عروبة الإخباري
-الجريدة –
في تجربة استثنائية ترسم النغمة والوتر، اختتمت مسابقة «ألوان الموسيقى» أسبوعها الأول، والذي أسفر عن لوحات
إبداعية، جسَّدت قدرة الفنانين التشكيليين على الدمج بين الفن والموسيقى والرقي في التعبير.
المسابقة الأولى من نوعها في الكويت التي أطلقتها أكاديمية لوياك للفنون– «لابا»، جمعت تحت سقفها 24 فناناً محترفاً من داخل الكويت وخارجها، يتنافسون على هيئة مجموعات يوم الأربعاء من كل أسبوع.
الابتكار والتميز
مسابقة «ألوان الموسيقى» انبثقت بفضل جهود رئيس قسم الموسيقى في «لابا» هشام الحلاق، وانطلقت الأسبوع الماضي، بالتعاون مع قسم الفنون التشكيلية في الأكاديمية، بإشراف مديرة القسم أميرة بهبهاني، ورئيسة القسم زينة دبوس. قامت المجموعة الأولى من الفنانين، على مدار أربع ساعات متواصلة، بإبداع لوحات فنية مستوحاة من مقطوعات موسيقية مختلفة، حيث استخدموا الفرش والألوان، ليعكسوا عمق إحساسهم وتفاعلهم مع كل نغمة موسيقية. ونجحوا في التعبير عن مشاعرهم ومفاهيمهم حول الحياة، والأحداث الواقعية، ومشاعر الألم والفرح، لتنتج إبداعات فنية مشبعة بالتنوع والفرادة.
أنواع الموسيقى
وفي تعليقه على هذه المسابقة، أوضح الحلاق، صاحب الفكرة، أن «الهدف الأساسي من المسابقة هو ترجمة الصوت إلى لون، ودراسة الأثر النفسي لكل نوع من أنواع الموسيقى على الأفراد. إنها تجربة استثنائية مميزة تجمع الرسامين المحترفين لتصوير عوالم وحضارات موسيقية متعددة، نخلق فيها مساحة من التعبير الحُر معاً».
من جهتها، تحدثت بهبهاني، عضو مجلس الإدارة في «لابا»، عن العلاقة القوية بين الموسيقى والفن. ونوهت بأنه تم تخصيص أربع ساعات موسيقية مختلفة ومختارة بعناية لكل فنان، وهي أنواع لن تتكرر في الأسابيع المقبلة. وأضافت: «نحن كمشرفين، لا نعرف نوع الموسيقى الذي يسمعه الفنان، وعلى أساسه يرتب أفكاره ويرسمها خلال المهلة الزمنية المحددة. إنه نوع من المنافسة على شتى المستويات، حيث ينافس الفنان نفسه ليدرك كيفية طرح الفكرة ورسمها في غضون أربع ساعات مع موسيقى لا يعرفها، ومن المحتمل ألا يحبها أيضاً، وهنا يكمن التحدي ومدى القدرة على الابتكار بالألوان. وقد لاحظنا أن الأعمال الكلاسيكية كانت طاغية بشكل كبير، وحاولنا إخراجهم من الأفكار النمطية، كون المسابقة غير تقليدية على الإطلاق».
الإبداع والحماس
بدورها، أوضحت دبوس أن «ألوان الموسيقى» هي «مسابقة غنية بالابتكار والإبداع والحماس، حيث يشعر الفنان بالتحدي وهو يرسم ويستمع للنغمات والمعزوفات الموسيقية. ومن خلال هذه المسابقة، سنقوم باختيار اللوحات الفائزة التي ستشارك في معرض منصة الفن المعاصر (كاب) بين 29 يناير و5 فبراير».
وستواصل المسابقة الأولى من نوعها في الكويت، فعالياتها على مدار شهر كامل، بالتعاون مع شركة Ooredoo، في تعبير عن حرص شركة الاتصالات المعروفة وأكاديمية «لابا» على تحقيق التواصل والتفاعل، من منطلق إيمانهما بالفن كجسر عبور نحو تحقيق السلام الداخلي والتواصل مع الكون والحياة ومع الآخر، على اختلافه وتنوعه، سواء من خلال الروح أو الموسيقى أو الثقافة والمعرفة، بما يساهم في إثراء المجتمع وإعلاء شأن الفنون ورُقي المجتمعات.
«طوِّر عالمك»
وفي السياق، أعربت مدير أول العلامة التجارية في «Ooredoo الكويت»، زينب الشمري، عن سعادة الشركة برعاية هذه المسابقة، قائلة: «تملك شركة Ooredoo سجلاً حافلاً بدعم العديد الأنشطة والفعاليات التي تمس وتهم مختلف شرائح المجتمع. هذه المسابقة الفريدة من نوعها تنسجم مع شعار Ooredoo (طوّر عالمك)، حيث نرى من خلالها الفرصة المثالية لتطوير الفن عبر دمجه مع الموسيقى».
الموسيقى الاسكندنافية
وقد عبَّر الفنانون المشاركون ضمن المجموعة الأولى عن انطباعاتهم وإعجابهم بمسابقة «ألوان الموسيقى»، حيث لفت فيليب إلى أن الموسيقى العربية الكلاسيكية كانت من نصيبه، وقد دفعته لرسم شخص يعزف على آلة التشيللو، مضيفاً: «كانت موسيقى ملهمة أبحرت معها نحو الثقافة العربية وإرثها وحضارتها».
وذكرت دانة المدهون أنها اشتركت بالمسابقة «كونها فكرة جميلة لتحدي النفس على مستويات جديدة، لاسيما أنني لا أعرف الكثير عن الموسيقى الإفريقية، التي كانت من نصيبي، لكنني على قدر هذه المنافسة».
بدورها، استوحت سارة سعود لوحتها من الموسيقى الاسكندنافية، قائلة: «إنها موسيقى مميزة تحمل في طياتها القوة والشجاعة والشراسة، فتعمدت رسم الجبل بصلابته، واخترت ألواناً جريئة بلا تفاصيل كثيرة، وحافظت على نظافة الألوان».
وأشارت إلى أنها تستهويها عادة موسيقى الجاز الأقرب إلى قلبها، فقد اختبرت في المسابقة نوعاً موسيقياً جديداً لم تعهده من قبل، قائلة: «أحب التحدي والتجارب الجديدة، وقد أتيح لي أن أستوحي لوحتي من موسيقى ممتعة تقتادنا نحو إنجاز لوحة فنية بروحية ومفهوم مبتكر».
موسيقى البلوز
وتعمقت سارة الخواري في موسيقى كلاسيكال تشبرا، مشيرة إلى أنها اشتركت في المسابقة من منطلق شغفها بالرسم منذ صغرها، بحيث رغبت بتحدي نفسها من خلال اختبار فعاليات جديدة.
وأبدت أنفال القلاف سعادتها بالمشاركة، كونها تحب الرسم وتجربة كل شيء جديد، فكان أن استوحت لوحتها من موسيقى البلوز.
وكان لسعد الغاضوري عالمه الخاص، حيث أبحر في الموسيقى الصينية، متحدياً ذاته، لتجسيد مضمون هذه الموسيقى وروحها.