عروبة الإخباري –
برحيل القائد الوطني والمؤسس في حركة فتح المجاهد الكبير غازي الحسيني أبو منصور، يكون الشعب الفلسطيني وحركة فتح والفصائل الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها قد فقدت أحد أبرز الرجال الذين شاركوا في مختلف محطات النضال الفلسطيني من قيادة التنظيم في ألمانيا إلى الدخول إلى الأرض المحتلة والاعتقال من قبل المخابرات الإسرائيلية، ولم يعترف ليس فقط على رفاقه بل تنكر بأنه غازي الحسيني منذ لحظة الإعتقال وقد تعرض إلى شتا أنواع التعذيب خلال فترة التحقيق تنكر تماما لمختلف الاتهامات المواجهة إليه وحين عجز المحققين عن انتزاع الإعتراف تم إستدعاء أساتذة غازي الحسيني من ألمانيا ورغم ذلك لم يعترف ونفى معرفتهم، هذه المحطة الأولى من الإعتقال وتعذيب والصلابة الوطنية التي كان يتمتع فيها القائد الوطني غازي الحسيني وهذه المحطة من الإعتقال لم أسمعها من الفقيد رحمه الله، بل سمعتها من القيادي ورفيق غازي الحسيني المناضل الكبير السفير محمد صبيح الأمين العام الأسبق في جامعة الدول العربية، لقد عرفنا الجزء البسيط من حياته
النضالية للقائد الكبير غازي الحسيني، حيث كان من الرجال الذي لا يحب بتقديم نفسه، حول ما فعل خلال حياته النضالية وكان متواضع إلى أبعد الحدود، وفي أحد المحطات تشرفت في المشاركة بلقاء السفير الجزائري في الأردن بتكليف من المرحوم سليم الزعنون أبو الأديب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني السابق وكان الوفد مكون من الأخ المناضل الكبير غازي الحسيني و الأخ المناضل عبد الحميد القدسي وكاتب هذة السطور، حيث تم تقديم العزاء من أحد قيادات الثورة الجزائرية والذي توفي بالمنفى جنيف، وفي خلال الحديث عن العلاقات بين الجزائر الشقيق وحركة فتح تحدث غازي الحسيني للسفير سيدي الجزائري حول تسلمهم شحنة السلاح عام 1967 من الجزائر إلى حركة فتح في سوريا، حيث كانت قواعد الارتكاز لحركة فتح وقد كانت الدفعه الأولى من الأسلحة التي تصلنا في مرحلة كفاحنا المسلح، وتحدثنا حول العلاقات بين الجزائر والثورة الفلسطينية وقياداتها وفي نفس الوقت اسهام الجزائر في الأعداد وتدريب وتسليحهم، إضافة إلى الدعم المالي والعسكري، وتحدث حول موقف الرئيس الجزائري هواوي بومدين رحمه الله، حيث قال نحن مع فلسطين ظالما أو مظلوم، لقد التقينا مرات عديدة مع الأخ المناضل غازي الحسيني خلال حضور الأخ المناضل القائد المؤسس فاروق القدومي ابوالطف من تونس إلى عمان وكان قليل الكلام ينطق بما هو مفيد، كان غازي الحسيني ابو منصور مؤمن بأن الكفاح المسلح هو السبيل الوحيد لتحرير فلسطين وقد بقي مؤمن حتى الرمق الأخيرة من حياته لقد تولي غازي الحسيني العديد من المواقع والمسؤولية الرصد المركزي، إضافة إلى العمل النضالي في الأرض المحتلة وقد تسلم مسؤول للجنة الخليل بعد عملية إغتيال الشهيد ابو صفوت في قبرص من قبل الموساد الإسرائيلي، وتولي مشرف على الضمان الصحي الفلسطيني في الأردن كما تولى مدير عام دائرة شؤون الوطن المحتل بمنظمة التحرير الفلسطينية.
وهو عضو المجلس الثوري لحركة فتح وعضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية وقد كلف من المرحوم سليم الزعنون ابو الأديب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني رئيس للجنة الأخوة البرلمانية الفلسطينية الجزائرية، وقد رفض غازي الحسيني القبول هوية الدخول إلى الضفة الغربية وقد أصر على العودة إلى مدينة القدس وهوية القدس التي أبعد عنها بعد تعرضة للأعتقال والأبعاد من خارج فلسطين المحتلة، لقد فقدناك أبى منصور غازي الحسيني ولكن هذه مشيئات الله تعالى فقد رحلت إلى محطة الخلود مع والدكم الشهيد القائد عبد القادر الحسيني ومع أخيك القائد فيصل الحسيني ومع كوكبة من الشهداء، ونؤكد بأن أمثالكم ترحل اجسادكم ولكن تبقى الضوء الذي نسير عليه الأجيال ونكمل الطريق الوحيد لشعبنا بالمقاومة وتحرر لي إنهاء الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري، طال الزمن أو قصر ونردد ثورة ثورة حتى النصر كما رددها الشهيد القائد أبو عمار رمز ثورتتا المعاصرة.. نام قرير العين يا أبى منصور مع الشهداء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا .