عروبة الإخباري –
ربع قرن وجلالة الملك عبدالله الثاني، يضع المتقاعدين العسكريين نصب عينيه، وفاء وتكريماً لهم واعتزازاً بما بذلوه من بطولات وتضحيات وعطاء في خدمة الوطن، فجلالته الأقرب إلى قلوبهم ووجدانهم.
ويبادل المتقاعدون العسكريون جلالته الوفاء والمحبة في يوم الوفاء للمحاربين القدامى والمتقاعدين العسكريين الذي يصادف، الخميس، وهم يباركون لجلالته بمناسبة عيد ميلاده الميمون واليوبيل الفضي لتسلم جلالته سلطاته الدستورية، ويثمنون جهود واهتمام جلالته بالعسكريين عاملين ومتقاعدين، مؤكدين التفافهم خلف القيادة الهاشمية ودعمهم المطلق لرؤى وتطلعات جلالة الملك وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد.
وقد وجّه جلالة الملك عبدالله الثاني رسالة إلى رئيس الوزراء في 21 آذار 2012، لإعلان يوم 15 شباط من كل عام، يومَ وفاءٍ للمحاربين القدامى والمتقاعدين العسكريين، الذين خدموا في صفوف القوات المسلحة الأردنية-الجيش العربي والأجهزة الأمنية، وقدّموا التضحيات ونماذج البذل والعطاء في خدمة وطنهم وأمتهم، الذين نافحوا وذادوا بأجسادهم وصدورهم وهم يقاتلون على أسوار القدس والشيخ جراح واللطرون وباب الواد والكرامة والجولان وفي عمليات الأمن الداخلي.
واختير 15 شباط لهذه المناسبة، لارتباطه بمعركة عظيمة عُرفت بمعركة الشهداء السبعة، والتي سبقت معركة الكرامة الخالدة، وكان لها أثر مهم في سَيِرها ونتائجها.
وقد أشار جلالة الملك عبدالله الثاني إلى ذلك في رسالته قائلاً: “وقد ارتأينا أن يكون الخامس عشر من شباط في كل عام يوماً للوفاء للمحاربين القدامى، وهو اليوم الذي سطرتْ فيه إحدى وحدات قواتنا المسلّحة الباسلة أسمى معاني البطولات عام 1968 قبيل معركة الكرامة”.
مدير عام المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء، اللواء الركن المتقاعد الدكتور إسماعيل الشوبكي، قال لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن هذا اليوم يؤكد الاهتمام الملكي الكبير بإخوانه رفاق السلاح من المتقاعدين العسكريين خلال عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، حيث قدم لهم كل الدعم والخدمات اللازمة.
وأضاف: “لقد أولى جلالته الاهتمام الكبير بالمتقاعدين العسكريين، فكان الإيعاز الملكي بتقديم وتفعيل برامج ومبادرات خاصة لهم، ومن أشهرها برنامج رفاق السلاح عام 2022 الذي تضمن العديد من الخدمات والتسهيلات ومجموعة من الحوافز المادية والمعنوية للمتقاعدين العسكريين وبإشراف خاص من سمو ولي العهد”.
ولفت إلى أن جلالة الملك قدّم مكرمة ملكية بإنشاء أندية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء في محافظات المملكة كافة، لتكون مراكز وملتقيات لرفقاء السلاح وتقدم الخدمات للعسكريين العاملين والمتقاعدين ولعائلاتهم، لتمثل أهداف هذه النوادي بتقديم خدمات متميزة وبتوفير أماكن للمناسبات العامة بأسعار رمزية، وتوفير فرص عمل للمتقاعدين العسكريين، كما تعمل على تعزيز العلاقات الاجتماعية بين العسكريين العاملين والمتقاعدين وعائلاتهم، حيث تقام هذه النوادي ضمن مشروع المبادرات الملكية التي يُشرف على تنفيذها الديوان الملكي العامر، وهي نادي المتقاعدين العسكريين في كل من المفرق وجرش وعجلون ومعان والكرك والبلقاء والطفيلة، إضافة إلى أندية القوات المسلحة الأردنية في إربد ومادبا.
وبين أنه قامت المؤسسة بتحديث وتطوير موقعها الإلكتروني؛ بهدف تسهيل عملية الوصول للخدمات التي تقدمها لمنتسبيها، وتوفير المعلومات المستجدة عن خدماتها المتنوعة المقدمة لهم، ويتضمن الموقع الإلكتروني الجديد خدمات المؤسسة والتي تشمل طلب الانتساب، وقروض السيارات، والقرض الشخصي، وقروض المشاريع الصغيرة، وإصدار قسيمة الراتب، وكشف الالتزام، إضافة إلى إمكانية تقديم طلب التوظيف، والحج والعمرة.
وعدّد أبرز الخدمات التي تقدمها المؤسسة، منها توفير فرص العمل المتاحة للمتقاعدين وأبنائهم، ومساعدتهم في مجال التوظيف خارج البلاد، والإشراف على النوادي التي أمر جلالة الملك ببنائها في جميع المحافظات، وتسيير رحلات الحج والعمرة والحج المسيحي للمتقاعدين العسكريين، وعلى نفقة المؤسسة، وإطلاق المحفظة الإقراضية للمشاريع الإنتاجية الصغيرة للمتقاعدين العسكريين، وتقديم القروض الشخصية دون فائدة وبسقوف محددة لكل رتبة، كما تقدم خدمة قروض السيارات على نظام المرابحة الإسلامية، كما تم استحداث موقع “دكان” المتقاعدين؛ بهدف تسهيل عملية شراء الأجهزة الكهربائية على نظام الأقساط الميسرة دون الحاجة للحضور إلى المؤسسة أو مكاتبها في المحافظات.
أما النشاطات الاقتصادية والاجتماعية التي تمتاز بها المؤسسة أيضاً فتتمثل بالمشاريع الزراعية كمزرعة الأبقار في الخالدية ومزرعة المنشية للأسماك في الأغوار لتربية الأسماك والنحل وزراعة الحمضيات، والتي تدار حاليا باتفاقيات إدارة وتشغيل من قبل متقاعدين عسكريين من ذوي الخبرة والكفاءة، وفقا للشوبكي.
ومن ناحية أخرى، أشار الشوبكي إلى أنه يوجد مكاتب تجارية في محافظات المملكة كافة تابعة للمؤسسة يبلغ عددها 17 مكتباً تؤدي نفس الواجبات في الإدارة العامة، كما يتبع للمؤسسة المجمع المهني الذي يقوم على خدمة المتقاعدين العسكريين، وذلك بتصنيع مواد الأخشاب والحديد والألمنيوم، وتلبية احتياجات المتقاعدين من أثاث وأبواب وشبابيك ومطابخ بمختلف الأنواع والأشكال، وبمواصفات عالية، والبيع للمتقاعدين العسكريين يتم بنظام التقسيط الميسر.
وركّز الشوبكي على أن المؤسسة تتولى، ومن خلال إدارة الأمن والحماية، بحصرية حراسة وحماية جميع الوزارات والدوائر الحكومية والشركات المملوكة للحكومة والعديد من المؤسسات العامة والخاصة في مختلف مناطق المملكة بموجب اتفاقيات سنوية تغطي 225 موقعاً، ويبلغ عدد الموظفين حالياَ 9143، فضلا عن مشاريع استثمارية للمؤسسة تقوم بها مثل تكسي المطار، حيث تملك المؤسسة 78 سيارة حديثة تعمل في مطار الملكة علياء، بالإضافة إلى إشرافها على عدد من سيارات الشحن والتخليص، كما تحتضن المؤسسة الجمعيات التعاونية من خلال توفير الدعم المالي لهذه الجمعيات التي يديرها متقاعدون عسكريون، وذلك بالتعاون والتنسيق مع وزارة التخطيط والتعاون الدولي.
وبين أن المؤسسة توظّف عددا من الضباط المؤهلين لتدريس مساق العلوم العسكرية في الجامعات الخاصة والبالغ عددها 19 جامعة، إضافة إلى توظيف أعداد كبيرة من المتقاعدين في مختلف المعاهد والمدارس التابعة لها، وفي الجامعات الحكومية وبعض الوزارات والهيئات التابعة للحكومة، حيث يتم التعاقد معهم عن طريق المؤسسة، فضلا عن عقد المؤسسة عددا من الدورات في تكنولوجيا المعلومات واللغة الإنجليزية.
وأوضح أن الانتساب للمؤسسة اختياريا ، ويبلغ عدد المنتسبين لها نحو 114 ألف منتسب ومنتسبة.
من جانبه، قال عضو مجلس الأعيان والعضو المؤسس وأمين عام حزب الميثاق الوطني الدكتور محمد المومني: إن من الإنجازات الكثيرة التي نتذكرها ونحن نحتفل باليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك سلطاته الدستورية هذا الكم الكبير من التقدير والحب الذي يكنه جلالة الملك للعسكريين والجيش من الأجهزة الأمنية.
وأشار إلى أن جلالة الملك وصف رفاق السلاح بأنهم “الأصدق قولا والأصدق عملا”، وهذا أعمق ما قيل من جلالة الملك في حق هذه الكوكبة من الشرفاء من أبناء هذا الوطن.
وأضاف المومني أن يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى يعتبر تخليداً حقيقياً لإنجازهم وعنوانا عريضاً لتحفيزهم على الاستمرار في البناء بمختلف المجالات.
مستشار وزير الاتصال الحكومي ومدير التوجيه المعنوي الأسبق، العميد المتقاعد ممدوح العامري، قال: “نحتفل في هذه الأيام بمرور 25 عامًا على تولي جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية في عام 1999، حيث أولى جلالته القوات المسلحة جلّ اهتمامه ورعايته، فمن بين صفوفها تخرج وهو رفيق السلاح، وهو يعرف حق المعرفة واقعها ومتطلباتها”.
وبين أن جلالة الملك عبدالله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وفي لقاءاته وأحاديثه وزياراته يوجه دائما بتقديم الدعم والإسناد للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، والعمل على تحسين أحوالهم وظروفهم الحياتية والتشغيلية بعد أن أفنوا زهرة شبابهم في خدمة الوطن، ليبقى أمنه واستقراره على الدوام فوق كل اعتبار، وتبذل الأنفس والأرواح رخيصة في سبيله.
بدوره، قال العقيد المتقاعد الدكتور ماهر المخامرة:”منذ تسلم جلالته سلطاته الدستورية أولى القوات المسلحة (الجيش العربي) والأجهزة الأمنية جل اهتمامه ورعايته فهو رفيق السلاح الذي تخرج من صفوفها، وعرف واقعها الدقيق ومتطلباتها، ولم يدّخر وسعاً لجعلها قوات تواكب العصر تسليحاً وتأهيلاً”.
وأضاف: “لقد أولى جلالته اهتمامه بخبرات المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى من خلال مؤسسة المتقاعدين العسكريين، للاستفادة من خبراتهم وكفاءاتهم، وذلك بتوفير فرص العمل والعطاء لہم ليفيدوا الوطن، فكان جلالته يتابع أوضاعهم، ويلتقي بهم ويطمئن على أحوالهم الصحية والمعيشية، ويستمع إلى آرائهم ومقترحاتهم في الكثير من القضايا الوطنية والإقليمية”.
وبيّن العميد الركن المتقاعد، الدكتور بسام المهيرات، أن “المتقاعدين العسكريين هم على العهد رديف قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية في حماية الوطن والذود عن حياضه، ليبقى الأردن آمنا، عزيزا، مستمراً على طريق التقدم والحداثة بقيادة جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية وبعزم الأردنيين النشامى”.
واعتبر النقيب المتقاعد عبد السلام كامل الخالدي يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء مكرمة من مكارم الهاشميين، وخير دليل على رعاية واهتمام جلالة الملك برفاق السلاح من مختلف الرتب والصنوف العسكرية، وأن الاحتفال بهذه المناسبة يعد تكريسا وترسيخا للعلاقة المتينة الراسخة بين القائد وشعبه، والتي هي نهج هاشمي سار عليه جلالة الملك عبدالله الثاني على خطى والده وأجداده.
وأشار المقدم المتقاعد مفلح عبداللطيف الدلابيح: “عاقدين العزم أن نبقى الأوفياء لمبادئ الثورة العربية الكبرى التي آمن وأخلص لها الأردن بقيادة الهاشميين الأبرار منذ عبدالله الأول إلى عبدالله الثاني، وبقيت راية النهضة وراية الوطن مرفوعتين خفاقتين بهمة الأردنيين الأحرار، وستبقى هاتان الرايتان مرفوعتين في وطن الأبطال، لتشكلا معا أملا للأمة، وفخراً للأجيال القادمة”.
المقدم المتقاعد خلف محمد المجالي قال: “إن المتقاعدين العسكريين آثروا، عبر سنوات خدمتهم للوطن، أن يكونوا على قدر المسؤولية بمسيرة يملؤها الوفاء للوطن، والولاء للقيادة الهاشمية، وهي المسيرة التي سلكها رفاق السلاح منذ تأسيس الدولة وصولاً إلى احتفالات الوطن بقائد الوطن بمناسبة اليوبيل الفضي لتسلمه السلطات الدستورية”.
وقال الوكيل أول المتقاعد كرّيم القهيوي: “نعبر كل يوم عن عظيم حبناً وصادق مشاعرنا والاعتزاز بالوطن وقائد الوطن والعلم الأردني، ورايات الثورة العربية الكبرى، وأعلام الوحدات العسكرية التي خدمنا فيها، لتكون مرفوعة فوق عنان السماء خافقة”.
وأعرب العريف المتقاعد عودة الفاعوري، وهو أحد المشاركين في معركة الكرامة و 1967، عن اعتزازه برعاية ودعم جلالة الملك للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، وتواصله المستمر معهم في مختلف المناسبات الوطنية.
وقال وكيل أول متقاعد كايد أبو رمان “إنه يوم مبارك من أيام الوطن، خصصه جلالة الملك لنا، تكريما لإخوانه ممن خدموا وقدموا التضحيات، وبذلوا جل عطائهم في خدمة وطنهم بقيادته الهاشمية”.
من جهتها، أشارت المقدم المتقاعد عطاف الشوبكي، إلى أن الاحتفال بيوم الوفاء، الذي يتزامن مع احتفالات المملكة باليوبيل الفضي لتسلم جلالة الملك سلطاته الدستورية، يؤكد الدور والمكانة العالية التي يحظى بها المتقاعدون العسكريون والمحاربون القدامى من لدن جلالة الملك، الأمر الذي يرفع من معنوياتهم، ويدفعهم إلى مزيد من العمل والعطاء، شكراً سيدنا”.
وأكد الرائد المتقاعد محمد نايف السواعير بأننا سنبقى السند الاستراتيجي لجلالة الملك، وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني،ولي العهد، حافظين على العهد والشرف العسكري، متمسكين بالثوابت الوطنية الأردنية والعروبية، خلف جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، مؤكدين وقوفنا خلف جلالة الملك في الدفاع عن حقوق الأشقاء الفلسطينيين ووقف الحرب على قطاع غزة”.
وقال الرائد المتقاعد محمود خالد فريوان: “في يومنا يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين نبارك لجلالة الملك بمناسبة عيد ميلاده الميمون واليوبيل الفضي لتسلم جلالته سلطاته الدستورية”، مثمنين جهود واهتمام جلالته بالعسكريين عاملين ومتقاعدين، مؤكدين التفافنا خلف القيادة الهاشمية ودعمهم المطلق لرؤى وتطلعات جلالة الملك وولي العهد.
الوكيل أول المتقاعد عبدالله السوالقة قال: “نتقدم من القيادة الهاشمية المظفرة وعميدها جلالة الملك عبدالله الثاني، وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني،ولي العهد، بالشكر والامتنان لاهتمامهم العظيم بنا وتسخير السبل كافة لخدمتنا ورعايتنا”.
واختتم الوكيل أول متقاعد رضا حسن بدادوه بالقول: إن “يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين هو يوم تكريم واعتزاز لما بذله الأبطال من شهداء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والمتقاعدين والمصابين العسكريين من بطولات وتضحيات وعطاء في خدمة الوطن”.
من جانبه، قال المؤرخ بكر خازر المجالي: الأردن بجيشه الباسل كان دوما في الواجهة يتصدى جنوده بصدورهم لمصادر العدوان مهما كان نوعها، وشهد تاريخه المعارك المختلفة، وقدم كوكبة من الشهداء، وما زال يقدم، ونجد أنفسنا الآن أمام جيش من المحاربين القدامى يحملون على (وفي) صدورهم ذكريات الحرب والصمود، وأولئك المتقاعدين العسكريين الذين خدموا في المواقع إضافة لكوكبة الشهداء”.
وقال: إن رسالة القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني التي كانت بتاريخ 21 آذار 2012 حملت معاني التقدير، وجلالته يقول ” إننا إذ نكرس هذا اليوم مناسبة وطنية نعبر فيها جميعا عن تقديرنا لمحاربينا القدامى، لنستذكر دائماً عطاءهم المميز، وجهادهم في سبيل الله والوطن، وهم صنّاع التنمية وأصحاب رسالة الإنسانية والسلام”.