عروبة الإخباري –
بعد أكثر من 25 عاما يزداد حب فيلم “تيتانيك” إلى درجة أن مخرجه جيمس كاميرون قام باستقطاع أسبوع من جدول أعماله المزدحم لتصوير سلسلة “أفاتار” هذا العام من أجل الإشراف على إعادة إذاعة فيلمه ساحق النجاح بدقة عرض 4k، والذي يعد إعادة رواية خيالية لحادث غرق السفينة الشهير عام 1912، وقد تكلف إنتاجه 200 مليون دولار. وصدرت أسطوانة تتألف من قرصين بمناسبة مرور 25 عاما على صدور الفيلم بتقنية 4k بلو راي ومجموعة محدودة الإصدار.
وتقدم شركتا دولبي فيجن اتش دي أر واتموس للصوتيات النسخة التي طال انتظارها، كما أنها تمثل أول فيلم من ضمن ستة أفلام لكاميرون سوف يتم طرحها بهذه التقنية، وتتضمن “ذا ابيس” و”ترو لايز” و”لينز” و”أفاتار” و”أفاتار: ذا واي أوف ووتر”.
ونقلت صحيفة “لوس أنجلس تايمز” عن كاميرون حديثه عبر تطبيق زووم مع شريكه لانداو، الذي يمتلك شركة لايتستورم، عن ذكريات العمل على إنتاج فيلم “تيتانيك” الذي تم من أجله بناء نموذج لسفينة كاملة طبق الأصل يبلغ طولها 800 قدم في روساريتو بالمكسيك، وهو الموقع الذي كان يمكن أن يقيمه كاميرون بصورة مختلفة تماما باستخدام تكنولوجيا اليوم.
ولكن حين تم إنتاج “تيتانيك” كان الفيلم الأكثر كلفة الذي يتم إنتاجه، بسبب الحجم المادي غير المسبوق لأماكن التصوير والتسلسل الذي يطلب هندسة معقدة ومواد ضخمة لتحقيقه. ويقول كاميرون وهو يضحك “لم نفزع أبدا”. وأضاف “الأستوديو أصيب بالذعر، ولكن وظيفتنا هي ألا نفزع”. واعترف كاميرون بأنه كانت هناك أخطاء في حسابات الأمور اللوجستية قبل بدء التصوير”.
ويتذكر كاميرون “كنا نستخدم مئات الأميال من الأسلاك، وجميع الأضواء التي تنتجها شركة موسكو (المتخصصة في إضاءة الملاعب ووسائل النقل) في هوليوود في ذلك الوقت”. وأضاف “حجم كل شيء تجاوز أي شيء يمكننا أن نتخيله بحسب خبرتنا السابقة. في ذلك الوقت، اعتقدنا أنه لا يمكن مطلقا أن يحقق هذا الفيلم إيرادات تغطي تكاليفه. إنه أمر مستحيل. حسنا، فلتخمنوا ماذا حدث؟”. لقد أصبح الفيلم عندما تم عرضه في دور السينما في 19 ديسمبر 1997 الأعلى إيرادات على الإطلاق، حتى حطم كاميرون رقمه القياسي السابق بطرح فيلم “أفاتار” عام 2009.
ويقول كاميرون “لو نفذ الأستوديو رأيه لألغينا مشهد غرق السفينة بأكمله”، مضيفا “الأمر الأكثر ذكاء الذي قمنا به هو تصوير مشهد الغرق في النهاية. لم يكن الأمر بسبب إستراتيجية، وإنما كان ببساطة لأننا نقوم بإغراق موقع التصوير في النهاية، لأن خلاف ذلك لم يكن ليبدو بصورة جيدة في صباح اليوم التالي عندما نقوم بإعادته لوضعه الطبيعي مجددا”. وجذب صندوق محدود الإصدار لأغراض تتعلق بالفيلم محبي الفيلم، وجعلهم يندمجون في عالم الفيلم.
ويتضمن الصندوق مدونة مكتوبة للنغمات الموسيقية لأغنية الفيلم الشهيرة “ماي هارت ويل غو أون” للمغنية سيلين ديون، ونماذج طبق الأصل من بطاقة الصعود الفعلية وقوائم الطعام التي تم توزيعها على الركاب خلال الرحلة المشؤومة، بالإضافة إلى ملاحظات مكتوبة من روز إلى كال ومن جاك إلى روز في الفيلم.
وتشمل الخمس ساعات التي تتضمن سمات إضافية وإرثية في الأسطوانة لمحات متعمقة جديدة حول كيفية إخراج كاميرون للفيلم، تجمع صورا حقيقية مع مصغرات وشاشة خضراء وأساليب تصوير أفلام أخرى. ويقول لانداو “أعتقد أننا كنا نستطيع أن نلتقط 20 لقطة في الفيلم ونسأل شخصا ما، هل هذه لقطة بالمؤثرات البصرية أم لا؟ وسوف تكون إجاباته خطأ”.
وربما الأمر الأكثر أهمية هو أن كاميرون أدرج الحلقة الخاصة “تيتاتيك: 25 عاما لاحقة مع جيمس كاميرون”، حيث دخل مختبر انخفاض حرارة الجسم في نيوزيلندا مع فريق من العلماء واثنين من مؤيدي الحركات الخطرة للإجابة عن السؤال الأكثر إلحاحا: هل كان يمكن للباب العائم أن يتسع لروز وجاك معا؟
ويقول كاميرون، الذي وضع جاك وروز في كل سيناريو مقنع في درجات حرارة تصل إلى التجمد لمعرفة ما إذا كان يمكن للاثنين النجاة “لقد سئمت من سؤال الناس عاما بعد عام”. وأضاف “الأشخاص مازالوا يتجادلون بشأن هذا الأمر بعد 25 عاما”. وقال “أعتقد أن هذه مشكلة جيدة”.