عروبة الإخباري –
مندوبا عن دولة رئيس الوزراء، رعى وزير الشؤون السياسية والبرلمانية حديثة الخريشة، الخميس، فعاليات ندوة حوارية بعنوان “كيف يمكن للقطاع الأكاديمي في الأردن أن يساهم في تخفيف آثار العدوان على غزة: خلال وبعد الأزمة”، نظمتها الجمعية الثقافية العلمية لأساتذة الجامعات بالتعاون مع الجامعة الأردنية.
وقال الخريشة إن الأردن يواصل، بقيادته وشعبه، وقفته التاريخية في دعم فلسطين الأرض والشعب والمقدسات دون تردد أو تبدل في الموقف الثابت والتاريخي الذي نجمت عنه مجموعة من الإجراءات الدبلوماسية والسياسية والإنسانية المعبرة عن التضامن والدعم المادي والمعنوي، استنادًا إلى حقيقة العلاقة التاريخية والجغرافية واللحمة التي تربط الأردن بفلسطين.
وأضاف الخريشة أن الأردن وظّف علاقاته التاريخية بدول العالم، خاصة الدول الكبرى، لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية والتخفيف عن الشعب الفلسطيني، وقد تجلى ذلك في الدعم السياسي والدبلوماسي، لافتًا إلى أنّ الأردن، منذ بداية أزمة الحرب على غزة، لم يتوقف عن ممارسة دور محوري في هذا الإطار؛ إذ بذل صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين جهودًا مخلصة جريئة منذ اللحظات الأولى لاندلاع شرارة الحرب، مستنهضًا عواصم العالم الغربي لإيقاف الحرب وضمان أمن وسلامة الشعب الفلسطيني.
إلى ذلك، استهل رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات كلامه بتهنئة جلالة الملك وسمو ولي العهد والقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، اللذين ضمدوا جراح الأطفال والنساء والشيوخ هناك في قلب غزّة، ويثبتون يومًا بعد يوم تعلّقهم بوجدان الأمة وتاريخها وجمالها، وجمال أولئك الذين صنعوا تاريخها وحضارتها”.
وقال عبيدات في كلمته إنه لا بدّ لجامعاتنا أن تفكّر في صنع بعض من المستحيل، إذ هي تملك العقول والمهارات الرائعة التي تتّسع أحيانًا وتضيق في أحيان أخرى، وعليه، أضاف بأنّه لا بدّ أن يكون للجامعات دور في تعرية بطش المعتدين، ولا بدّ لباحثينا ومؤرّخينا أن يفضحوا من نسوا أنّ البشر، أينما كانوا، يحزنون ويخافون على أطفالهم وأحبائهم من الموت والألم والجوع والعطش.
وأضاف عبيدات أن أهل غزة اليوم في حاجة أكيدة لأهل العلم أيضًا، وأنّ علينا فهم احتياجاتهم العاطفية، وخلق البيئة الدافئة الداعمة لهم، لمساعدتهم على النهوض، ونفض غبار العدوان الإسرائيلي الغاشم الممعن في القتل والدمار.
ولفت عبيدات إلى ضرورة تعزيز المساهمات الأكاديمية، واقتراح السياسات، وزيادة التشبيك مع الجسم الأكاديمي في فلسطين عموما وغزة خصوصا، والإرسال المستمرّ للمتطوعين من الأطباء والممرضين، وغيرها من أشكال المساعدات.
و قال وزير الاتصال الحكومي الأردني والناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية الدكتور مهند مبيضين إنه لا بدّ، كي تتماهى الجهود الأكاديمية مع الجهود الملكية وتنسجم معها، أن تكون الجامعاتُ المؤسساتِ التي نلوذ بها عند الاشتباك مع السياسة.
ودعا مبيضين في كلمته الجامعاتِ إلى المبادرة في إنشاء حاضنات علمية لاستكمال المشاريع المقامة في الجامعات الغزّيّة، والإسهام في استمرار المشاريع المدعومة خارجيا والحيلولة دون توقفها، كشكل من أشكال إسهام القطاع الأكاديمي في الأردن في تخفيف آثار العدوان على غزة.
وثمّن مبيضين ظهور الخبراء والأكاديميين، كل في اختصاصه، على وسائل الإعلام لدعم المواقف الأردنية، داعيًا إلى تعزيز الظهور ودعم الجهود الرسمية التي يبذلها جلالة الملك وسمو ولي العهد والحكومة الأردنية، ودحض الرواية الإسرائيلية عبر خطاب عقل ممنهج قائم على الحجة والبرهان.
من جانبه، ثمن وزير التعليم العالي الفلسطيني الأسبق الدكتور صبري صيدم الدور الذي يقوم به الأردن، وتحركاته الدولية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني انتصارًا للقضية الفلسطينية واستنهاضًا للجهود الدولية والإقليمية لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأشار صيدم إلى صلابة الموقف الأردني الشعبي والرسمي، والارتباط التاريخي بين الأردن وفلسطين الذي تعكسه المواقف الموحدة للشعبين الشقيقين، وأهمية الوحدة الوطنية لمواجهة محاولات تجاوز حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.
ودعا صيدم المجتمع الأكاديمي العربي إلى ضرورة إنتاج المشاريع البحثية الرامية إلى إحباط المشروع الصهيوني في الاستيطان والتهجير، وإبراز الهوية الفلسطينية التي يحاول طمسها.
بدوره، اقترح أستاذ علوم التربية رئيس الجامعة الأردنية الأسبق الدكتور اخليف الطراونة جملة من المشاريع التي تسهم في تخفيف آثار العدوان على غزة من وجهة نظر أكاديمية، منها على سبيل الذكر لا الحصر: إنشاء صندوق لدعم الطلبة الغزيين الدارسين في الجامعات الأردنية، ومعاملتهم معاملة الطلبة الأردنيين من حيث رسوم البرنامج العادي.
ودعا الطراونة إلى استحداث كرسي علمي وبحثي للدراسات الفلسطينية لتوثيق السردية الفلسطينية للأحداث، ولكل ما قام ويقوم به الاحتلال، لتواجه السردية الإسرائيلية الكاذبة، لافتًا في هذا السياق إلى ضرورة مساعدة الجامعات الغزية على تجاوز الفاقد التعليمي عبر التعليم الإلكتروني، أو من خلال اللجوء إلى المساقات المكثفة، إلى جانب تشجيع الجامعات الأردنية على تضمين موادها وخططها الدراسية موضوعاتٍ في تكنولوجيا الحروب والأمن السيبراني، وزيادة الوعي بتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات.
وفي ذات السياق، تطرق نائب رئيس الوزراء السابق الدكتور جواد العناني إلى الجوانب القانونية في العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة واستهدافه للمرافق العلمية والجامعات، باعتبار ذلك خرقا فاضحا للقانون الدولي والإنساني، الذي يجرّم المساس بالحقوق المدنية.
وقال إن استهداف الجامعات والمرافق العلمية مرفوض من الأساس، حتى وإن استُهدفت بحجة استعمالها لأغراض عسكرية، فذاك لا يعفي إسرائيل من جرمها أمام المحكمة الدولية.
ولفت العناني في مداخلته إلى ضرورة تصدي الجامعات لهذا العدوان، عبر تسليح الطلبة بالعلم والمعرفة والقدرة على الريادة والابتكار، وإكسابهم المهارات المطلوبة في زمن الحرب، لينهضوا بالأوطان ويذودوا عنها بالعلم والتحضر.
وقدّم رئيس الجمعية الثقافية العلمية لأساتذة الجامعات الدكتور عبد الرحمن شديفات إحصائية توضح حجم الدمار الكبير في قطاع التعليم في غزة، لافتا إلى أنه جرى تدمير 12 جامعة وكلية جامعية، واستُشهد نحو 180 عضوَ هيئة تدريس ومعلم، كما استُشهد أكثر من 3 آلاف طالب وطالبة.
وأكد شديفات أن الجمعية ستوظف كل إمكاناتها لدعم القطاع الأكاديمي في غزة للنهوض واستكمال رسالته التعليمية، على أن يُصار إلى جمع كل المقترحات ودراستها والمضي قدما بها عبر القنوات الرسمية، لمساعدة المؤسسات الأكاديمية وأعضاء هيئة التدريس والطلبة لتجاوز هذه المحنة، ودعم صمودهم في وجه الكيان الصهيوني المحتل.