عروبة الإخباري –
ينطلق في العاشرة من صباح الأربعاء المقبل(13/12) على مدرج رم بمركز اللغات في الجامعة الأردنية «ملتقى نقد الشعر الثالث» الذي ينظمه بيت الشعر- المفرق، بالتعاون مع المركز، تحت عنوان «قضايا الشعر العربي الحديث».
ويشتمل الملتقى، الذي يرعى حفل افتتاحه رئيس الجامعة الأردنية د.نذير عبيدات، على كلمة لمدير بيت الشعر فيصل السرحان، وكلمه لراعي الحفل، وكلمه لمدير مركز اللغات د.إسماعيل السعودي.
وتحت عنوان «تمثلات الغموض في الشعر العربي الحديث»، تنتظم أعمال الجلسة الأولى التي تديرها د. إيمان عبد الهادي، بمشاركة د.أمين عودة بورقه بعنوان «شعرٌ عصيٌّ على السكوت والسقوط»، ود.مصلح عبد الفتاح النجار بورقة «السياقات الثقافية للغموض في الشعر العربي الحديث»، وعامر أبو محارب بورقة «الجمانةُ والبحريُّ: التلقي النقدي للغموض في الشعر العربي الحديث».
كما تتناول الجلسه الثانية من الملتقى عنوان «الغنائية في الشعر العربي الحديث»، بإدارة د.اسماعيل السعودي ومشاركة د.محمد عبيدالله بورقة «جدل الغنائية والدرامية في نماذج من الشعر الفلسطيني»، ود.سهى مشرقي بورقة «حلم العودة في شعر محمود درويش الغنائي 1982 –1993» وهنادي أبو قطام بورقة «غنائية الرؤية والإيقاع: علي جعفر العلاق نموذجًا».
وتبدأ الجلسة الأولى من اليوم الثاني للملتقى بقراءة عنوان «تمثلات الاغتراب في الشعر العربي الحديث»، بإدارة د.عبد الحليم الهروط ومشاركة د.علاء الدين زكي القريوتي بورقة «الاغتراب أحفورة ثقافية: قراءة في النشأة والاصطلاح والمدلول»، ود.يوسف ربابعة بورقة «ألفاظ الاغتراب في شعر عبد الله البردوني، دراسة معجمية دلالية»، ود. فداء العايدي بورقة «الاغتراب: حروق الحنين إلى الوسادة الأولى».
كما تناقش الجلسة الثانية التي يديرها د.علاء الدين غرايبة، موضوع «الحنين والتطلع» الذي يقدم فيه د.نارت قاخون ورقةً حول «شجاعة الاستعارة: حنين الاستعارة وتطلعها من منظور الاستعارة الإدراكية في نماذج دالة من الشعر الحديث»، ود. مراد البياري بورقة «ألفاظ الحنين في «المشكال» لإيمان عبد الهادي (نزفٌ حتى الموت)»، ومحمود عقيل الزعبي بورقة «بين الاستشراف والنوستالجيا راية ترفرف شعرًا».
وجاء في تقديم الملتقى بعنوان «معالم الطريق» ما نصُّه: «هذا مدخلٌ ودودٌ ولودٌ إلى الشعر لناحية قضاياه، وتأملٌ طويلٌ في أعطافه ومزاياه، يحمل همّ التأويل ويستنطق المؤثرات التي صاغت النصّ في الأطر والمضامين. ونافلٌ أن نشير إلى أنّ النضال العجيب المتمادي قد ولّد هزات تطورية تمخضت عنها القضايا التي انتصر بعضها، ودخل بعضها في الجدل الناعم.
يقذف هذا الملتقى في نقد الشعر بذور دراسات عصريه تنويرية لمفهوم (القضيه الشعرية) بالنظر إلى انحيازاتها الذاتية، وكأنّ الشعر راءٍ إلى نفسه، وبإزاء مراياه، تتعدد الرؤى بتعدد القضايا.
أردنا من خلال- مرآة الشعر- رصد الصورة؛ بما تسمح به آليات التجلي، والنفاذ العميق في جدلية مركزه وهامشه، وما زال البحث في القضايا مسوغًا، وما زال السجال قابلًا للاعتناق.
جاءت كلمه (القضية) من انحيازٍ إلى دور الناقد، انحيازًا رهينا بالمهمة العلوية (للمقام)؛ قادرًا على التفكيك الفيزيائي للكلمة/ القضية إلى فسيفساء أرضية؛ فاخترنا اثنين من قضايا الشعر الجوانيّة التي تجلت كعقيدة ضمن مدارسه، سيّما الرومانسية منها، هي الاغتراب، مع الحنين والاستشراف، في حين وقعنا في فخّ رصد قضيتين صياغيتين تعبيريتين متكئتين على الخيال، هما الغموض والغنائية.
كيف يقف الشعر- إذن- كظاهرة تعبيرية أمام الشاعر والوجود؟ وكيف يخلّق قضاياه من شكوك النصّ التوالدية، بما هو نصٌّ كائنٌ من لحمٍ ودم وروح؟
وكيف يدفع بيت الشعر في المفرق بالرابطة بينه وبين الجامعة الأردنية، هذا الملتقى ليكون فارقًا في رصد القضايا وتفكيك مستغلقاتها، وحسم المستشكل، وربما جلب مسرّات السؤال؛ كيف لا؟ والشعر هو الفتنة بالغوامض!).
وحول الملتقى قال مدير بيت الشعر فيصل السرحان إنّ هذه الدورة تُعدّ من أهم دورات الملتقى، وتعكس حاجة الوسط الثقافي إلى قراءة رؤى الأكاديميين وأصحاب الاختصاص حول موضوع الملتقى في قضايا الشعر العربي الحديث، نظرًا لما تشكّله مواضيع أوراقه النقدية من إضافة معرفية موجهة بشكل أساسي إلى الشعراء أنفسهم، وخاصةً الشباب، في تمثّل التجارب الشعرية الإبداعية وفهم عناوين الأوراق المقدمة في قضايا الغموض في الشعر العربي الحديث، والغنائية والاغتراب، والحنين والتطلع، وهي قضايا نجدها حاضرةً لدى شعرائنا على منصات الهيئات الثقافي? وفي منتديات الشعر اليومية في هذا النشاط الملاحظ للمشهد الثقافي الأردني بشكل عام.
وأكد السرحان أهمية بيت الشعر- المفرق الذي جاء بمبادرة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وبمباركة من وزارة الثقافة، وإتاحته القراءات الشعرية المنتظمة وملتقى الشعر العربي كل عام، وفي ندواته وقراءاته وأمسياته الأسبوعيه في المفرق والمحافظات الأردنية. وقال السرحان إنّ هذه المساحة المعطاة لبيت الشعر، وخلال تسع سنوات من تأسيسه، تؤكد اهتمام الشيخ القاسمي بأهمية النقد اللغوي والأدبي لأعمال الشعراء وتوجيههم ومساندتهم في مشروعهم الإبداعي.