عروبة الإخباري –
كُشفت اللائحة الرسمية للأفلام المرشحة لحفلة الأوسكار الـ96 للعام 2024.
تضمّ الللائحة 8 فئات أساسية ومن المقرر أن تقام الحفلة في مسرح صموئيل غولدوين التابع لأكاديمية فنون الصورة وعلومها، لتعلن أسماء المتوّجين بالجوائز يوم 10 مارس/آذار.
بإعلان الترشيحات لأوسكارات 2024، وهي الجوائز التي تحتفل بها الأكاديمية الأميركية لفنون الصورة وعلومها بأفضل أفلامها الصادرة في العام 2023، يصل موسم الجوائز إلى ذروته. وكما يحدث عادة كل عام، تؤكد لائحة المرشحين مرة أخرى المحسوبية والأفضلية، لكنها تقدّم أيضاً بعض المفاجآت. من بين الإخفاقات لهذا العام الغياب الملحوظ لمارغو روبي وغريتا غيرويغ، بطلة ومخرجة “باربي”، في فئتيهما، وغياب ليوناردو دي كابريو عن جائزة أفضل ممثل رئيسي عن عمله في فيلم “قتلة زهرة القمر” لمارتن سكورسيزي. بينما كان من اللافت الترشيح الثلاثي لبرادلي كوبر، كمنتج ونجم وكاتب سيناريو لفيلم “مايسترو”.
على الرغم من ذلك، لن يفاجأ أحد عندما يعلم أن من بين الأفلام الأكثر ترشيحاً لهذا العام الثنائي فيلما “أوبنهايمر” و”باربي”، للمخرجين كريستوفر نولان وغيرويغ، بطلا ظاهرة “باربنهايمر” التي ميّزت السنة السينمائية الماضية، بحصولهما على 13 و8 ترشيحات على التوالي. إلى جانبهما، برزت أيضاً أفلام “كائنات مسكينة” لليوناني يورغوس لانثيموس بـ11 ترشيحاً، و”قتلة زهرة القمر” بـ10، و”مايسترو” بـ7. يليهم، بـ5 ترشيحات لكل منهما، “الباقون” أو “ذا هولدوفرز”، للمخرج ألكسندر باين، جنباً إلى جانب “خيال أميركي” للمخرج كورد جيفرسون. ومن دون مفاجآت، يظهر أيضاً في اللائحة، الفيلم الفرنسي “تشريح سقوط” للمخرجة جوستين ترييه الحائز على السعفة الذهبية في مهرجان “كانّ”، و”نقطة الاهتمام” للمخرج البريطاني جوناثان غلايزر. كلها عناوين احتلت بالفعل مكانة عالية في لائحة الأفلام الأجنبية العظيمة لهذا العام. وجميعها رُشّحت في فئة أفضل فيلم، وهي الفئة التي يصل عددها إلى 10 مرشحين، يُكملها وجود الدراما الرومانسية “حيوات ماضية” للمخرجة سيلين سونغ.
في فئة أفضل مخرج، كانت النتائج متوقعة، بوجود نولان وسكورسيزي ولانثيموس، برفقة البريطاني غلايزر والفرنسية ترييه. من جانبها، لم تخرج اللائحة المختصرة لأفضل ممثلة عمّا هو متوقع أيضاً، على الرغم من أنها قدمت مفاجأة نسبية باستبعاد مارغو روبي. ومن بين المرشحات إيما ستون عن دورها الرائع في فيلم “كائنات مسكينة”، وليلي غلادستون عن فيلم “قتلة زهرة القمر”، والبريطانية كاري موليغان عن فيلم “مايسترو”. انضمت إليهن آنيت بينينغ عن فيلم “نياد” والألمانية ساندرا هولر عن فيلم “تشريح سقوط”. ومن بين المرشحين لجائزة أفضل ممثل، لم يكن مَن وقع عليهم الاختيار اختيارهم أقل شعبية: كيليان ميرفي عن “أوبنهايمر”، وبول جياماتي عن فيلم “الباقون”، وبرادلي كوبر، وجيفري رايت عن “خيال أميركي”، وكولمان دومينغو عن “رستن”.. جميعها أسماء تشغل أغلفة المجلات والصحف.
كما هو الحال في المواسم الأخيرة، تبدو فئتا أفضل ممثلة وأفضل ممثل مساعد من بين الفئات الأكثر تنافسية. من بين أوائل المرشّحين كانت جودي فوستر (نياد)، إميلي بلانت (أوبنهايمر)، دافين جوي راندولف (الباقون)، دانييل بروكس (اللون الأرجواني) وأميركا فيرارا (باربي)، مع غياب ملحوظ لجوليان مور لعملها البارز في فيلم “مايو ديسمبر” للمخرج تود هاينز، أحد أعظم الإنتاجات المنسية لجوائز الأوسكار 2024. بينما من بين “الأولاد” تبرز الأسماء الواضحة لروبرت داوني جونيور (أوبنهايمر)، رايان غوسلينغ (باربي)، روبرت دي نيرو “قتلة القمر” ومارك روفالو “كائنات مسكينة”، جنباً إلى جانب سترلينغ كيه براون الذي يحتل موقعه في القائمة تتويجاً لعمله في “خيال أميركي”.
كما هو الحال عادةً، لا توجد (تقريباً) أي مفاجآت في فئات السيناريو، حيث وزِّع تسعة من المرشحين العشرة لأفضل فيلم بين الفئتين، أفضل سيناريو مقتبس وأفضل سيناريو أصلي. ضمن الفئة الأولى: “أوبنهايمر”، “باربي”، “منطقة الاهتمام”، “خيال أميركي”، “كائنات مسكينة”؛ بينما في الفئة الثانية كل من “الباقون”، “مايسترو”، “حيوات ماضية”، “تشريح سقوط”، و”مايو ديسمبر” الذي تمكّن من التسلّل إلى جوارهم، في ترشيحه الوحيد.
في فئة أفضل فيلم دولي هناك بعض النكهات والمفاجآت، بداية من اختيار الإنتاج الإسباني “مجتمع الثلج” للمخرج خوان أنطونيو بايونا. لكن الغياب المؤسف لفيلم “أوراق متساقطة”، آخر أعمال الفنلندي آكي كوريسماكي، يثير الدهشة أيضاً. تكتمل القائمة المختصرة الدولية بأفلام، “منطقة الاهتمام” (المملكة المتحدة)، “غرفة المعلّمين” (ألمانيا، إيكر تشاتاك)، “أنا، كابتن (إيطاليا، ماتيو غاروني). اللافت هنا وجود فيلم “أيام مثالية”، وهو من إخراج المخرج الألماني فيم فيندرز، ولكنه سيتنافس ممثلاً لليابان. سيتم أيضاً تمثيل الدولة الآسيوية في فئة أفضل فيلم رسوم متحركة، وذلك بفضل ترشيح فيلم “الصبي ومالك الحزين” للمخرج هاياو ميازاكي. كما تظهر السينما الإسبانية قوتها مرة أخرى، مع اختيار الفيلم الرائع “أحلام روبوت” لبابلو بِرغر. تكتمل الفئة بالقتال المعتاد بين العمالقة الأميركان: “عناصري” أو “إلمينتال” (ديزني)، “نيمونا” (نتفليكس)، “سبايدرمان: عبر عالم سبايدر” (سوني/كولومبيا).
وفي مجال الفيلم الوثائقي، نجحت المخرجة التونسية كوثر بن هنية في إيصال فيلمها “بنات ألفة” إلى اللائحة المختصرة. كذلك حصل الفيلم السياسي الأوكراني المناهض للحرب “20 يوماً في ماريوبول” للمخرج مستيسلاف تشيرنوف، على ترشيح متوقّع. ومن الجدير بالذكر أيضاً ظهور فيلم “ذاكرة أبدية”، وهو أحدث عمل للمخرجة التشيلية مايتي ألبيردي. إلى جانب هذه الإنتاجات تظهر عناوين “بوبي واين: رئيس الشعب” (أوغندا/ المملكة المتحدة)، “أن تقتل نمراً” (كندا). ضمن الفئات التقنية، بلا شك، فإن إحدى الفئات الأكثر صلة هي أفضل تصوير فوتوغرافي. وفيه بدت الترشيحات لـ”أوبنهايمر” و”كائنات مسكينة” و”قتلة القمر” و”مايسترو” طبيعية ومتوقعة. جاء الظهور اللافت لهذه الفئة من فيلم “الكونت”، وهو فيلم يتخيّل فيه المخرج التشيلياني بابلو لاراين نسخة فامبرية من الدكتاتور أوغوستو بينوشيه، الذي كان مسؤولاً عن تصويره الأميركي إدوارد لاكمان. وكان لاكمان قد تلقى بالفعل ترشيحين سابقين عن أعماله في فيلمي “كارول” (2016) و”بعيداً عن الجنة” (2003)، وكلاهما من إخراج تود هاينز، أكبر الأسماء الغائبة عن نسخة أوسكار 2024.