عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب –
اختزن خبرات طويلة وعميقة حصدها من أكثر من دولة ومؤسسة وجامعة، فغدى خبيراً وقد لقبناه بذلك وهو يتحدث هنا في عمان عبر أكثر من قناة تلفزيونية وإذاعية وصحفية.
لقد كان الدكتور حيدر المجالي، لافتاً وهو يقدم أرقاماً جلية وحديثه عن اقتصاديات ثلاثة.. الاقتصاد الأردن والاقتصاد الفلسطيني وفي الاقتصاد الاسرائيلي، في أجواء الحرب العدوانية الاسرائيلية على غزة وما أحدثته من تأثيرات على هذه الاقتصاديات الثلاثة بدرجات متفاوتة.. وكشف الخبير حيدر من خلال دراساته ومتابعاته عن أرقام يستحق المطلع عليها أن يدق جرس الخطر وان يشعل ضوءاً أحمر للتنبيه وخاصة في اقتصادنا وفي الاقتصاد الفلسطيني الذي وصل الى حالة كارثية.
جديد حيدر ما كشفه عن الخلل العميق في الاقتصاد الاسرائيلي وانعكاسات ذلك على البنية الاسرائيلية الاجتماعية والسياسية الهشة التي ضربت الحرب فيها المجتمع الاسرائيلي وتسببت في الهجرة العكسية لمئات الآلاف والحبل على الجرار، إذ لم تعد اسرائيل مغرية ولا أمنة ولا جاذبة، وقد بلغت التداعيات أوجها.
لم يجانب الدكتور حيدر الحقائق، وكان ضرورياً أن نستمع اليه وان نستفيد عن ما قدم وما استنتج.
ولذا فانني أتمنى أن يطلع المسؤولون ويتخذوا القرار الاقتصادي في بلدنا على النتائج التي توصل لها الدكتور حيدر حول انعكاسات الحرب الاسرائيلية على الاقتصاديات المذكورة وحجم الأضرار القائمة واللاحقة والتداعيات المنتظرة والتي ما زالت تتوالى كتحديات، مثل تحدي عسكرة البحر الأحمر والعرب، وحالة الاستقطاب غير المسبوقة التي تسبها الحرب والمضاعفات غير المتوقعة، خاصة إذا اشتعلت الجبهة اللبنانية بكامل طاقتها.
حيدر المجالي، وقد اطلعت على كثير من الأرقام التي أجل الحديث فيها ولم يذكرها، كان معتدلاً ومتوازياً، نبه ولم يروّج للتشاؤم، لكن الواقع القائم والمستمر بسحب كل أشكال التفاؤل ويدعو الى الحرص والحذر ورد التحديات ليس بالخطابة، وإنما بالعمل الموصول والتعاون مع الأطراف الدولية وتنبيهها مما يجري. ولا بد من وقف هذه الحرب العدوانية المجنونة على الشعب الفلسطيني، خاصة بعج صدور قرارات محكمة العدل الدولية، وبعد أن بدأت القضية بالتحول الى مجلس الأمن.. فهناك فرصة لردع العدوان وشكم التوجه الاسرائيلي الخطير والمدمر.
الدكتور حيدر المجالي، يقرأ الواقع ويوظف المعطيات لاستنتاجات تخدمها خبرته.