل الكثير من المتغيرات على الساحة الإقليمية والعالمية بشكل عام، وعلى الأردن بشكل خاص.
وأضاف السيد الكيلاني أن موقف الأردن من الحرب الإسرائيلية على غزة استأثر باهتمام كبير، نظرًا إلى مركزية القضية الفلسطينية، وتأثره بأيّ تطور يحصل فيها بسبب ارتفاع التوتر وحالة عدم اليقين من العودة إلى نقطة الاستقرار النسبي التي كانت سائدة قبيل الحرب.
وفي حديثه حول التداعيات الاقتصادية أوضح د.عدلي قندح أن استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لعام وأكثر مع اتساع نطاقها قد يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي في الأردن إلى أقل من 2%، وأن التكلفة الاقتصادية للحرب في غزة على الدول العربية المجاورة متمثلة في الأردن ومصر ولبنان، قد ترتفع إلى ما لا يقل عن 10 مليارات دولار هذا العام.
وأشار د.قندح إلى أن قطاع السياحة من أكثر القطاعات تضررًا نتيجة الحرب، وأن حجم المناولة في موانىء العقبة انخفضت بشكل ملموس بنسبة تصل إلى حوالي 45 % خلال الـ3 أشهر الماضية، وأن تكاليف نقل البضائع القادمة إلى ميناء العقبة عبر البحر الأحمر من جنوب شرق آسيا ارتفعت بنسبة 160% بينما ارتفعت تكاليف الشحن المتجهة إلى أوروبا والولايات المتحدة بما يتراوح بين 60 و100%، وأكد د.قندح أهمية تفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص للعمل معا وتقديم الأفكار والحلول لدعم بعض القطاعات الاقتصادية المتأثرة، وإيجاد آليات لحماية للاقتصاد.
وبين د.حسن المومني خلال حديثه حول التداعيات السياسية أن النظام الأردني ومنذ تأسيسه يتعامل ببراعة في إدارة الأزمة المتعلقة بالصراع على الجغرافيّة، وأنه يقوم بدور مهم على مستوى المنطقة على الرغم من أنه يقع ضمن إقليم ملتهب، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية تلامس بشكل مباشر الأمن في الأردن وأنه يتعامل معها ضمن حسابات سياسية وأمنية واقتصادية وديموغرافية معقدة، ويتحدد موقفه بمجموعة عوامل، أبرزها طبيعة العلاقة التي تربطه بأطراف الصراع الرئيسيين.
وأكد د.المومني ضرورة الفهم العميق للتحديات التي تواجه الأردن والتعقيدات المرتبطة في القضية الفلسطينية، موضحًا أن ما يحدث في غزة لا يقتصر على أحداث السابع من أكتوبر بل يتعدى ذلك ويرتبط بشكل مباشر مع التحولات في القوى التي تدير العالم وقيام نظام عالمي جديد، مؤكدًا بأن إسرائيل ستعمل على إعادة إنتاج نظامها السياسي بعد إنتهاء الأحداث في غزة نتيجة التحول في الرأي العام بالمجتمع الإسرائيلي.