عروبة الإخباري –
يحمل جلالة الملك عبد الله الثَّاني بن الحسين، وعلى مدار 25 عامًا من اعتلائه سدَّة الحكم، وما يزال، راية السَّلام، وصوت الحق والمدافع عنه والداعي لإحقَّاق العدل والمساواة بين بني البشر، ذلك باعتراف العالم، بأنَّه خير من حمل رسالة السَّلام، ذلك الاعتراف الذي تُوِّج بأرفع الجوائز العالمية.
12 جائزة عالمية مُنحت للملك عبد الله، خلال السنوات الماضية، تقديرًا لدوره في السَّلام العالمي انطلاقًا من الأردن الذي أصبح بفضل قيادته واحة أمن واستقرار في إقليم مضطرب، بالحرب والدمار والفوضى والاضطراب، وبقيت قضية فلسطين، أولوية، لازَمَها الأردن أملاً وألماً، وحتى اليوم وفي هذه الأثناء يتواجد جلالته في العاصمة الأميركية ويطوف بعدَّة دول أخرى ذات تأثير في القرار الدَّولي لوقف شلال الدَّم المتدفق في قطاع غزَّة منذ نحو 130 يومًا.
عام 2022 تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله، جائزة زايد للأخوة الإنسانية في نسختها لعام 2022، والتي جاءت تقديراً لجهود جلالتيهما المبذولة في تعزيز الأخوة الإنسانية واحترام التنوع والتعايش السلمي.
وقال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف خلال تسليم الجائزة للملك: “لقد قدمتما أنموذجا مميزاً للأخوة والتعايش الإنساني”.، معربًا عن تقديره لجلالة الملك لجهوده المستمرة في دعم قضايا الحوار بين الأديان، والحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ودعمه المستمر لأبناء الشعب الفلسطيني، واستضافة الأردن للاجئين، واهتمام جلالة الملكة بالنساء والأطفال والمحرومين ورعايتهم، وتعزيز الأخوة والمحبة بين الناس.
وأعرب قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية عن سعادته بمنح جائزة زايد للأخوة الإنسانية لعام 2022، إلى جلالة الملك والملكة، قائلا: “لا يغيب عن أحد التزام صاحبي الجلالة في تعزيز قيم التعايش والحوار بين التقاليد الدينية المختلفة، ومكافحة التمييز وتمكين الشباب والنساء. ولقد ساهمتما من خلال دعمكما لقيم الأخوة الإنسانية في جعل المملكة الأردنية نموذجاً من التسامح والعيش المشترك”.
وتبرع جلالتاهما بقيمة الجائزة، لسداد الالتزامات المالية المترتبة على سيدات غارمات بحقهن طلبات قضائية في المملكة.
وتعد جائزة زايد للأخوة الإنسانية إحدى أهم مبادرات اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، وهي لجنة دولية مستقلة تأسست لتعزيز القيم التي تضمنتها وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقَّعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، في أبوظبي في عام 2019، بهدف تعزيز قيم السلام والحوار والعيش المشترك.
ويوم 29 من شهر آذار عام 2019 بمدينة أسيزي الإيطالية مُنحت جائزة مصباح السلام لجلالته تقديرا لجهوده في تعزيز حقوق الإنسان والتآخي وحوار الأديان والسلام في الشرق الأوسط والعالم، وسعيه الدؤوب لتعزيز حقوق الإنسان والتآخي والسلام في الشرق الأوسط والعالم، واستضافته اللاجئين.
وتُمنح هذه الجائزة والتي تأسَّست عام 1981 لشخصيات عالمية تقديراً لجهودهم في تعزيز السلام والعيش المشتر.
ويوم 14 من شهر تشرين الثَّاني عام 2018 تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني، جائزة مؤسسة جون تمبلتون للعام 2018 وسط حضور عدد من الشخصيات العالمية، والقيادات السياسية والفكرية والدينية، وذلك تقديرا لجهود جلالته في تحقيق الوئام بين الأديان، وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وحماية الحريات الدينية.
وسلمت حفيدة مؤسس الجائزة هيذر تمبلتون ديل جلالة الملك الجائزة، التي تعد أعلى الجوائز أهمية وقيمة في المجال الإنساني والديني، في حفل اقيم في كاتدرائية واشنطن الوطنية، تقديرا لجهود جلالته كأحد أهم القادة السياسيين على مستوى العالم في الوقت الحالي، الذي يعمل على تحقيق الوئام بين المذاهب الإسلامية وبين اتباع الدين الإسلامي وباقي الأديان في العالم.
وقلدت تمبلتون ديل جلالة الملك ميدالية شجرة الحياة، وقدمت شرحا لجلالته والحضور حول الرموز التي تضمنتها مخطوطة الجائزة، والتي تعبر عن إنجازات جلالة الملك في المجالات التي تحتفي بها الجائزة، والمتمثلة في نشر العلم والمعرفة ومبادرات جلالة الملك لتحقيق الوئام بين الأديان، وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وحماية الحريات الدينية، إلى جانب رموز وطنية تعبر عن الأردن.
واستهل جلالة الملك حينها كلمته بالطلب من الحضور الوقوف دقيقة صمت استذكارا لضحايا الفيضانات التي اجتاحت الأردن.
وقال جلالته خلال تسلمه الجائزة إنه لطالما حرص الأردن على الاحترام المتبادل بين جميع الأديان، فأولو العزم من الرسل، كما وصفوا في القرآن الكريم، والذين حملوا رسالة التوحيد والدعوة إلى اليهودية والمسيحية والإسلام، قد باركوا، عليهم السلام أجمعين، أرض الأردن بمسيرهم فيها.
وبين أن الجهاد الأكبر لا يمت بصلة إلى الكذب المليء بالكراهية، والذي يفتريه الخوارج أمثال داعش ومن هم على شاكلتهم، أو الكذب الذي يدعيه أولئك الذين يخافون الإسلام ويشوهون ديننا الحنيف، والجهاد الأكبر هو الصراع الداخلي للتغلب على حب الذات والغرور، وهو الصراع الذي نتشارك فيه جميعاً سعياً لعالم ينعم بالسلام والوئام والمحبة.
وأشار إلى أنه وعند الحديث عن الأمل والوئام، فما من مسألة أكثر أهمية من القدس الشريف، وهي المدينة المقدسة لدى أكثر من نصف سكان العالم، من مسلمين ومسيحيين ويهود، والقدس للمسلمين هي أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين مع مكة والمدينة المنورة. ويربطني ويربط كل الأردنيين واجب جليل تجاه القدس الشريف ضمن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها.
وأشادت هيذر تمبلتون ديل في كلمتها بجهود جلالة الملك بتعزيز السلام والوئام فيما بين المسلمين، وبين المسلمين والمسيحيين وفقا للوصيتين المشتركتين بين الديانتين: “حب الله وحب الجار”، مشيرة إلى أن مبادرات جلالة الملك من رسالة عمان ومبادرة كلمة سواء وأسبوع الوئام العالمي بين الأديان تؤكد على الواجب الأخلاقي لفهم قيم السلام الموجودة في صميم كل الأديان.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن جلالة الملك عبدالله الثاني “يستحق هذه الجائزة المرموقة بجدارة”، وأن رسالة عمان التي أطلقها جلالة الملك في 2004 عكست رؤية ثاقبة وتعبيرا عن الوحدة والاحترام المتبادل والأخوة بين جميع المسلمين، وهي “رسالة خير وصداقة وأمل للعالم أجمع”.
وأكد أن دعم جلالة الملك للمبادرات العلمية، مثل مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي عزز التفاهم المشترك والتعاون فيما بين المسلمين، فيما سعت مبادرة كلمة سواء التي أطلقها جلالته عام 2007 إلى الحد من التوترات بين المسلمين والمسيحيين من خلال العمل بالقيم المشتركة بين الديانتين ألا وهي “حب الله وحب الجار”.
ولفت إلى أنَّ مبادرة كلمة سواء التي أطلقها الملك عبدالله عام 2007 سعت إلى الحد من التوترات بين المسلمين والمسيحيين من خلال العمل بالقيم المشتركة بين الديانتينن، وقد تم تبني اقتراح الملك عبدالله لتخصيص أسبوع عالمي للوئام بين الأديان بالإجماع، ويحتفل العالم بهذا الأسبوع كل عام.
وقال غوتيريش خلال حفل تسليم الملك للجائزة: ” علي أن أعترف بأمر ما، ففي أثناء عملي مفوضاً سامياً لشؤون اللاجئين، زرت الأردن عدة مرات، كان الأردن يدفع ثمناً باهظاً بسبب الصراع في سوريا جراء أثر الحرب المباشر على أمنه، وبسبب وجود عدد كبير من اللاجئين الذين يشكلون نسبة كبيرة من السكان، ولكنني كمفوض للاجئين كنت أجد نفسي مضطراً للطلب من الحكومة الأردنية أن تفعل المستحيل وما يتعداه، وكان المسؤولون في الحكومة يقولون لي إن ما أطلبه فعلاً غير ممكن، ولكنني عندما كنت ألتقي الملك، سرعان ما يصبح المستحيل واقعاً”.
وكان السير جون تمبلتون قد أطلق الجائزة عام 1972، ليتم منحها لأشخاص كانت لهم مساهمات استثنائية في خدمة وإثراء الجانب الروحي لدى الناس.
ومنحت المنظمة العربية للهلال الأحمر والصَّليب الأحمر قلادة أبي بكر الصِّديق من الطبقة الأولى لجلالة الملك يوم 24 كانون الثَّاني من العام 2017، تقديرا لجهوده الإنسانية تجاه اللاجئين السوريين، ودعمه المستمر للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وتعد قلادة أبي بكر الصديق أعلى وسام تمنحه المنظمة لملوك ورؤساء الدول تقديرا لأعمالهم الإنسانية في شتى بقاع العالم، خصوصا في العالم العربي.
وتسلم جلالته يوم الأول من شهر تشرين الثَّاني عام 2017 من الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزارباييف، “جائزة نزارباييف الدولية للمساهمة في الأمن ونزع السلاح النووي”، والتي تمنح للمرة الأولى، تقديرا لجهود جلالة الملك ومساعيه المستمرة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
ويوم 8 من شهر تشرين الأول من العام 2016 تسَّلم جلالته في مدينة مونستر الألمانية جائزة ويستفاليا للسَّلام، تقديرا لجهوده في إحلال السلام العالمي، وتعزيز مساعي الاستقرار والأمن لمختلف شعوب العالم.
وتحمل الجائزة التي تحظى بمكانة تاريخية متميزة، وتمثل رمزا للسلام في أوروبا، اسم مقاطعة ويستفاليا المشهورة بمعاهدة الصلح التاريخية، التي أنهت سنوات طويلة من الحروب لترسي السلام بين شعوب أوروبا.
ويوم التاسع من شهر آب عام 2011 منحت جامعة القدس جلالة الملك شهادة الدكتوراه الفخرية في العلوم الإنسانية تقديرا لمواقفه الشجاعة تجاه القدس والدفاع عنها وعن مقدساتها والحفاظ على الهوية العربية للمدينة ودعم جلالته لأهلها وتعزيز صمودهم، وتأكيدا على العلاقات الأردنية الفلسطينية الأخوية والتاريخية.
ويوم الثامن من شهر أيَّار عام 2007 مَنحت منظمة “بذور السلام” الأميركية جائزة “صانع السلام” لجلالته تقديرا لالتزام جلالة الملك وجلالة الملكة بدعم وترويج ثقافة السلام، ويأتي هذا التَّكريم لمساهمتهما الكبيرة على الصعيد العالمي في صنع السلام وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار.
ومنح مجلس أمناء مؤسسة القديس أندريه المدعو الأول ومركز مجد روسيا القومي يوم 15 من شهر أيَّار عام 2006 جلالة الملك جائزة تحمل اسم القديس أندريه لمساهماته الجلية في ضمان حوار الحضارات ولأنه الرجل الذي تتحقق فكرة حوار الحضارات على يديه في الشرق الأوسط.
وقرَّر مجلس مدينة أثينا اليونانية يوم 21 من شهر أيلول عام 2005 منح جلالة الملك وسام الاستحقاق الذهبي للمدينة تقديرا لمبادراته في تشجيع الحوار بين الأديان وبين الثقافات وكلفتة للصداقة تجاه شعب المملكة الأردنية الهاشمية.
وقالت رئيسة بلدية أثينا دورا باكويانيس بهذه المناسبة إن الوسام يأتي تقديرا للملك الذي يحظى بالتقدير في العالم ولمساهماته من أجل تحقيق السلام في العالم وتقدم الشعب الأردني ولتقوية العلاقات الأردنية اليونانية.
وأضافت إنَّ مدينة أثينا ترحب بجلالته كوريث لعائلة ساهمت بشكل كبير في السير نحو السلام والتفاهم والتحديث في الشرق الأوسط، مؤكدة أن العالم يدرك اليوم أن “الأردن عامل استقرار مهم في منطقته”.
ويوم 12 من شهر حزيران عام 2004 تسلم جلالة الملك جائزة الطبق الذهبي للإنجاز التي تقدمها أكاديمية الإنجاز الأميركية تقديرا للمتميزين في حقول السياسة والعلوم والأعمال والإبداع الأدبي والفني.
وفي العاصمة الفرنسية باريس يوم 30 من شهر أيلول عام 2003 تسلَّم جلالته جائزة الشَّجاعة السياسية والتي منحتها له جمعية السوربون الفرنسية للسياسة الدولية ومجلة السياسة الدولية لشجاعته ورؤيته لمستقبل الشرق الأوسط.
وتسلم جلالة الملك وجلالة الملكة في نيويورك، جائزة “الطريق إلى السلام”، والتي تُمنح من قبل مؤسسة الطريق إلى السلام التابعة لبعثة الفاتيكان في الأمم المتحدة، تقديراً لدورهما في تعزيز الحوار والوئام بين الأديان، وفرص تحقيق السلام، وجهود الأردن الإنسانية في استضافة اللاجئين.
وقال جلالة الملك حينها: “رحلتنا في الطريق إلى السلام يجب أن تمر بمدينة القدس، فهي تحمل مكانة خاصة في قلوب الملايين حول العالم، كمدينة مقدسة تشهد دعواتنا وصلواتنا وآمالنا، وأن القدس هي مفتاح السلام والاستقرار”، مؤكدا كصاحب الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها أن الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في هذه الأماكن المقدسة متطلب أساسي للسلام والوئام وحرية العبادة.
واعتبر جلالة الملك أن تسلمه لجائزة “الطريق إلى السلام” هو نيابة عن جميع الأردنيين، الذين أشار جلالته إلى أنهم “ما زالوا يكرسون القيم التاريخية والتراث الأصيل لوطننا، بالعيش والعمل باحترام متبادل، والحفاظ على الأردن كواحة للسلام، ومد يد العون للمحتاجين، وتوفير الملجأ الآمن للملايين على مدى السنوات”.
وأشاد رئيس الأساقفة غابرييليه جيوردانو كاتشا، مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك خلال تسليم جلالته الجائزة، بجهود جلالة الملك في العمل من أجل تحقيق السلام في المنطقة والعالم.
وأشار إلى تركيز جلالة الملك على قيم التسامح والحوار بين الأديان، مُذكراً برسالة عمان التي أطلقها جلالته في عام 2005، إضافة إلى مبادرتي “كلمة سواء” وأسبوع الوئام العالمي بين الأديان الذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة، فضلا عن جهوده في الحفاظ على المقدسات بالأراضي المقدسة.
وكرّس جلالته الجزء الأكبر من جهوده واتصالاته لحمل القضية الفلسطينية إلى جميع المحافل الدولية، لاقتناعه بأنّ الهمّ الفلسطيني هو همٌّ أردني، وبأنّ قضية فلسطين هي قضية الشعب الأردني مثلما هي قضية الشعب الفلسطيني، وبأنّ مستقبل المنطقة واستقرارها وأمن شعوبها مرتبط بحلّ الدولتين الذي يقود إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلّة على الأرض الفلسطينية.
وبالرغم من أن جلالته يرى أن قضية فلسطين هي القضية المركزية، وهي مفتاح السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، إلا أنه لم يُغفل لحظةً واجبه تجاه قضايا المنطقة العربية وخاصة البلدان التي ترزح تحت وطأة أوضاع مشتعلة.
وحافظ جلالة الملك على انفتاح الأردن نحو جيرانه وأصدقائه، وتصدّر الدعوة إلى ضرورة الوقوف بحزم في وجه التطرف والإرهاب، ووقّع الأردن، منذ عام 1999، العديد من معاهدات التصدّي للإرهاب الدولي، وهو يقوم بدور مهم في حل النزاعات على المستوى الدولي، ويشارك بنشاط في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة