عروبة الإخباري –
بداية، أشجب بصفتي عضواً في اتحاد الكتاب والصحفيين العرب في أوروبا هذا القصف الإسرائيلي الهمجي المستمر على قطاع غزة، ونلاحظ التعامي الغربي عن جرائم الاحتلال وتحيزه الإعلامي في الوقت الذي تستمر به قافلة الشهداء من الزملاء الاعلاميين بالتزايد، فمع استشهاد المصور الصحفي رشدي السراج في قصف منزله الكائن في منطقة تل الهواء أمس، يرتفع بذلك عدد الصحفيين الذين قُتلوا منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الجاري إلى أكثر من 18 صحفيًا، بل العدد في ارتفاع بكثير، وهذا يعني أن الاحتلال يتعمد تعطيل العمل الاعلامي لدوره في فضح ممارسات واعتداءات العدو على كل شيء يتحرك في غزة، لكن هذا لم ولا يمنع الصحفيين الأحرار من نقل الحقيقة وبث ما يتعرض له القطاع من تدمير ممنهج وجرائم حرب رغم استهدافهم واستهداف الكثير من المؤسسات الإعلامية التي تجاوز عددها الخمسين تجاوزاً منذ بداية الحرب في سبيل منع الصحافة من تأدية دورها كإعلام حر.
في حربه المجنونة حوَّل الاحتلال الاسرائيلي غزَّة من شمالها الى جنوبها الى مقبرة جماعية ومحرقة للأطفال والنِّساء وإزهاق أرواحهم بدم بارد، واستهدف بالقتل الممنهج مع سبق الترصد صحفيين وصُنَّاع المحتوى الرَّقمي ممن ينقلون الكارثة؛ كارثة قطاع محاصر منذ نحو عقدين، وأصحاب أرض مهجرين من سبعة عقود من الزَّمان. يحدث ذلك دون أدنى اكتراث للمواثيق الدولية التي تنص صراحة على حرمة استهداف الأماكن الدينية والمستشفيات والكوادر الطبية والمدنيين العزل وكذلك الصحفيين الأمناء على نقل المأساة الفلسطينية المزمنة بالصورة والكلمة، كما يؤكد صحفيون وخبراء إعلام.
انطلاقًا من أن الصحفيين هم المؤتمنون على حق الافراد والشعوب في معرفة الحقيقة خاصة في أوقات الحرب والنزاع، فقد تناول البروتوكول الإضافي الى اتفاقيات جنيف لعام 1977 بندا خاصا تضمن مجموعة من التدابير الخاصة بحماية الصحفيين وقت الحرب وفي مقدمتها النص صراحة على وجوب حمايتهم باعتبارهم أشخاصا مدنيين. إنَّ خطة الأمم المتحدة بشأن سلامة الصحفيين ومسألة الإفلات من العقاب جاءت بهدف خلق بيئة آمنة وحرة للصحفيين والعاملين في مجال الاعلام في حالات النزاع وغيرها واعتبار محطات التلفزة والمقرات الصحفية أعيانا مدنية يتوجب حمايتها.
إن المعركة الإعلامية الصاخبة في غزة تدور رحاها الآن وهي لا تقل أهمية عن أهمية معركة الحرب التقليدية نفسها. يكشف لنا العدو الصهيوني المحتل قائمة طويلة، وسجلّاً عميقا من القتل الممنهج الذي يستهدف به العدو الإسرائيلي الصحفيين والإعلاميين ومقرات عملهم، فيما مرّت كل هذه الجرائم حتى الآن، دون محاسبة لمرتكبيها. وحتى الآن وفي ظل العدوان المحتل على قطاع غزة لم يحاسَب الاحتلال الصهيوني وجيشه على اعتداءاته ضد الصحفيين، فيما سبق وأعلن كل من الاتحاد الدولي للصحفيين ونقابة الصحفيين الفلسطينيين والمركز الدولي للعدالة للفلسطينيين “ICIP”، تقديم شكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية يتهمون فيها الاحتلال الاسرائيلي بارتكاب “جرائم حرب” بحقّ صحفيين في الأراضي الفلسطينية، وتجاوز للقانون الدولي الانساني. هنالك سجل طويل، وقائمة طويلة لإسكات صوت الحقيقة، صحفيون وإعلاميون في مرمى نيران الاحتلال، ولا تكف نيران العدو الصهيوني عن حصد الصحفيين؛ فقد كشفت التقارير استشهاد أكثر من 18 صحفيًا إلى الآن في الحرب الدائرة في قطاع غزة، بل هنالك الكثير ،وما زال العدد في ارتفاع إذا بقي جيش الاحتلال يرتكب أبشع المجازر بحق أهل غزة عامة، وقطاع الصحفيين والإعلاميين خاصة. قائمة طويلة من القتل الممنهج الذي يستهدف به الاحتلال الصحفيين ومقار عملهم، في إطار يُوصف بأنه “نمط فتاك مستمر منذ عقود”، بينما مرّت كل هذه الجرائم بلا محاسبة، وستبقى كذلك إذا لم يتم وضع حد للانتهاكات التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
هنالك مطالبة بتحرك دولي للضغط على الاحتلال لوقف استهداف الصحفيين في غزة، وطالبت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في فلسطين “ديوان المظالم” المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في حرية الرأي والتعبير، بالتحرك الفعلي والجاد وبالسرعة الممكنة للضغط على دولة الاحتلال لوقف استهداف الصحفيين ووقف جرائم سلطات الاحتلال المتواصلة التي يرتكبها بحقهم وبحق المؤسسات الإعلامية خلال العدوان على قطاع غزة. دولة الاحتلال الإسرائيلي تتعامل بعداء واضح تجاه الإعلاميين والصحفيين الفلسطينيين على خلفية دورهم في نقل الأخبار والحقيقة والصورة، وفضح انتهاكات دولة الاحتلال، وتغطيتهم للأحداث خلال العدوان في مناطق مختلفة من القطاع.
دولة الاحتلال الإسرائيلي تتعامل بعداء واضح تجاه الإعلاميين والصحفيين الفلسطينيين على خلفية دورهم في نقل الأخبار والحقيقة والصورة، وفضح انتهاكات دولة الاحتلال، وتغطيتهم للأحداث خلال العدوان في مناطق مختلفة من القطاع. وخلال العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزه بات استهداف الصحفيين ووسائل الإعلام والمؤسسات الإعلامية العاملة في القطاع متعمدا، ما أسفر عن استشهاد الكثير من الصحفيين ومصوري قنوات إعلامية، وتعرض معظمهم للقصف الجوي اثناء قيامهم بواجبهم المهني وتغطية أخبار العدوان. كما وأصيب الكثير بجراح مختلفة، وذلك في انتهاك صارخ لكافة المواثيق والاتفاقيات الدولية التي تكفل حماية الصحفيين باعتبارهم مدنيين.