عروبة الإخباري –
قال جلالة الملك عبدالله الثاني، خلال قمة عقدها مع الرئيس الأميركي جو بايدن الاثنين، إن زيارته إلى الولايات المتحدة “تحمل معنى إضافيا” في وقت يحتفل البلدان بمرور 75 عاما على الشراكة الاستراتيجية الاستثنائية، مضيفا: “لكننا كنا نأمل أن نشهد هذه المناسبة المهمة في ظل ظروف أفضل في منطقتنا وفي العالم”.
وأضاف جلالته خلال تصريحات صحفية مشتركة عقب القمة التي عقدت، الاثنين، في البيت الأبيض بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، إن واحدة من أكثر الحروب تدميرا في التاريخ الحديث لا تزال مستمرة في غزة، مشيرا إلى أن نحو 100 ألف شخص استشهدوا أو أصيبوا أو أصبحوا في عداد المفقودين، والغالبية العظمى منهم نساء وأطفال.
وحذر جلالته أن “من شأن أي هجوم إسرائيلي على رفح أن يؤدي إلى كارثة إنسانية أخرى، فالوضع الحالي لا يمكن احتماله بالنسبة لأكثر من مليون شخص تم تهجيرهم إلى رفح منذ بداية الحرب”.
وقال: “لا يمكننا أن نقف متفرجين وندع هذا الوضع يستمر. نحتاج لوقف دائم لإطلاق النار الآن، وهذه الحرب يجب أن تنتهي”.
جلالته تابع: “علينا أن نعمل بشكل طارئ وعاجل على ضمان إيصال المساعدات بكميات كافية وبصورة مستمرة إلى قطاع غزة عبر كل المداخل الحدودية وبشتى الآليات الممكنة”.
ولفت النظر إلى أن القيود المفروضة على المساعدات الإغاثية والطبية الحيوية تسببت بتفاقم الوضع الإنساني المأساوي.
وأوضح جلالته بأنه لا يمكن لأية وكالة أممية أن تقوم بالعمل الذي تقوم به وكالة الأونروا لإغاثة سكان غزة خلال هذه الكارثة الإنسانية، وقال في هذا الصدد، إن عمل “الأونروا” حيوي أيضا في مواقع أخرى، وخاصة الأردن، حيث 2.3 مليون مسجلون في الوكالة.
وأكد أنه يجب أن تستمر الأونروا بتلقي الدعم المطلوب لتمكينها من القيام بدورها ضمن تكليفها الأممي.
وذكر جلالته أن الأردن ينظر إلى الخطر المحتمل بتهجير الفلسطينيين إلى خارج غزة والضفة الغربية بقلق شديد، وهو أمر لا يمكن أن يتم السماح به.
وحث جلالته على عدم تجاهل الوضع في الضفة الغربية والأماكن المقدسة في القدس. وقال إن نحو 400 فلسطيني استشهدوا في الضفة الغربية منذ 7 تشرين الأول، ومنهم قرابة 100 طفل، بينما أصيب أكثر من 4 آلاف آخرين.
جلالته حذر من أن التصعيد المستمر للمستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية والأماكن المقدسة في القدس، إضافة إلى التوسع في بناء المستوطنات غير القانونية، سيؤدي إلى الفوضى في المنطقة بأكملها.
وأشار إلى أن الغالبية العظمى من المصلين المسلمين لا يسمح لهم بالدخول إلى المسجد الأقصى. كما أن الكنائس قد أعربت عن قلقها حول القيود المتزايدة وغير المسبوقة، إضافة إلى التهديدات.
وأكد جلالته أنه لا يمكن القبول بالفصل بين الضفة الغربية وغزة.
وذكر أن 7 عقود من الاحتلال والقتل والدمار أثبتت، بصورة لا شك فيها، أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام دون أفق سياسي، موضحا أن الحلول العسكرية والأمنية “ليست الحل. فهي لن تقود أبدا إلى السلام”. وقال جلالته إن المدنيين من الطرفين يستمرون بدفع أرواحهم ثمنا لهذا الصراع الممتد، مضيفا بأن كل الهجمات ضد المدنيين الأبرياء، النساء والأطفال، بما في ذلك هجمات 7 تشرين الأول، لا يمكن أن يقبل بها أي مسلم.
وتابع: “علينا أن نضمن ألا يتكرر رعب الأشهر الماضية منذ 7 تشرين الأول، وألا يقبل به أي إنسان”.
ودعا جلالته إلى العمل مع الدول العربية والمجتمع الدولي على تكثيف الجهود للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، والبدء فورا بالعمل لإيجاد أفق سياسي يؤدي إلى السلام العادل والشامل وفقا لحل الدولتين.
وأكد أن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش إلى جانب إسرائيل بأمن وسلام، هو الحل الوحيد الذي سيضمن الأمن والسلام للفلسطينيين والإسرائيليين، وللمنطقة بأسرها. وأكد أن الأردن مستعد للعمل مع الولايات المتحدة لتحقيق السلام.