عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب –
رغم كل التحديات التي واجهتها نتاج الظروف الذاتية الداخلية والموضوعية الخارجية التي عصفت بالمنطقة، سواء ما سبق من تأثيرات الكورونا أو ما لحق من الحرب الاسرائيلية على غزة وتهديد المنطقة وما جلبته من تداعيات البحر الأحمر وساحات أخرى في المنطقة.
ومع ذلك كله بقيت المدن الصناعية الأردنية، تواجه التحديات وتستبدل معظمها بفرص ما استطاعت وظلت بحاجة الى …قرارات حكومية تخفض الكلف وتسند الاستيراد بالتخفيف من مدخلات الانتاج على كثير من الصناعيين الذين واجهوا ظروفاً صعبة على أكثر من مستوى.
كنتُ أتابع جهود وأعمال السيد عمر جويعد، المدير العام الذي يتولى المسؤولية في المدن الصناعية واستمعت الى وجهة نظره الواضحة التي ظلت تحتاج الى تفهم على مختلف المستويات للبناء عليها والأخذ بها، باعتبارها وجهة نظر قائمة من المعايشة والمعاينة وتراكم الخبرة، وما تعيشه المدن الصناعية ليست كمنشآت فقط وما يستلزمها، وإنما كمستثمرين ورجال اقتصاد وأعمال وصناعة وتصدير واستيراد، فهم بحاجة الى من يسمعهم والى من يبثونه همومهم.
لقد أنجزت المدن الصناعية وما زالت الكثير وعملت بقوة على استمرار دوران عجلة الانتاج للمنتوجات الأردنية التي دخلت وما زالت تتوسع في دخولها أسواق عديدة تقليدية وجديدة وتحظى بسمعة طيبة.. وتعظيم لشعار “صنع في الأردن”.
يقول عمر جويعد، (أننا نحظى بتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني، ودعمه، فهو دائماً يوجه لأن يكون الأردن مجتمعاً صناعياً قادراً على سد حاجاته وأن يكون أيضاً مركزاً غذائياً دولياً قادراً على المساهمة العالمية ورافداً للأسواق بتوفير وتصنيع الغذاء بعد التجربة المريرة الناتجة عن الحرب في أوكرانيا.)
جويعد الذي رافقته في أكثر من جولة وهو رجل يتصف بالميدانية ويؤمن بها ويتابع حاجات المدن وعوامل تطويرها وجعلها جاذبة بالسماع الى شكاوي المستثمرين وتقديم الحلول لهم ما أمكن وبسرعة، ويرى جويعد أن المدن الصناعية بدأت بمدينتين وأصبحت الآن (11) مدينة تشكل محطات ومعالم بارزة للاقتصاد الوطني القادر على النمو والمتابعة.
وبين أن دعم جلالة الملك وزياراته المستمرة للمدن الصناعية، كان الحافز الأكبر لتطورها، فقد افتتح الملك عبد الله الثاني، مدينة الكرك الصناعية عام (2000) كأول مدينة في الجنوب، كما افتتح مدينة العقبة الصناعية الدولية عام (2003).
والمدن الصناعية عند جويعد هي من اوائل مكونات مجتمع الأعمال الأردني المساهمة في الحوار الوطني حول رؤية التحديث الاقتصادي التي أطلقها جلالة الملك ورعاها الديوان الملكي.
لقد توفر للمدن الصناعية كوادر واعية ومواظبة بإدارة ممتازة ما زالت تعمل بجدية لاستقطاب المستثمرين وتنويع وتوسيع أسواق التصدير والجذب للانتاج الأردني، حيث يقف وراء ذلك خبرة متراكمة يجري استثمارها.