عروبة الإخباري –
الزمان – أورنيلا سكر –
اكد العقيد الركن المتقاعد ناصيف عبيد منسق تجمع الولاء للوطن اللبناني، عدم استعداد اسرائيل لفتح جبهة مع المقاومة في لبنان، فيما يغرق جيشها بما وصفه (وحول) حرب الشوارع مع مقاتلي حماس. وقال في حوار مع (الزمان) ان (العمليات الجارية في جنوب لبنان بين حزب الله واسرائيل لا يمكن وصفها بالعمليات الهجومية)، وفيما يلي نص الحوار
ماذا ينتظر لبنان بعد حرب غزة ؟
– قبل أن أجيب على هذا السؤال، ينبغي أن نحدد ماهية الصراع الجاري. هناك صراع ظاهره حرب اسرائيلية فلسطينية، بحيث تدعم الولايات المتحدة إسرائيل، ومحور الممانعة بقيادة إيران تدعم حركة حماس الفلسطينية، وباطنه صراع بين روسيا والغرب.
محور الممانعة
إستراتيجية إيران التي تدير محور الممانعة من خلال التنظيمات التي تسلحها في غزة ولبنان والعراق وسوريا واليمن هي الضغط على حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط دون الوصول إلى صدام مباشر معها، بغية إجبارها على مفاوضتها من أجل الإعتراف بدورها في أي نظام سيتشكل في الشرق الأوسط، وأداة الضغط الرئيسية هي على إسرائيل من خلال وحدة الساحات التي سبق أن أعلنت من لبنان. وحدة الساحات تعني تحرك كل ساحة وفقا للدور الذي يخدم الإستراتيجية الإيرانية.
على ضوء نجاح عملية طوفان الاقصى بما يفوق أي توقعات، نرى إيران حريصة على عدم الإنزلاق لأي مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة مع إستمرارها بإدارة الصراع لإستثمار نجاح حركة حماس التي أظهرت من خلال سير المعارك داخل قطاع غزة أن نجاح عملية طوفان الأقصى لم يكن ضربة حظ، بل هو نتيجة جهوزية عسكرية متكاملة لمواجهة كل ردات الفعل الإسرائيلية.وخلاصة المواجهة في غزة أن حماس رابحة أياً تكن نتيجة الحرب، بينما إسرائيل خاسرة أياً كانت النتيجة، وهذا الإستنتاج مرتكز على تحولات الرأي العام العالمي من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وبالعودة لسؤالك عما ينتظر لبنان بعد حرب غزة، أرى أن الإسرائيلي الغارق في وحول حرب الشوراع في غزة لن يغامر في الدخول في حرب على لبنان، وفي المقابل إيران وبالرغم من تحريكها جبهة الجنوب اللبناني بهدف مساندة غزة، هي لا ترغب بأن يدخل حزب الله في حرب مفتوحة مع إسرائيل لأنها لا تريد خسارة ذراعها الاقوى الذي يؤرق اسرائيل.لكن وبالرغم من ذلك فالإسرائيلي وحلفاؤه لن يسمحوا باستمرار تهديد حزب الله لإسرائيل من جنوب لبنان، ولهذا تمارس الدول الغربية ضغوطاً كبيرة لتنفيذ القرار 1701.
وما ينتظرنا في لبنان متعلق بتحقيق هذا الأمر، وقد يكون مزيجاً من الضغوطات الديبلوماسية والعسكرية المحدودة الإتساع.
هل تجد أن الحرب الدائرة بين حزب واسرائيل من مشاغلات على الحدود اللبنانية الاسرائيلية ، هي حربنا ام حرب الاخرين ؟
– على ضؤ ما سبق وذكرته فإن الحرب المحدودة الإتساع على حدودنا الجنوبية، هي حرب فصيل لبناني مرتبط بمصالح إيران وبالتالي هي حرب بإرادة خارجية وبتعاطف لبناني غير متوافق عليه من كل اللبنانيين، وهذا جزء من إشكالية الهوية اللبنانية غير المستقرة لخلافات حول الهوية والدور.
ما هو التحول الاستراتيجي الذي قام به حزب الله من عمليات عسكرية هجومية وما أهميتها ودورها؟
– إن العمليات الجارية في جنوب لبنان بين حزب الله وإسرائيل لا يمكن وصفه بعمليات هجومية، بل هو اشتباك من مواقع ثابتة لم يبادر أي طرف للدخول إلى مواقع الآخر. اما من ناحية تقييم ما حققه حزب الله في المناوشات العسكرية، فأنا أرى أن الحزب قد نجح في إبراز تكافؤ الردود ضمن قواعد الإشتباك.
وأبرز ما حققه حزب الله لليوم، هو تهجير سكان المستوطنات الإسرائيلية وإرعابهم لدرجة عدم رغبتهم بالعودة إلى مستوطناتهم إلا بعد زوال تهديد حزب الله لهم. ومن جهة أخرى حافظ على مصداقية خطابه تجاه مؤيديه، بالرغم من تخوف كل اللبنانيين من إنزلاق لبنان لحرب تدميرية لا طاقة للبنان على تحملها.
ما الفرق بين حرب تموز واليوم ؟
– لا مجال للمقارنة بين ما يجري اليوم وبين حرب 2006، حيث دخلت اسرائيل مباشرة لتدمير الساحة اللبنانية ، فالذي يحصل اليوم لا يرق إلى مستوى الحرب المفتوحة التي جرت عام 2006.
هل تعتقد أن حزب الله سوف يلتزم بقرار 1701؟
حجم التفاوض
إن التزام حزب الله بالقرار 1701 ، يعتمد على طبيعة وحجم التفاوض الامريكي- الايراني . هناك مصلحة إيرانية بالتفاوض مع الأميركيين على أي ملف، وهي مستعدة للمبادلات في كل المواضيع. والتفاوض قد يتخذ كل الأشكال من مباحثات غير مباشرة إلى ضغوط عسكرية على الأرض، فالواقع الميداني وميزان القوى جزء أساسي من أي عملية تفاوض.
إذا لم يلتزم حزب الله بهذا القرار ما هي التداعيات على لبنان بشكل خاص ؟
– على ضؤ التجارب في تعامل حزب الله مع القرارات الدولية، أرى أن حزب الله سيلتزم عند الضرورة مرتكزاً إلى قدرته على الإلتفاف عليه لاحقاً. أما إذا إفترضنا أن حزب الله رفض الإلتزام عندها قد يتعرض لبنان لعمليات تدميرية كبيرة.
برأيكم لماذا يتم التمديد لقائد الجيش؟ واين المشكلة ؟
– موضوع التمديد لقائد الجيش لا يتعلق بشخص القائد إنما يتعلق بالحفاظ على مؤسسة الجيش لأهمية الدور المطلوب منها في المرحلة المقبلة. إن الجنرال جوزيف عون نجح في جعل المؤسسة متماسكة في ظل ظروف صعبة وغير مستقرة. فلا يجوز تغيير القيادة في الظروف الخطيرة التي نعيشها اليوم، لان القائد الجديد في حال تعيينه سيحتاج من ستة أشهر إلى عام، لتثبيت قيادته. المشكلة اليوم سياسية بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وقائد الجيش جوزيف عون. وأنا بصفتي ضابط متقاعد، أحزن عندما تحاول السياسة الإضرار بالؤسسة العسكرية التي هي الحصن الأخير للدفاع عن وحدة الوطن أرضاً وشعباً ومؤسسات.
هل تجد لبنان في منأى عن حرب انتقامية محتملة؟ كيف ولماذا؟
بعيداً عن إحتمالات قيام إسرائيل بحرب تدميرية على لبنان قد يصعب علينا النهوض من آثارها، أرى أن الصراعات الداخلية بين مختلف الأفرقاء السياسيين أكثر خطورة على لبنان ومستقبله، فهي قد دمرت المؤسسات والدور الذي تميز به لبنان على مدى قرن، وفي هذا خدمة لكل أعداء لبنان وعلى رأسهم إسرائيل التي تســــعى لأخذ دور لبنان في المنطقة.