عروبة الإخباري نقلاً عن النشرة الدولية – حوار هالة نهرا –
صداقتُهُ مع الفنانة ماجدة الرومي متينةٌ جدّاً وثمّة انسجامٌ تامٌّ بينهما في العمل. تعاونَ مع الفنان الكبير مارسيل خليفة ولحّنَ لشقيقته الفنانة القديرة سميّة بعلبكي وللفنانة عبير نعمة. كان جُلّ تركيزه متمحوراً حول قيادة الأوركسترا التي تُمثّل عِلْماً قائماً بذاته وقائد الأوركسترا بنظره هو شريكٌ أساسيٌّ في تأدية الأعمال الموسيقية وإيصالها للجمهور، وله رسالةٌ أساسيّةٌ في تحسين وتطوير العمل الموسيقي في المجتمع. يحلم بالتعاون مع السيّدة فيروز. لديه عددٌ من الحفلات المبرمَجة برؤيةٍ معيّنة وإسهامٌ مقبلٌ في المهرجانات الفنية… حول عمله وومضاته ومشاركاته الموسيقية والفنية المؤثّرة ومشاريعه في المرحلة الجديدة الآتية أجريتُ هذا الحوار مع المايسترو اللبناني والعربي المجتهد والفنان المبدع لبنان بعلبكي.
كيف تُقيّم تجربتك في قيادة الأوركسترا مع الفنانة ماجدة الرومي وما هي الخصوصيّات الفنية في التعاون معها استناداً إلى تجربتك؟ حَدِّثنا عن حفلتكما الأخيرة في الإمارات.
في ما يتعلّق بتجربتي مع ماجدة الرومي أقول في البداية إننا قد أتممنا السنة التاسعة من التعاون وقد بدأتْ السنة العاشرة من تعاوننا معاً. خلال هذه الأعوام وضعتُ رؤيةً جديدةً لتركيبةِ الأوركسترا -أي من أيِّ عناصر تتألّف هذه الأوركسترا- ووضعنا رؤيةً جديدة لتوزيع الأغاني لتكون الأوركسترا حاضنة لهذا الصوت، لتقديم الألحان التي يعرفها الجمهور لكن بكنهةٍ أوركسترالية بَيِّنة، وقد أفدتُ من تجربتي في الموسيقى الكلاسيكية وتمَّ تنظيم الأوركسترا بين الآلات الوتريّة وآلات النفخ التي أضفتُها (الترومبيتات والترومبونات) و”الكومبو” (الباص، والغيتار الكهربائي، والدرامز، إلخ.). بهذه التوليفة المتكاملة استطعتُ المحافظة على كلاسكية الأعمال ونمط “البوب” الذي تتميز به الأغاني التي تؤدّيها ماجدة الرومي. بعد هذه السنوات أصبحنا أنا وماجدة على صداقةٍ متينةٍ جداً وهناك شيءٌ من الإحساس العائليّ بيننا ومع الفريق الذي يعمل معها كذلك. ثمّة انسجامٌ تامٌّ في العمل بيننا. كانت حفلتنا في أبو ظبي من الحفلات الناجحة جماهيرياً على مستوى التفاعل والأصداء الكبيرة جداً وكانت التجربة جميلة بالفعل.
شقيقتك هي الفنانة اللبنانية القديرة سميّة بعلبكي. هل ثمّة تعاون حالياً بينكما؟ كيف تنظر إلى علاقتكما الفنية؟
سميّة بالنسية لي هي أكبر وأكثر من أخت وقد أثَّرتْ في حياتي الفنية كثيراً لأنني ترعرعتُ مع سميّة في الكواليس وفي حفلاتها، علماً بأنّ الاتّصال الأوّل لي مع عالم الموسيقى كان من خلال سميّة لأنها بدأتْ في سنٍّ مبكرة في تقديم الحفلات، ما قد ساعدني على تجاوز رهبة المسرح واختبار كل ذلك باكراً. قدَّمْنا في الفترة الأخيرة افتتاح مهرجانات بعلبك بعد توقُّفه خلال ثلاث سنوات وكانت الحفلة كبيرة في التعاون معها. الآن هناك بعض الألحان التي أعمل عليها على صعيدَيْ التوزيع والإنتاج ولصوغ رؤية جديدة لأعمالٍ جديدة. نتعاونُ دائماً ونتشاورُ. ثمّة ثلاث أغنيات سُجِّلتْ وستصدر إحداها قريباً وهي من ألحان علي الخطيب وكلمات بسام العنداري وتوزيع ألكسندر ميساكيان بعنوان “لأنَّكْ هَيْكْ”. إنها أغنية خفيفة الظلّ إلى أبعد مدى وسوف تتدثّر بأصداء جميلة كما أتوقَّع.
هل لديك مشروع موسيقي تلحينيّ وتأليفيّ؟ ما هي مقوّماته وركائزه وآفاقه؟
إلى جانب قيادة الأوركسترا درَسْتُ التأليفَ الموسيقيّ ولديَّ بعض التجارب الموسيقية وقد كتبتُ موسيقى للأطفال لقناة “الجزيرة” (“براعم”) وأنجزتُ بعض الألحان الصغيرة، لحّنتُ أغنيةً لسميّة (لبعلبك) وللفنانة عبير نعمة، علماً بأنّ تجاربي التأليفية محدودةٌ لأنني ركّزتُ على قيادة الأوركسترا ولأنني شعرتُ بأنّ هناك مَن هُم أكثر جدارةً منّي في وسط المؤلّفين. التأليفُ يتسلزمُ الكثير من الممارسة وتراكم الخبرات. كنتُ على قناعةٍ بأنّ الموسيقي عليه التخصُّص في ميدانٍ واحد لينجحَ فيه وأنا قد اتّجهتُ للتركيز على قيادة الأوركسترا التي تُمثّل عِلْماً قائماً بذاته وقائد الأوركسترا هو شريكٌ أساسيٌّ في تأدية الأعمال الموسيقية وإيصالها للجمهور، وله رسالة أساسيّة في تحسين وتطوير العمل الموسيقي في المجتمع. تجربتي في تأديةِ المقطوعات العالمية للمؤلّفين الكبار الكلاسيكيين (مثل بيتهوفن، وبرامز، وبروكنر، ومالِر) زوّدتْني بمخزونٍ مفيدٍ لتجربة التأليف لخوض معتركه يوماً ما. منفتحٌ أنا على هذه الفكرة، علماً بأنّ هذه اللحظة لم يحن موعدها بعد. لم أطرح نفسي كملحّن لكنني أحبّ تلحين بعض الأمور الصغيرة. لديَّ الكثير من التجارب التأليفية ولا بدّ أن أرتّبها يوماً ما وأن أقدّمها للناس بشكلٍ احترافيّ.
من هو الفنان العربيّ أو الفنانة العربية الذي/ التي تحلم بالتعاون معه/ معها قيادةً أو تلحيناً وتأليفاً؟
أنا مثل أيّ موسيقيّ في جيلي وبعمري كان يحلم بالعمل مع السيّدة فيروز في إحدى الحفلات وهذا حلمٌ قديم منذ زمنٍ؛ لا أعرف إذا ما كانت سوف تسنح الفرصة يوماً ما لأنّ فيروز لم تعُد تقدّم الحفلات بسبب الظروف، لكن ثمّة الكثير من الفنانين الذين تعاونتُ معهم. أعمل مع الفنان الكبير مارسيل خليفة وماجدة الرومي التي تُعَدُّ أيقونةً في الفنّ في لبنان والعالم العربي. أحبُّ كثيراً نتاج عمر خيرت وهناك الكثير من الفنانين على هذا المستوى الذين أحبُّ أن أتعاون معهم. أحبُّ أيضاً العمل مع فنانين آخرين لإدخال بصمة جديدة في أعمالهم ومن الممكن أن يكونوا غير كلاسيكيين أو الذين لا تُرافقهم الأوركسترات.
ما هي مشاريعكَ الموسيقية والفنية للمرحلة الجديدة الآتية داخل لبنان وخارجه؟
لديَّ عددٌ من الحفلات المبرمَجة برؤيةٍ معيّنة أو حفلات مع ماجدة الرومي، وثمّة تواصلٌ إنْ مع السعودية أو مع الإمارات لتقديم مشاريع مختلفة في المجالات الموسيقية.
المهرجانات أصبحت قريبة وأتناقشُ مع بعض المهرجانات لتقديم أعمال على غرار ما قدّمتُه في افتتاح “مهرجانات بيت الدين” على سبيل المثال، لنقدّمَ هذه السنة شيئاً جديداً ومختلفاً للعالم وبالمستوى عيْنه الذي لطالما قدّمناه. أمّا عن تعاوني مع الأوركسترا الفلهارمونية، فقد جمّدتُ نشاطاتي قليلاً ظرفياً، إلى أنْ نبلورَ في المستقبلِ القريب رؤيةً نُجابه من خلالها التحدّيات والصعاب القائمة.
*حاورتْهُ هالة نهرا