عروبة الإخباري –
من أقوال جبران الجميلة “تقوم الأوطان على كاهل ثلاثة فلاح يغذيه، جندي يحميه، معلم يربيه”. في ظل الازمات الاقتصادية المتلاحقة وتزايد إعداد المتعطلين عن العمل من الشباب كلا الجنسين علينا التفكير بعمق بذلك. لابد من تكريس الجهود من أجل إيجاد حلول نافعة لحل مشاكل البطالة وتقلص الفرص الضائعة.
الظروف الاقتصادية الصعبة أوجدت المعضلات وفرضت معطيات صعبة تحتاج إلى جلسات من العصف الذهني للسيطرة على ما يجري من تداعيات البطالة فلابد من بذل جهود جادة لتقليص عدد المتعطلين عن العمل من الشباب.
دراسات متعددة متاحة حول نوعية الوظائف ونسبة العاملين من الوافدين ونسبة البطالة من كلا الجنسين. لكن حتى الساعة لا يوجد دراسات تثبت أن هناك تنسيق بين المدارس والجامعات لتوجيه الطلاب نحو التخصصات التي يحتاجها سوق العمل.
لا يوجد أي دور للنظام التعليمي المدرسي في توجيه إختيار الطلاب للتخصصات التي يلتحقون به في الجامعات فالطالب ينهي مرحلة التوجيهي وليس في ذهنه تصور واضح عما يريد دراسته. ويتم عادة اتباع أراء الاهل أو محاكاة التخصصات التي درسوها فأبن المحامي يدرس قانون وهكذا.
ما زال المتفوقون وذو المعدلات المرتفعة يتجهون نحو التخصصات الطبية او الهندسية. بينما يتجه المتفوقون دراسياً في الانظمة المدرسية بالدول المتقدمة نحو تخصصات المال والاعمال والتكنولوجيا وذلك عكس ما يحدث في جامعاتنا.
في حقيقية الأمر هناك فجوة بين التعليم المدرسي والتعليم العالي لابد من العمل على ردمها من خلال التنسيق بين النظام التعليمي المدرسي ونظام التعليم العالي الجامعي وذلك يكون من خلال تعريف الطلاب الدارسين بمختلف التخصصات المتوفرة التي لها فرص متاحة في سوق العمل وذلك من خلال زيارات دورية متبادلة بين الدارسين والقائمين على العملية التعليمية في كلا النظامين فلم يعد مقبولاً أن يأتي طالب توجيهي محتار ماذا يدرس أو أن يختار أحدهم تخصص لأن اصدقائه إلتحقوا في هذا التخصص.
نأمل أن نرى في القريب العاجل مزيد من التعاون والتنسيق والتكامل بين الانظمة التعليمية المدرسية والتعليم العالي لتعزيز فكرة توجيه الطلبة واكتشاف مواهيهم وقدراتهم وزيادة قدراتهم على الأختيار أو حتى التأثير بهم وتوجيههم نحو التخصصات المطلوبه في سوق العمل سواء المحلي أو الاقليمي لأن في طبيعة الحال هناك عدد من الخريجين قد يتجهون نحو العمل خارج الأردن أو إتمام الدراسة في الدول الاجنبية.
اعتقد أنه بات علينا تعليم طلابنا اضافة إلى العلوم والمعرفة مهارات الاختيار والقدرة على اتخاذ القرار. لما لا ندعوهم لتبني مفهوم لست كما تظن ولن أكون كما ترغب شرط أن يُغلف ذلك بالمعرفة الكافية بما يدور حولهم من معطيات ومن تغيُرات ومن فرص عاجلاً أو اجلاً سيصبحون جزء لا يتجزأ منها.
عن “الرأي”