عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
يرى منيب المصري، رجل الأعمال المعروف والسياسي المخضرم، الذي دخل التسعين من عمره، دون كلل أو ملل من العمل السياسي والاجتماعي، أن، آرثر جيمس بلفور، صاحب الوعد المشؤوم هو أصل البلاء وأن كل ما اعترى القضية الفلسطينية من تطورات سلبية ومضاعفات أدت الى احتلال فلسطين، واقتلاع الشعب الفلسطيني من وطنه وتبديده في المنافي ومما مكن الحركة الصهيونية من بناء كيانها ودولتها على أرض فلسطين، وما صاحب ذلك من روايات لا أصل لها من الصحة عن أن اليهود جاؤا يملكون أرضاً بلا شعب لتكون لشعب بلا أرض هي من نتائج بلفور.
ويلتقي في هذا التقييم الذي أدركه منيب المصري، وعمل في مواجهة وعد بلفور، وأثاره الكثيرون من المفكرين الأحرار والمثقفين عبر العالم.
إصرار منيب المصري، أن يأتي ببلفور الى المحكمة ويحاكمه هو إصرار قديم بدأ الآن يعبر عن نفسه برفع القضايا في أماكن عديدة، بدأت بمحكمة نابلس، وهي الآن في لندن حيث يتولى مجموعة من المحامين الكبار القضية التي يموّل كلفتها أبو ربيح (منيب المصري) بكل اقتدار وبروح مفعمة بالأمل
أن جلب بلفور الى المحكمة ضرورية لتحطيم روايته.. وإدانة كل من ناصره ووقف معه من أفراد ودول وأحزاب.. بلفور وزير خارجية بريطانيا، هو أصل البلاء إذن، وقد استفاد من اتفاقيات سايكس بيكو، التي بنت تصورات ليكون الوعد ساريا على أرض فلسطين، كما أن الوعد سبب على يد بريطانيا بإقامة حكومة الانتداب عام 1921، وما صدر عنها من صكوك وبيانات سواء من الأمم المتحدة أو من دولة الانتداب، كلها سببت التمهيد لإقامة الدولة الاسرائيلية على انقاض نكبة فلسطين عام 1948.
لقد التقت بريطانيا ومن ثم الولايات المتحدة في مؤامرة دولية حجر الزاوية فيها وعد بلفور لانتزاع فلسطين من أهلها وتشريدهم، وما يجري في غزة من محرقة ومذابح لم يعرف له العالم مثيلاً، إلا من ثمار وعد بلفور وعرض من أعراضه العديدة.
أن الوقوف في وجه وعد بلفور حتى وإن بعد أكثر من قرن وسبع سنوات، هو واجب كل المناضلين والأفراد في فلسطين والعالم العربي والعالم، وقد أخذ منيب المصري، على عاتقه بأن رمى حجراً في البركة الراكدة ليحرك مياهها ويكشف عن ما تحتها، وقد فعل، وها هي القضية تتفاعل الى جوار قضية فضح اسرائيل في منظمات العالم وخاصة القضية التي رفعتها جمهورية جنوب افريقيا ضد النظام العنصري الاسرائيلي أخيراً، حيث تغيّرت نظرة العالم لاسرائيل، ما قام به منيب المصري، مهم وخطير وبطولي ويفتح باب المسائلة عريضاً على الحركة الصهيونية واسرائيل وبريطانيا والدول التي ناصرت وعد بلفور أو دعمته.. وسيكون لهذه القضية ما بعدها، ولا يجوز الاستخفاف بهذا العمل الوطني والقومي الهام في إدانة هذا العمل الاستعماري المدمر للقضية الفلسطينية، وهو العمل الذي يستحق عليه محركه منيب المصري، كل الثناء على تضحياته التي ما زالت مستمرة الى أن يجلب بما يمثله بلفور من عدوان الى المحكمة.
أدعو إلى اعادة تدريس اثر الوعد في تاريخنا ومدارسنا وجامعاتنا والى وضع الاطروحات والأبحاث العلمية حول الوعد وآثاره وتخصيص كرسي بحثي في احد الجامعات وخاصة جامعة النجاح والجامعة الأردنية لما يمثله الوعد من مخاطر مازالت سارية ولابد ان تعرفها الأجيال