عروبة الإخباري – نسرين كريم عبد الله –
كثيرا ما تناقل الى مسامعنا تأثير المدن البحريّة على شعرائها انطلاقاً من مقولة الفيلسوف الفرنسي غاستون باشلار: “على كلّ شعريّة أن تتلقى مكوناتٍ تبقى – مهما تكن ضعيفة – ذات جوهر مادي”، يؤكد فيها أهمية مكان الولادة وطبيعتها في التأثير على خيال الشاعر وما يقدمه طوال حياته.
ويقول فيكتور هوغو “الماء مليء بالمخالب”، فهل حقاً تعرّف الشعراء إلى تلك المخالب؟
تروي إحدى الأساطير اليونانية أن أريون Arion، (شاعر ومغن إغريقي ٦٠٠ سنة قبل الميلاد) من مدينة ليزبوس اليونانية في القرن السادس قبل الميلاد، مؤلف أناشيد المدح والحماس ، قد سافر للاشتراك في إحدى المسابقات، ونال الكثير من الجوائز الذهبية، والمكافآت المالية، لكنه في عودته إلى وطنه تآمر عليه لصوص السفينة لسرقته بعد التخلص منه، ارتكن إلى زاوية السفينة، وابتدأ بالغناء على أنغام قيثارته بغير انقطاع، فتجمع حول السفينة سربا من الدرافيل يشجيها غناؤه الحزين ، وبعد أن ألقته في البحر، أنقذه الدلفين وأعاده سالما إلى بلاده، وكمكافأة له وضع أبولو هذا المخلوق الخير بين النجوم لكي يتألق أبد الدهر.
ويُعزى إلى الشاعر أريون ابتكار الدثرامب (أغاني باخوس).
والباخُوسيّة أو أَمدوحة باخوس (بالإنكليزية: dithyramb من اليونانية، وتعني تعني الجوقة الترتيلية) وهي فرق إنشادية ترتّل قصيدة أو مرثية أو صلاة إنشادية
إن هذا الكاتب هو أحوج ما نحتاج إليه في مراحل بناء الروح الجماعية والقيم الفردية، وفي بناء الحركة الأدبية المسرحية، من حيث إتقان البنية الواقعية للنص على الخصوص.