مسؤولو القطاع الصحي بغزة : نُقدّر دعم الملك وولي العهد

عروبة الإخباري –

لا قيمة لفصاحة القول وبلاغة الكلمة إذا كانت المواقف بعيدة عن الواقع، فطالما خرجت اللغات أيّا كانت بالكثير من الأوصاف والمفردات التي تحمل تعابير ضخمة يزّينها الكلام، فيما تبقى أرض الواقع خالية من مواقف عملية حقيقية توصل الحاجة لطالبها، وتحسم الجدليات بحلول تلغي أي مساحات ضبابية، وتجعل من واقع الحال عمليا حقيقيا، متحصنا بمثالية الإنجاز والعمل وتقديم ما هو ملموس.، في متابعة لـ «الدستور للزميلة نيفين عبدالهادي.

هكذا هو الأردن حيال الأهل في غزة، واقعيا حقيقيا، يقدّم ما هو ملموس، يبتعد عن مساحات القول، متجها نحو تقديم كل ما هو عمليا وملموسا لما يحتاجه ويطلبه الغزيون، واضعا تحت تصرفهم ما يحتاجون طبيا وصحيا وانسانيا واغاثيا، يقدّم لهم العون والسند بأيادي نشامى الأردن، ليكون الأردنيون هم الوحيدون أثناء الحرب على الأهل بغزة المتواجدون معهم أخوة وسندا وعونا، بكل ما أوتوا من حب ووفاء، بتوجيهات من جلالة الملك عبد الله الثاني وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد.

 

بالأمس، وبتوجيهات ملكية سامية، عززت القوات المسلحة الأردنية ــ الجيش العربي، المستشفى الميداني الأردني الخاص/2 في خان يونس جنوب قطاع غزة بقافلة مساعدات تضم مواد طبية وإغاثية، وضمّت القافلة كميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية والعلاجية والمواد الغذائية، إضافةً إلى الأسرّة والأجهزة الطبية، والمياه والوقود والتي تم نقلها بواسطة 23 شاحنة تابعة لمديرية التموين والنقل الملكي، لديمومة جاهزية عمل المستشفى في تقديم الخدمات الطبية والعلاجية للأهل في قطاع غزة.

 

فهي خطوة أردنية عملية تقدّم العون للأهل في غزة، ليجدوا فيها سندا هاما وعونا سيكون له الأثر الكبير لدعم القطاع الصحي، والتخفيف من الأعباء الكبيرة بل الضخمة نتيجة للحرب، التي أدت لانهيار عشرات المستشفيات في القطاع، ليأتي الأردن بحلول رأى بها الغزيون وتحديدا معنيون بالشأن الصحي أنها غاية في الأهمية وتشكّل صيغة عملية لإنقاذ القطاع الصحي والتخفيف من معاناتهم في هذه الأوقات التي تعدّ الأصعب عليهم ولم تشهد لها البشرية مثيلا.

 

وفي متابعة خاصة لـ»الدستور» من غزة، أكدت شخصيات طبية ومعنية بالشأن الصحي على أهمية هذه الخطوة، التي تعكس الاهتمام الأردني بتقديم ما هو عملي وحقيقي للغزيين ليكون لهم عونا، ويساهم في تحمّلهم أعباء الحرب التي أنهكت ودمّرت أجزاء من المنظومة الصحية في غزة.

 

وأكد متحدثونا في اتصالات هاتفية، أن هذه الامدادات إضافة لوجود مستشفى ميداني جنوب غزة يساعد الكوادر الصحية في التعامل مع الحالات التي تصلهم من إصابات وجرحى، ويساهم في الحد من المعاناة، وتجاوز تبعات الحرب تحديدا فيما يخص نفاذ الوقود الذي أدى لتوقف الكثير من الأجهزة في المستشفيات، وكذلك لتوقف سيارات الإسعاف التي لم تعد تجد وقودا للسير، ما يجعل من المساعدات الأردنية طوق نجاة للقطاع الصحي الغزي.

 

والجدير ذكره بهذا السياق، أن إرسال وتجهيز المستشفى الميداني الأردني الخاص/2 جنوب غزة، جاء بتوجيهات ملكية سامية لتلبية كل ما يحتاجه أهالي القطاع والضفة الغربية، ويضم كوادر طبية من التخصصات كافة، للتخفيف من معاناة الأشقاء الفلسطينيين في هذه الأوقات العصيبة، وبات يشكّل جزءا هاما من المنظومة الصحية في غزة.

 

الهلال الأحمر الفلسطيني

 

مسؤول الإعلام في الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة الناطق الرسمي باسم الهلال الأحمر في غزة رائد النمس، أكد على أهمية تعزيز القوات المسلحة الأردنية ــ الجيش العربي، المستشفى الميداني الأردني الخاص/2 في خان يونس بقافلة مساعدات تضم مواد طبية وإغاثية، وضمّت القافلة كميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية والعلاجية والمواد الغذائية، إضافةً إلى الأسرّة والأجهزة الطبية، والمياه والوقود والتي تم نقلها بواسطة 23 شاحنة تابعة لمديرية التموين والنقل الملكي، لديمومة جاهزية عمل المستشفى في تقديم الخدمات الطبية والعلاجية للأهل في قطاع غزة، مقدرا توجيهات جلالة الملك التي تأتي لمد يد العون دوما للغزيين.

 

وأشار النمس إلى أهمية وجود المستشفى الميداني الأردني في خان يونس، ووجوده شكّل حالة طبية هامة جدا، وهذا المستشفى يساهم في مد يد العون للكوادر الطبية، ويساهم كذلك في الحد من المعاناة، ما يجعل من التجربة الأردنية هامة جدا في غزة، وسبق أن أكدت نأمل أن تحذو الدول حذوها.

 

وبين النمس أن الوضع في غزة سيء للغاية، ووجود الميداني الأردني وهذه المساعدات حتما سيساعد في الحد من المعاناة في غزة، مشيرا إلى أن الوضع صعب جدا، فغزة تعاني من نقص حاد في العلاجات والأدوية والمواد الأساسية في المستشفيات، وبالطبع قلة الوقود التي باتت تؤثر على عمل المستشفيات وتخرجها عن الخدمة، إضافة إلى توقف الكثير من سيارات الإسعاف لعدم وجود وقود تعمل عليه، فحاجة غزة للوقود مليون لتر، يصلها (120) ألف لتر، وهي كمية قليلة جدا، ما يجعل من الإمدادات الأردنية هامة جدا بهذا الوقت، الذي تحتاج به غزة لكل شيء وتحديدا العون الطبي.

 

واعتبر النمس الدور الأردني ووجود المستشفيان الميدانيان في غزة داعما حقيقيا للقطاع الصحي بشكل عملي، مثمنا وشاكرا للأردن هذه الخطوة ووجودهما يساهم في الحد وتجاوز المعاناة، ويساعد الكوادر الطبية بالتعامل مع الواقع المرير الذي يمر به القطاع الصحي في غزة، مشددا على أن للمستشفيين دورا هاما جدا في غزة، ويساعد في تحمّل ويلات الحرب التي دمرت غزة.

 

وبين النمس أن «الميدانيان الأردنيان» يساعدان الأطباء، ولهما دورا هاما في موضوع توفير العلاجات والأدوية، لكل من يلجأ لهما، ما يجعلهما سندا حقيقيا للكوادر الطبية في غزة، ولهما دور غاية في الأهمية.

 

وأعرب النمس عن أمله بأن لا يبقى الأردن وحيدا في مواجهة هذه التحديات والصعوبات، وان يحذو حذوه كافة الدول العربية، فهي تجربة ناجحة جدا وهامة، وبتنا نلحظ سعي بعض الدول تكرارها، لكنها لم تكن بالصيغة الأردنية، وعليه نأمل أن نرى تجارب كالأردنية في قطاع غزة، لدعم القطاع الصحي الذي يعاني من ويلات الحرب الكثير، ويقف عمليا على حافة الانهيار.

 

وزارة الصحة في غزة

 

فيما اكدت وزارة الصحة في غزة على لسان الناطق باسمها الدكتور أشرف القدرة، أن قطاع غزة بحاجة لمزيد من المستشفيات سواء في جنوب قطاع غزة أو شماله، بسبب تكدس الحالات وعدم قدرة المستشفيات على التعامل معها، مبينا أن المستشفى الميداني الأردني الثاني حاجة للقطاع، وقد تلمسها الأردن الذي طالما يتلمس احتياجات غزة وأهلها، ويسعى لتوفيرها، بمتابعة من جلالة الملك عبد الله الثاني.

 

وأضاف القدرة الأردن كان له الأولوية بإنشاء مستشفى ميداني، منذ عام 2009، والذي يقوم بدور هام حتى اللحظة وبخدماته في منطقة غزة؛ مشددا على أن الأهل في غزة يؤمنون بأن المملكة الأردنية الهاشمية سيكون لها بصمة مهمة في إطار العمل الصحي الميداني، وفي تزويد المستشفى بالإمدادات خطوة هامة لدعمه لغايات الحد من معاناة القطاع الصحي والطبي في قطاع غزة.

 

مدير المستشفى التركي

 

واتفق المدير العام لمستشفى الصداقة التركي، المختص بأمراض السرطان، ورئيس قسم الجراحة سابقا في مستشفى الشفاء في غزة الدكتور صبحي سكيك، مع الآراء التي سبقته بأهمية الخطوة الأردنية في مدّ المستشفى الميداني/2 بمزيد من الامدادات الطبية والوقود، لتزيد من عجلة عمله، مؤكدا على أهمية وجود المستشفى الذي جاء في وقت هام، وأنشئ في مكان أيضا هام.

 

وأضاف دكتور سكيك لا يمكننا إلاّ أن نؤكد على أهمية هذه الخطوة الأردنية، ولجلالة الملك عبد الله الثاني وسمو الأمير الحسين ولي عهده وللأشقاء في الأردن كل احترام وتقدير، وانشاء المستشفى ومدّه بالمستلزمات الطبية، هي خطوة تتبع خطوات سابقة بتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني بوجود مستشفى ميداني/1، ليأتي المستشفى 2 والاستمرار بتزويده بالمستلزمات تعدّ استمرارا لدعم أردني نحترم ونقدر ونرى به طوق نجاة للقطاع الطبي الذي انهارت الكثير من بناه التحتية، ومن مستلزماته من أدوات ووقود، ما جعل الكثير من المستشفيات والمنشآت الطبية تخرج عن الخدمة، تحديدا تلك الخاصة بمرضى السرطان.

 

وأشار الدكتور سكيك إلى الدور الكبير الذي يقوم به المستشفى الميداني الأردني/1 في غزة، مشددا على أنه تاريخيا يعمل بقدرة طبية ومهنية عالية، ويعمل عملا جبارا، والآن نقدر عاليا ونثمن المواقف الأردنية مع غزة على الصعيد الطبي وغيره من القطاعات، ونشكر جلالة الملك سمو ولي عهده الأمين على تقديم المزيد من العون للغزيين بدءا من ميداني 1، وصولا لميداني 2 خان يونس، ومدّه بمزيد من المستلزمات التي من شأنها رفع قدرته في العمل، وبالتالي رفع قدرته على العون والمساعدة، هي خطوة متقدمة للأردن كعادته بقيادة وتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني، واهتمام سمو ولي العهد في دعم غزة بشكل عملي وملموس.

شاهد أيضاً

ندوة بالعقبة حول آلية الاستعراض الدوري الشامل لحقوق الإنسان

عروبة الإخباري – أكد مدير وحدة حقوق الإنسان في رئاسة الوزراء خليل العبداللات، دور سمو …