لا نحتاج أن نحلم سمو الرئيس.. بل نستيقظ!* أسرار جوهر حيات

عروبة الإخباري –

يعجبني، كمواطنة، ومثلي كثيرون من أبناء وطني، أن يكون لدينا رئيس للوزراء، أكاديمي، مثقف، واعٍ، ومحنك دبلوماسياً، فقد افتقدنا ذلك لسنوات، ولا يختلف اثنان على أن سمو الشيخ د.محمد صباح السالم، رئيس الوزراء، شخصية مشرفة للكويت محلياً، وعالمياً.

الا ان متابعتي لحوار سموه مع رؤساء تحرير الصحف المحلية، عادت علي بالاحباط، فرغم كل النقاط الايجابية التي ذكرها الشيخ الدكتور محمد، الا ان حواره خيب ظني، فلم المس سوى عبارات دبلوماسية منمقة، لها وقع جميل على الاذن، لكنها تبقى عبارات، لا طائل منها.

سمو الرئيس قال انه يحلم للكويت، يحلم لتنميتها وتطويرها وجميعنا نحلم للكويت، أن تزدهر، لكن سموه نسي اننا تجاوزنا مرحلة الحلم، فما عاد في الوقت متسع للأحلام، وعلينا ان نستيقظ وننهض سريعاً ليس لنتطور، بل على الأقل لنحاول اللحاق بركب المنطقة المنطلق سريعاً نحو النمو الاقتصادي والانفتاح، والتطور العمراني والتنموي والسياحي.

لم يعد في الوقت متسع سموك، أن نحلم، فقد حلمنا كثيراً بتطور الكويت، ومرت سنوات ولم نر أي أحلام تتحقق، فاصبحت أحلامنا أقل تواضعاً، الى ان وصلنا الى مرحلة نحلم بها بأن نعيد كويت الثمانينيات، وأيضاً تواضعت أحلامنا أكثر بعد أن يئسنا من تحقيق أي تطور، الى ان وصلنا بأن نحلم فقط بالحفاظ على ما لدينا من هامش حرية وانفتاح كان يميزنا.

ولاصدقك القول سموك، الأمر لم يعد يحتمل أن نحلم، بل الكويت تحتاج لأن نستيقظ لننجز أحلاما سابقة، مر عليها كثير من السنوات دون أن تتحقق، فقد تراجعنا بالعديد من المؤشرات ولعل أهمها المؤشرات التعليمية، واصبحنا على وشك أن نفقد نشأة جيل باكمله وتعليمه، ناهيك عن الصحة والشوارع وغيرها، يجب ان نستيقظ لنعمل، وننجز ونحقق، فقد حلمنا كثيراً ومر علينا رؤساء وزراء ووزراء كثر، ملأوا صفحات صحفنا اليومية وشبكات تواصلنا بالعبارات الجميلة، دون انجاز فعلي.

وأعلم تماماً، انك وحكومتك الجديدة، بحاجة الوقت لاثبات نيتكم للاصلاح والانجاز، الا ان خلاصة الأمر وبصراحة تامة ان الكويت لم تعد تمتلك رفاهية الانتظار لاعطاء فرص لوزراء، دون أن يتحقق الانجاز على أرض الواقع، ومع ذلك فانا مع ان تعطى وقتاً، ٣ أشهر على الاقل شريطة أن يلمس المواطن تطوراً في هذه الشهور، فضريبة استلامك رئاسة الوزراء بعد سنوات من تعطل التنمية، تحتم ان تعمل مع فريقك الحكومي بجهد مضاعف.

وكلمة أخيرة، لسموك، الذي نتوسم بك خيراً، كان ردك على صراع الأسرة، في ذات اللقاء، انكم أسرة كويتية كأي أسرة أخرى لديكم خلافاتكم، واسمح لي هنا أن أعارضك، فأنتم لستم كأي أسرة كويتية، أنتم أسرة الحكم، والخلافات فيها، قد تؤثر على استقرار الكويت، فمع كامل احترامي لشخصك واعجابي بك وبانجازاتك على الصعيد الشخصي، فالدبلوماسية بالاجابة هنا، لم تخدمك سمو الرئيس!

وختاماً، أقول، ان الصراحة لغة من يريد لك التوفيق والنجاح وكلنا نتمنى لك ذلك.

شاهد أيضاً

غيث الذي نعرفه وضرار الذي لا بد أن نعرفه!* مخلد الرواشدة

عروبة الإخباري  – انطلق البرنامج الواقعي التلفزيوني (قلبي اطمأن) على مواقع التواصل الاجتماعي في رمضان …