عروبة الإخباري –
تتواصل الضغوط من الجبهة الداخلية والمجتمع الصهيوني على حكومة نتنياهو المتطرفة التي تقود عدوانًا سافرًا على غزة، في حالة تخبط مستمر، ينجح فقط في زيادة عدد الشهداء والجرحى وأعداد الأبنية المدمّرة، ولكنه يواصل الفشل في تحقيق أيّ صورةٍ لنصرٍ مزعوم لاستعادة الأسرى لدى كتائب القسام أو وقف صواريخ المقاومة ونزيف الخسائر في صفوف جيش الاحتلال، التي يوثقها المجاهدون القسّاميون في الميدان فيزيدون الخسائر والضغوط على الاحتلال وقادته.
وشكّلت المشاهد التي بثتها كتائب الشهيد عز الدين القسام لثلاثة من أسرى الاحتلال كبار السن، وهم يوجهون رسالة لحكومتهم “لا تتركونا نشيخ”، صدمة في الأوساط الإسرائيلية التي خرجت بتظاهرات حاشدة لمطالبة نتنياهو وحكومته بوقف الحرب فورا وعقد صفقة تبادل لاستعادة جميع المحتجزين بدون قيدٍ أو شرطٍ، لا سيما بعد إعلان جيش الاحتلال قتل ثلاث من أسراه بالخطأ في غزة.
وفي ظل هذه الضغوط من أهالي أسرى الاحتلال في غزة، وضغوط المقاومة والحرب النفسية التي تمارسها بمشاهد الفيديو والتوثيق لخسائر الاحتلال الهائلة، والضغوط الدولية المتواصلة لتقصير أمد الحرب وعودة الهدنة الإنسانية، يقف نتنياهو أمام خيارات لا يمكن أن يصل فيها إلا لنتيجة واحدة، هي الرضوخ لشروط المقاومة بأنه لا تفاوض على الأسرى تحت النيران.
ونقلت “القناة الـ13 الإسرائيلية” عن مسؤول مطلع قوله إن من المحتمل أن تكون تكاليف الصفقة الجديدة لتبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) “مرتفعة جدا ومكلفة” لإسرائيل.
وفيما قالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن محادثات “مهمة وجادة وعميقة” تجري بشأن تفاصيل صفقة لتبادل الأسرى، لكن الاتفاق ليس وشيكا، أكدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن إسرائيل عازمة على تحقيق اختراق في المحادثات رغم علمها بأنها “ستدفع ثمنا باهظا”.
وأفادت الصحيفة، أن إسرائيل تدرس تقديم تنازلات في سبيل إبرام صفقة جديدة، مشيرة إلى أنّ المسؤولين الإسرائيليين يدركون أنّ الثمن قد يكون باهظا هذه المرة، مقابل إفراج حماس عن محتجزين، وعليه فهم يدرسون إمكانيات إطلاق سراح أسرى كبار، بمعنى لهم وزن نوعي، في سبيل استعادة المحتجزين الإسرائيليين.
وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل قررت الذهاب باتجاه إنجاز صفقة جديدة مع حماس بعد قتل الجيش الإسرائيلي 3 من المحتجزين في حي الشجاعية في قطاع غزة يوم الجمعة الماضي، مشيرة إلى أن إسرائيل تدرك الثمن الباهظ الذي تطلبه حماس مقابل إطلاق سراح الأسرى الرجال وهي مستعدة لإطلاق سراح سجناء من مستوى عال مقارنة بالصفقة السابقة.
كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الرئيس الأميركي جو بايدن “يرى أن الوقت قد حان لإبرام صفقة تبادل باعتبار عودة المحتجزين هدفا أسمى”، مضيفة أن القرار الإسرائيلي بتجديد المفاوضات لإطلاق سراح الأسرى “ينطوي على مخاطر، بما في ذلك التأثير المحتمل على العملية البرية للجيش الإسرائيلي في غزة”.