عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب –
نعبر عن اعتزازنا كأردنيين وفلسطينيين وعرب، وذوي إحساس إنساني عبر دول وشعوب العالم الحرة عن الموقف الوطني المميز لنقابة المحامين الأردنيين وعلى رأسها نقيب المحامين الاستاذ، يحيى أبو عبود، لمواقفه المثابرة والمبدئية في تقديم المؤتمرات والدعاوي والبيانات وغيرها، ودعوة المحامين العرب والدوليين. ومطاردة مجرمي الحرب الصهيوني في دعاوي الى المحكمة الجنائية الدولية التي تعنى بمتابعة جرائم الأشخاص وخاصة القادة السياسيين والعسكريين الاسرائيليين المرتكبين للجرائم اثناء الحرب على غزة وهي الجرائم المصنفة في باب الإبادة الجماعية والانتهاكات المنصوص عليها في القوانين الدولية.
زرت نقيب المحامين واطلعت على الجهد الكبير الذي يجري إعداده من مذكرات وبيانات على مكتب النقيب الذي قرأ على مسمعي شيئاً منها وهو يتواصل بمحامين عرب ودوليين، ويواصل المتابعة عبر أكثر من منصة دولية ليشهد العالم على الجرائم البشعة التي يرتكبها الكيان الصهيوني.
كان النقيب الذي وصلت لأهنيه على إنجازاته، يغرق في حلقة عمل متصلة واجتماعات متتالية لا تعرف حدود الوقت، فقد كان منطق العمل يقول أنه في سباق معه طالما كان يسقط في غزة طفل شهيد كل عشر دقائق وان الأعداد لم تعد تتحمل الزيادة وهي في وضع الإبادة.
البيانات والوثائق والإعلانات التي حشدتها نقابة المحامين والتي بين يدي النقيب يجري تأهيلها لتكون الإسناد الأكبر لما قامت به دولة جنوب افريقيا، الحرة، التي اثبتت خبرة عالمية وانسانية بحكم ما واجهته في تاريخها من نظام عنصري ومن ممارسات إبادة ضد شعبها (لا يعرف الشوق إلا من يكابده) ولهذا نهضت مدفوعة بانسانيتها للانتصار لقضية الشعب الفلسطيني ومحاولة منع المجرم من مواصلة الجريمة ثابتة الأركان التي يحاول الغرب الاستعماري وعلى رأسهم الولايات المتحدة … أو تسويفها باعتبار اسرائيل ضرورة غربية سيوجدها الغرب إن لم تكن موجودة كما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن.
نعم تتصدى نقابتنا فكان المحامين الأردنيين بكل قوة وفخر واعتزاز لتلعب دورها وواجبها الذي يستحق التكريم ويرفع جهد النقيب ومجلس النقابة رؤوسنا عالياً، فلقد رأوا الحق واتبعوه، ورأوا المنكر والجريمة ولم يسكتوا عنها أو أغمضوا العيون انه الجهاد ماتقوم به النقابة وهو مكلف على كل المستويات، لكن هذا جزء من تضحية تليق بها ان تقدم ذلك.
وللإنصاف فإن نقابة المحامين الأردنيين سجلت باستمرار الى جانب نقابات اخرى، مواقف وطنية مشرفة من خلال الغالبية العظمى، كفاح وجهاد نقابة المحامين الاردنيين يندرج من باب الاهتمام الوطني.
فالعمل جاد من أجل عزل المدعي العام لمحكمة الجنائية الدولية، كجزء من التحرك لنقابة المحامين الأردنيين وغيرها من النقابات والأوساط المعنية عبر العالم.
وعن الورقة التي قرأ النقيب لي سطوراً منها لافتة جاء فيها، أن نقابة المحامين الأردنيين، تعلن عن تقديمها بلاغاً لمدعي عام المحكمة الجنائية الدولية، الى جانب نقابات ومنظمات حقوقية عربية بالتنسيق مع اتحاد المحامين العرب وبالتعاون مع المحامي الفرنسي جيل ويفر، بحق قادة وأفراد من دولة الاحتلال الاسرائيلي لارتكابهم جرائم إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني.
النقيب ربط ذلك بشكل عملي بالقول أن فريقاً قانونياً توجه الى مقر المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي الهولندية، محملاً بالوثائق والأدلة لتقديم شكاوي مجتمعة الأركان لأفعال تشكل جريمة إبادة جماعية مرتكبة في دولة فلسطين.
وهذا البلاغ هو الأول من نوعه الذي تم ايداعه امام المحكمة وهو بمنزلة إعلان رسمي على بدء الملاحقة القضائية والقانونية لقادة الاحتلال الاسرائيلي على المستويين السياسي والعسكري.
البلاغ وصل مرفقاً بأدعية الأردنيين وابتهالاتهم للوصل الى الحق بمعاقبة المجرمين الذين لا بد أن يتلقوا عقوبة المجرمين الصرب الذين ارتكبوا مجازر في البوسنة والهرسك وجرائم اخرى في العالم