عروبة الإخباري –
رصد برنامج عين على القدس الذي عرضه التلفزيون الأردني، الاثنين، العقاب الجماعي الذي تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد المقدسيين، من خلال حملة تضمنت هدماً وتخريباً للبيوت بعد اقتحامها، وفرض مخالفات وغرامات باهظة على السيارات والمحال التجارية.
ووثق تقرير البرنامج الاسبوعي المصور في القدس مشاهد لهدم بعض بيوت المقدسيين في منطقة صور باهر من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ومنها منزل جهاد عطون الذي كان يقطن فيه هو وزوجته وأبناؤه الثلاث، والذي قال إنه يتابع ملف المنزل في بلدية ومحاكم الاحتلال منذ 13 عاماً، وقام بدفع مخالفة كبيرة.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال قامت بحملة “مسعورة” منذ بداية العدوان على غزة لهدم المنازل، حيث أنهم قاموا باقتحام المنزل مع ساعات الصباح الاولى، ومن ثم أفرغوه من السكان، وبدأوا بهدمه.
فيما أشار التقرير إلى ان الاحتلال لم يكتف بهدم منزل عطون، وإنما عاث فساداً في المنازل المجاورة له، وخلف وراءه خراباً كبيراً فيها بعد أن أخرج سكانها منها، ما اعتبره السكان “عقاباً جماعياً“.
وقال التقرير إن قوات الاحتلال انتشرت في شوارع البلدة، وبدأت بتحرير مخالفات باهظة بحق السائقين وأصحاب المحال التجارية، بعد أن أغلقت مداخل البلدة بالمكعبات الاسمنتية، ما دفع السكان إلى المشي لمسافات طويلة للوصول إلى منازلهم.
الكاتب والمحلل السياسي المقدسي راسم عبيدات، قال إنه بعد بدء الحرب الهمجية التي يشنها الاحتلال على غزة، بدأت القدس تشهد انعكاسات كبيرة جداً، حيث أعلن الاحتلال حرباً شاملة غير مسبوقة على المدينة وأهلها، طالت البشر والشجر والحجر، وحول المدينة إلى ثكنة عسكرية ونشر فيها جيشه وشرطته وقواته الخاصة في كل زاوية وشارع، كما قام بنشر مزيد من الكاميرات الأمنية وقام بزيادة الحواجز الامنية على كل مداخل المدينة، إضافة لتنكيله بالشباب المقدسيين وقمعهم وإطلاق النار عليهم بسبب وبدون سبب.
وأشار إلى أن عدد المصلين الذين كانوا يقيمون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك كان يتجاوز الـ 50 ألف شخص، ولكنهم الآن لا يتجاوزون الـ 5 آلاف شخص، جراء التفتيشات المذلة ومنع المصلين الذين أعمارهم دون الـ 65 عاماً من الدخول إلى المسجد، موضحا أن سلطات الاحتلال تقوم بقمع وملاحقة كل من يقوم بالصلاة في مكان قريب من المسجد وعلى بوابات الاقصى أو في وادي الجوز أو راس العامود، كما تقوم باعتقاله واستخدام الغاز والرصاص المطاطي ضد المصلين.
وأضاف عبيدات أن المليشيات التي قام بتشكيلها وزير الأمن القومي في دولة الاحتلال، إيتمار بن غفير، تقوم بشن هجمات على الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية، حيث قام بالعمل على تسليح أكثر من 130 ألف مستوطن للقيام بذلك بهدف طرد وتهجير السكان ضمن ما يسمى “سياسة الوطن البديل“.
ولفت إلى أن سلطات الاحتلال قامت بتوزيع منشورات على السكان في بعض المناطق تقول “عليكم أن تغادروا طوعاً إلى الأردن.. ومن لم يغادر سنقوم بطرده وتهجيره بالقوة”، مشيرا إلى تدنيس المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك في ظل غياب المصلين والمرابطين والمرابطات بسبب الاعتقالات والإبعادات التي طالت الكثيرين منهم.
وحذر عبيدات من أن المستوطنين يدعون فيما يسمى “عيد الأنوار” أو “الحانوكا” إلى أوسع عملية اقتحام للمسجد الأقصى، ويتحدثون عن السعي إلى نزع سلطة الأوقاف الإسلامية الإدارية على المسجد الأقصى المبارك.