عروبة الإخباري –
زرت مؤخراً مدينة الرياض، فأبهرتني، ليس بنموها وعمرانها وتطورها فقط، بل بسرعة هذا النمو والتطور الذي لم يعد خافياً على أحد.
هذه المدينة التي زرتها بعد مرور نحو ١٠ سنوات، جعلتني أشعر ان الزمن الذي مر علينا بسرعته المعتادة، مر في هذه المدينة بسرعة البرق، ليصل بها الى زمن متطور عن المنطقة ككل، ويضعها في مرحلة جديدة من العمران والبناء والتطور، والترفيه والسياحة والاقتصاد وعلى كل الأصعدة.
وكان جلياً، من خلال محادثاتي مع من التقيتهم في رحلتي، التي زرت بها الرياض لحضور منتدى التنمية الخليجي الـ42، ان الذي يزور المدينة باستمرار، أيضاً، يشعر بفارق التطور والعمران بها، خلال أشهر بسيطة.
وليس غريباً ان تتصدر المملكة العربية السعودية، قائمة الأمم المتحدة للسياحة في نمو عدد السياح مؤخراً، فبدا لي منذ الوهلة الأولى ان هذه الدولة، وهذه المدينة تحديداً، حولت السياحة الى صناعة فعلية، قد تكون مورداً مرادفاً للنفط مستقبلاً، ان لم تكن قد اصبحت فعلياً مورداً مالياً قوياً للدولة.
وكان واضحاً لي، منذ البداية، ان التغيير الذي نصفق له، جاء برغبة واصرار وعزيمة، فأي تغيير نحو الأفضل، ونحو التطور، وإن واجه معارضة في البداية، سينتصر في نهاية الأمر، وهو ما حدث بالفعل ليخرج لنا صورة الرياض الجميلة، التي حققت الحلم، واصبح شبانها وشاباتها، يعملون لمزيد من الازدهار لها.
ولا يمكن انكار ان السعودية، والرياض تحديداً، اصبحت نموذجاً اقتصادياً في المنطقة، فتحت أبوابها للعالم، مدركة ان الاعتماد على النفط فقط لم يعد خياراً ذكياً، أو خياراً متاحاً حتى، ومن يرد ان يحافظ في الخليج على الرخاء والاستدامة فعليه أن يفتح موارد مالية جديدة، على الصعيد الاقتصادي والاستثماري والسياحي أيضاً.
ولا يمكنني أن أغفل عن الترفيه، الذي تجده أينما التفت في الرياض، فبمجرد أن تمشي في إحدى الساحات الجميلة في هذه المدينة، تستطيع ان تلمس سعادة الناس، واستمتاعهم في الحياة، والذي بلا شك ينعكس ايجاباً على انتاجهم وعملهم، ففي كل مناسبة هناك فعاليات، وفي كل فرحة هناك احتفال، فالفرح أصبح أيضاً صناعة في السعودية، حيث تجد دائماً حفلة غنائية، أو فعالية ما تمنحك الترفيه الذي يناسبك.
وأيضاً لا يفوتني أن أسجل إعجابي باهتمام هذه المدينة بالرياضة، حيث إنهم بصدد إنشاء مضمار كبير جداً، للمشاة، وللدراجات الهوائية، بل حتى لركوب الخيل، فكل هواية لها مكانها في الرياض، ولها مساحة للممارسة، وكأن المدينة ادركت أن تطورها ينبني باحتواء ابنائها واحتضان مواهبهم وهواياتهم، وفتح متنفسات ترفيهية ورياضية لهم.
وأخيراً، أود أن أختم بالبداية، فانبهاري بالرياض، بدأ منذ لحظة دخولي المطار، ففي مطارها تجد في استقبالك شباباً وشابات سعوديين، يرحبون بك، بكرم عربي، وكأنك وردت على ديوان أو حللت ضيفاً على منزل أحدهم، باستقبال ودود لا يشعرك سوى انك خرجت من بلدك، لتدخل بلدك، فهنيئاً للرياض، بهذه العقليات التي حولتها الى مدينة الحلم.