عروبة الإخباري –
لقد قام الهاشميون، منذ عهد الملك عبد الله الأول، بدورا هاما في الدفاع عن القضية الفلسطينية، فمنذ تأسيس إمارة شرق الأردن عام 1921، دعم الملك عبد الله الأول القضية الفلسطينية، وخلال الحرب في عام 1948، دعمت قواته بقوة لحماية فلسطين.
وقد استمر التزام الهاشميين بالقضية الفلسطينية عبر الأجيال، مما شكل موقف الأردن الداعم للشعب الفلسطيني منذ نكبة عام 1948.
وفي عام 1967، خلال فترة الوحدة بين الضفتين الغربية والشرقية لنهر الأردن، شارك رجال العشائر في القتال ضد الاحتلال الإسرائيلي. وامتد التدخل الهاشمي في القضية الفلسطينية إلى ما هو أبعد من الأعمال العسكرية.
لقد سعى المغفور له- بإذن الله- الملك حسين ابن طلال بن عبد الله الأول، إلى إيجاد حلول دبلوماسية وسياسية لدعم الفلسطينيين. علاقات الأردن التاريخية وقربه الجغرافي من فلسطين جعل دوره حيويا ومستمرا وحتميا لمعالجة التحديات التي يواجهها الفلسطينيون.
وبعيدا عن القرب الجغرافي، يرتبط الأردن وفلسطين بعلاقات ديموغرافية وثقافية واجتماعية.
لقد واصل الملك عبد الله الثاني، الدعوة إلى إعادة الحقوق الفلسطينية، والمطالبة بحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقد انطوى النهج الهاشمي على أساس الجهود الدبلوماسية والدعم الإنساني والالتزام المستمر بالقضية الفلسطينية كأولوية قصوى، وبحكم الوصاية الهاشمية على المقدسات زادت أهمية الدور الذي تقوم به الدولة الأردنية.
لقد تواصلت الجهود الأردنية، السياسية، والقانونية، للتأكيد على أن القدس الشرقية مدينة محتلة تخضع لأحكام القانون الدولي، كما بذلت الجهود الأردنية الدبلوماسية للتأكيد على ضرورة تنفيذ إسرائيل لالتزاماتها، بوصفها قوة قائمة بالاحتلال وفقا للقانون الدولي والقوانين الدولية الإنسانية المنصوص عليها في الاتفاقيات، وبخاصة اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949، واتفاقية لاهاي للعام 1954.
لقد طالب الأردن منذ فترة طويلة بدولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود 1967، عاصمتها القدس الشرقية.
كما أكد الملك عبد الله الثاني على حل الدولتين، وهو الخيار الذي طالما سعى إليه ودافع عنه في كتابة فرصتنا الأخيرة.
وقد عمل الأردن على مدار تاريخه لتحقيق إنجازات تتعلق بتطوير منظومة سلام مستدام يضمن حق اللاجئين في العودة إلى فلسطين، وكان هذا الحل عنوانا مرتبطا ارتباطا وثيقا بحيوية الدبلوماسية الأردنية.
والسؤال المطروح في ظل الظروف الصعبة الراهنة هل لا يزال هناك شيء يمكن القيام به لحماية حل الدولتين ومواجهة مؤامرة إجهاض الدولة الفلسطينية وتخريبها!
الملك عبد الله الثاني، كان صاحب الموقف الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، لقد سعى خلال تحركاته السياسية الإقليمية والدولية نحو توسعة نطاق حل الدولتين حتى يحظى بدعم عربي ودولي، من واقع إيمان عميق بأنه الحل الذي يشكل أساس السلام والاستقرار، في الشرق الأوسط، وهي منطقة دولية ذات أهمية كبيرة.
إضافة لذلك فإن الأردن سعى جاهدا لإنهاء الانقسام الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، مؤكدا أنه يضعف موقفهم على المستوى العالمي.
لقد أمن الأردن إيمان عميقا بشرعية المطالب الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني بالحفاظ على حقوقه المشروعة والعادلة كأساس لتحقيق الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط.
أما على الصعيد الشعبي فإن الجو السياسي في الأردن متوتر للغاية، خصوصا بعد دخول الحرب على غزة، شهرها الثالث الآن، حيث بات الشعب الأردني مشحونا بالحزن والغضب، مما جرى نتيجة القصف الإسرائيلي العشوائي والمستهدف للمدنيين من النساء والأطفال، إضافة لتدمير البنية التحتية، والدمار الشامل. وقد عبر الشعب عن استيائه بوقفات احتجاجية خرج فيها آلاف الأردنيين من المدن في جميع أنحاء البلاد للاحتجاج على الاعتداء الإسرائيلي.
كما واصل الملك عبد الله الثاني بدل الجهود على مختلف الأصعدة الإقليمية والدولية، لوقف إطلاق النار على غزة.
وقد أكد سياسيون من الولايات المتحدة الأمريكية خلال لقاءات مع جلالة الملك عبد الله الثاني بأن العمل والتنسيق مع الأردن لضمان وقف إطلاق النار ضرورة، وسيكون دوره مهما في ترتيبات ما بعد الحرب وذلك أمرا بالغ الأهمية دون شك.
الأردن وبحكم ارتباطه الثقافي بالقضية الفلسطينية يجعل منه نموذجا مهما ورئيسا في تاريخ القضية الفلسطينية، وهو صوت يجب احترامه.
ستبقى بوصلتنا فلسطين وتاجها القدس”. رسالة ملكية قوية واضحة لأهل فلسطين وللعالم أجمع. حماك الله يا فلسطين، وحمى الله الأردن أرضا وقيادة وشعبا.