عروبة الإخباري – زينة جرادي –
عرس السماء
ضُمَّني إليك، دَعْني أَشُمَّ روحَك
لِلَّيلِ معَكَ طَعْمٌ آخَرْ
فَلَيْلُ العاشقينَ مُبصِر
تَرْنو مني كَنُبوءَةٍ في عُرْسِ سماءٍ تلألأت بأنوارِها وأنا أتَضَوَّرُ شَوْقًا
أحضُنُ طيفَكَ وأكوانَكَ المُتَبَعثِرة
فتلتهِبُ قُبَلي على شفتيك
أنتَشي بريحِكَ وأسكُنُكَ بعيدًا
تقمَّصتَني حينَ هربتِ الأبجديةُ منَ الكلمات
رِحلَتي كانَ أجملُها بين ذراعيْك
ما هِمْتُ بأحدٍ قبلَك
تَمْتاحُ قلبي
لكَ فقط وَهبتُ نفسي هَوْنًا
مُتُّ بِكَ عِشقًا
كم تمنيتُ لو أني كنزُكَ الوحيد
كأني امتلأتُ مِنكِ يا دُنيا حَياة
شَنِّفْ وأَطْرِب أُذُنَيْكَ بِهَمْسي
أضرَمْتَ نارَكَ بقلبي حتى تَرَمَّد
غُرباءَ عُدنا وكأنّا ما كُنّا معًا
بعدَكَ كَهُلَتِ الصباحات
وخاصَمَ ليلي النهار
ضاعتْ مني أشياءُ كانت تَسكُنُ الروح
وأحلامي زغاليلُ لم تتعلَّمِ الطيرانَ بعد
هَلَكَ قلبي حين عَصَمْتُهُ عن هَواك
أنا الفاقِدَةُ والمفقودة
صمتي بِلا صَوْت
وذكرياتي ارتدتِ النِّسيان
كسرْتَ قلبي ولم تسمَعْ صوتَ الحُطام
عِشقي على قيدِ الموت
فهل يموتُ المَوْت؟
وهل ما عِشتُهُ معَكَ كان مُجَرَّدَ سراب!
سأبدأُ غَدي منَ الأمس
فأنا لم أكُنْ على قيدِ الحياة
سأُناديكَ بالحرفِ الأخيرِ يا من لم ينفَعْ معَكَ سبعةٌ وعِشرونَ حرفًا من قبل
مُصابةٌ بِكَ كَقَشْعَريرَةٍ تَسْري في جسدي
قد غَرِقْتُ يومًا ببحْرِكَ ومِلْحُكَ أحرقَ عيوني
اخلعْ قناعَكَ
لا تُراهِنْ على تَعَلُّقي بك
هَوايَ صَغُرَ بُعْدَ المدى
وإن سُئِلْتَ عني أجِبْ أنا من خَيَّبْتُ ظَنَّها فابتعَدَتْ
وانسحابي أني عَرَفْتُ قيمةَ نفسي
لن يتأخَّرَ الفجرُ عن موعدِهِ بعدَ ثرثرَةِ الليل
ما زلتُ تلك الطفلةَ التي تَحلُمُ بتاجِ الأميراتِ على رأسِها
زَعموا أنَّ الحياةَ سَتَسْتَمِرُّ بعدَكَ وأنكَرْتْ
وفي المحطّةِ الأخيرة نَسيتُكَ وأكمَلْتُ المَسير