عروبة الإخباري – مريم كردي مغربل –
يتسللُ المطرُ إلى ثنايا قلبي
وشرانقُ الشّجنِ رعايا تسكنني
جدارُ الصمتِ مازال يكسرني…
عن خفايا دموعيّ الشتويةِ
أتى المطرُ يسألني…
ينبشُ تاريخَ الهطولِ على وسادتي
أتغاضى عن الأسئلة
وفي حينٍ يغمرني
أغمضُ جفوني
أتوضأ بالمطر
أصلّي تحت المطر…
أبحثُ في محيطِ جيبِ
معطفي الأسودِ المتجمّدِ
عن مدفأتي المنطفئةِ…
تحت قرصةِ البردِ القارس
ورقصةِ بكاءِ الشتاء
وقرصنةِ الزمن
تتسارعُ دقاتُ قلبي
على إيقاعِ أوجاعِ وقعِ المطر…
ومطرقة المطر
تعيّدني إلى الطُرقَاتِ
الجليديةِ المقطوعةِ…
ويوم أجهضتني عواطفٌ عقيمةٌ
أنجبتني عواصفٌ عصيةٌ…
هي روايتي أنا والمطر
وأسّرار رذاذ العطرِ المقطّرٍ…
ورائحة تراب المطرِ المخمّرِ
ما زالت تأسرني
عالقة في أنفاسي
أخافُ ضياعها
وعن الزفيرِ أحبسها…
تُذكّرني بيومِ ولادتي
وكلِّ الولاداتِ القيصرية…
هي رائحة هبة الحياة…
والرهبة من موكبِ الموت…
والرهبة أن أبقى رهينةَ الانتظار
في كلّ مطاراتِ المطر…
أنتظرُ… وأنتظرُ
زخاتَ رسائلٍ لتنهمر…
تعيدني طفلة ألتقطُ حبّاتَ المطر…
تهدلُ لي أرجوحةً من خاصرةِ القمر…
تهديني مظلّةً من السماء…
تهدهدُ مهدَ أحزاني…
تهدمُ صقيعَ شموعي…
لتهدأ… وتبدأ هدنةَ دموعي
الشتوية…