عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
سررت أن ربطت الملكية الأردنية البترا بالعُلا، فقد دشن طيران الملكية خطاً جديداً ينقل المسافرين الى العُلا في شمال المملكة العربية السعودية حيث جنوب الأردن وحيث امتداد حضارة الأنباط التي كانت مركز مدينة البترا الشهيرة إحدى غرائب او عجائب الدنيا في العالم القديم.
فمن هذه العلا التي حطت الملكية في مطارها ضمن الخطوط الجديدة التي فتحتها الملكية وهي تعيد النظر في كافة خطوطها عبر العالم لتبقي أو تلغي أو تغيّر.
كان جميلاً أن تكون العُلا في خريطة الملكية الأردنية، تلك الجغرافيا التاريخية الغنية، ذات المضمون الإسلامي والتاريخي القديم وتلك الحضارة التي ما زال الزمن يمسك بها ويقدمها للدلالة على عظمة التاريخ وازدهار وقدرات الانسان فيه على التفاعل والصمود وبناء الحضارة.
وجدت ان الملكية اليوم ، تعاود إنطلاقة جديدة ومتجددة تضمن فيها للمسافرين بالتزام واضح أبرز ه عدم التأخير في الإقلاع، بحث أصبحت هذه المسألة عند الملكية مؤكدة، فلم تعد الملكية تتأخر أبداً إلا في ظروف قاهرة والتاخر بالمسافرين هي آفة الطيران الذي لا يمكن أن يصنف إلا في خانة فقدان التطور وتراجع الخدمات.
وأما الميزة الثانية، فإن الملكية منفتحة على التغيير وزيادة الخطوط وتدشينها ما استطاعت لخدمة زبائنها، ولذا وجدناها أخيراً تفتح خطوطاً وتلغي أخرى جرى افتتاحها في ظروف مختلفة ولأسباب لم تعد قائمة.
أتمنى أن يكون في البترا مطاراً تهبط فيه الملكية ليكون ذلك انتصاراً للتاريخ وتقديراً للجغرافيا، ولما لم يكن ذلك حاصلاً، فإن عشاق التاريخ يجدون الآن ضالتهم بعد أن توفر لهم مشاهدة البترا وزيارتها في الأردن وأن يستكملوا قصة وشهادة التاريخ بزيارة العُلا حيث أمتداد آثار الأنباط وحيث فهم النص الديني الإسلامي الوارد في القرآن الكريم والذي يشير الى قوم النبي صالح وموطنهم…
العُلا، احتضنتها اليونسكو معترفة بأهميتها بعد ان قدمتها المملكة العربية السعودية كموقع تجري العناية به والمحافظة عليه باعتبار العُلا العاصمة الثانية للآنباط العرب، وقد أخذت أسمها من علو نخيل شاهق الأرتفاع على عينين من ماء هما المعلق و.تدعل
وبعد أن أولى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، العُلا، أهمية خاصة، سيما وان ثقل التنمية السعودية أخذ ينزاح أيضاً بأتجاه الغرب السعودي والشمال الغربي… وحيث وادي القرى المجاور الوارد بقوة في الشعر وخاصة شعر جميل بثينة حيث قصة العشق المعروفة بينهما في التراث العربي.حيث يقول الشاعر جميل لحبيبته
وأول ماقاد المودة بيننا
بواد بغيض يابثين سباب
المنطقة غنية بالآبار وبزراعة الفواكة والحمضيات وتتبع العُلا حوالي (300) قرية وموقع حضري.
ويشكل الخط الأردني الذي يضاف للخطوط الواصلة إلى العلا شريان حياة للسياحة المستدامة وتعزيز نبض التطور والتحضر وتعزيز رؤية … التفكير الرسمي السعودي بحماية التراث الثقافي وتعزيز دلالات المعرفة.
الأمير محمد، ولي العهد، أطلق رؤيته المتعلقة بالعُلا لتطوير المكان وتحويله الى وجهة عالمية للتراث مع عدم إلغاء أو التأثير على هوية المكان الأصلية، وارتباطها بمحيطها من المجتمع المحلي.
العُلا في الجغرافيا واقعة بين مرتفعات جبلية في شمال المدنية المنورة على بعد (300 كم)، وعن تبوك (250 كم) وفي شمالها، أي العُلا، تقع مدينة الحجر الشهيرة باسم مدائن صالح، واليها يرتبط الأنباط ايضا وكان بينهم، وقد حفروا بيوتهم في الصخر، وكانت البترا نموذجاً، وتشير المصادر الدينية أن العُلا هي موقع ثمود الأقوام الذين وردت قصتهم في القرآن، والتي سجلتها اليونسكو أيضاً وقربها.محطة قديمة لسكة حديد الحجاز زمن الدولة العثمانية أذ وصلت السكة هناك عام (1910) وتشير المصادر أن الحجر مركز للحضارة اللحيانية عام (900) قبل الميلاد وكانت مزدهرة لكثرة مياهها وخصوبة أرضها.
سميت العُلا في القرن السادس قبل الميلاد ب (ديدان) نسبة للديدانيين الذين أنشأوا فيها مملكتهم وفي العصر الجاهلي سميت قُرْح وورد ذكرها عند ياقوت الحموي في معجم البلدان ثم مملكة أو وادي القرى ثم بعد ذلك سميت العُلا بدءاً من القرن السابع هجري.
تاريخ العُلا ممتع ويطول، ولأهميته انشأت المملكة السعودية هيئة ملكية لتطوير العُلا وفرنسا شريكة في ذلك، حيث تتبع تاريخ بدأ قبل (300) سنة قبل الميلاد.
شكراً للملكية الأردنية التي أحيت لنا بالخط الجديد تاريخ عريق ممتد الى مدائن صالح حيث العُلا والحجر وسيكون للمكان شأن عظيم ودور أكبر في التنمية، أما ناقة صالح والبعد الديني في المكان فله إطلالة أخرى.