عروبة الإخباري –
يحل عيد الميلاد المجيد وفق التقويم الغربي، على الأردن بدون مظاهر احتفال في ظل تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
ودفعت المأساة الإنسانية في القطاع المحاصر، مجلس رؤساء الكنائس في الأردن، إلى إعلان عدم تقبل المعايدات في عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية لهذا العام، والاكتفاء بالصلوات الكنسية.
وقال المجلس، إن القرار يأتي احتراما لأرواح الشهداء في غزة، وعموم فلسطين، وتعبيرا عن تضامنه مع الأهل فيها، في ظل استمرار معاناتهم؛ بسبب العدوان الإسرائيلي الغاشم.
والحال ذاتها تنطبق على بيت لحم مهد السيد المسيح عليه السلام، فلن تشهد مدينة بيت لحم هذا العام نصب شجرة الميلاد في ساحة كنيسة المهد، وستكون الاحتفالات مختصرة “بدون ضجة ودون الكثير من الأضواء” في ظل الحرب على غزة.
وقال الأب فرانشيسكو باتون حارس الأراضي المقدسة “سنحتفل برصانة… وهذا يعني بدون ضجة ودون الكثير من الأضواء، وبطريقة روحانية أكثر، بين الأسر أكثر من الساحة”.
وتقرّر عدم إضاءة شجرة الميلاد في ساحة كنيسة المهد كما هو معتاد؛ والاستعاضة عن ذلك بمجسم نفذ الفنان الفلسطيني طارق سلع مغارة الميلاد وسط ما بدا أنه منزل مدمر وأطلق عليه (الميلاد تحت الأنقاض) في إشارة رمزية للدمار الذي يشهده قطاع غزة.
ورأت مراسلة “المملكة”، الموجودة في كنيسة قلب يسوع في تلاع العلي في عمّان، عدم إمكانية مقارنة الوضع بمظاهر العام الماضي التي شهدت تزيين الشوارع والمدن بالمظاهر الاحتفالية بعيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية، قائلة “هذا العام بالتأكيد الوضع يبدو مختلفا في الأردن”.
ولفتت مراسلة “المملكة”، إلى حالة التضامن الشعبي الكبيرة مع قطاع غزة وعموم الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقالت إن مظاهر الاحتفال اقتصرت على الصلاة والقداس والشعائر الدينية داخل الكنائس والمنازل، كما رُفعت الصلوات للأهل في فلسطين وفي قطاع غزة للأمل ولغد وللقوة.
“لا أمل ولا فرح بدون انتهاء” الاحتلال
وقال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، إن عيد الميلاد المجيد على الأراضي المقدسة وسط حصار إسرائيلي على القدس وبيت لحم وأماكنهما المقدسة، وفي خضم عدوان وحشي غاشم على غزة يعري لا إنسانية احتلال لا أمل ولا فرح ولا أمن ولا سلام من دون انتهائه.
“أعاد الله العيد وقد زال الاحتلال وقهره وظلاميته وعادت الحقوق والفرح والأمل”، وفق الصفدي.
صلوات وأجواء حزن
وأشار مراسل “المملكة” الموجود في كنيسة “دخول السيد إلى الهيكل” للروم الأرثوذوكس في الصويفية في عمّان، إلى أن واقع الحال في الكنيسة يقتصر على الصلوات والطقوس الكنسية.
وتحدث مراسل “المملكة”، عن أجواء حزن تخيم على عيد الميلاد المجيد بشكل واضح، في أوضاع قطاع غزة وإلغاء فعاليات أجواء العيد.
وتحدث مراسل “المملكة”، عن إلغاء البازارات والزيارات المتعلقة بالأطفال.
“فلسطين تفتقد للسلام والعدالة”
وغابت المظاهر الاحتفالية بمناسبة عيد الميلاد المجيد في لواء الفحيص واقتصارها على الصلوات والطقوس الكنسية احتراما لأرواح الضحايا في قطاع غزة وعموم المناطق في فلسطين، بحسب مراسل “المملكة”.
وفي كنيسة دير اللاتين في منطقة الفحيص، أقيمت الصلوات والترانيم والدعوات ليعمّ السلام في فلسطين وللشعب الفلسطيني بإقامة دولته وإيقاف آلة الحرب والجرائم والإبادة التي يتعرض لها قطاع غزة وفي عموم مناطق فلسطين والضفة الغربية، بحسب مراسل “المملكة”.
وتحدث موجودون في الكنيسة عن عدم إمكانية الاحتفال في زمن يتعرض فيه الشعب الفلسطيني لعدوان غير مسبوق وتطهير عرقي ممنهج وقتل للأطفال والنساء، وقالوا إن عيد الميلاد المجيد هو عيد السلام لكن فلسطين تفتقد للسلام والعدالة.
“ليس ككل عيد”
في الحصن في محافظة إربد، قال مراسل “المملكة”، إن عيد الميلاد هذا العام هو عيد ليس ككل عيد كما تصفه الطوائف المسيحية في إربد، وعيد بنكهة الحزن كما وصفه أحد الأشخاص لـ”المملكة”.
وقصرت الطوائف المسيحية في المحافظة طقوسها خلال عيد الميلاد على أداء الصلوات فقط دون أي مظاهر احتفالية تضامنا مع غزة، واستنكارا لجرائم وحرب الإبادة التي تتعرض لها غزة.
وقال مراسل “المملكة”، إن 14 كنيسة في هذا اليوم أدت صلوات العيد لكن لم يكن هناك أي مظاهر احتفالية.