عروبة الإخباري –
فقط “إسرائيل” ترتكب الجرائم بدون حساب لذلك قام جيش الإحتلال الإسرائيلي الفاشي باقتحام مستشفى الشفاء والاعتداءات على الطاقم الطبي وتفتيش المرضى ومن يرافقهم إضافة إلى اعتقالات من داخل المستشفى، وتحاول التغطية على هذه الجريمة بأن حماس والجهاد الإسلامي تخزن السلاح، وقد تقوم في القاء بعض من أنواع الأسلحة من أجل التحلل من هذه الجريمة البشعة والتي تمثل نهج وسلوك الإحتلال الإسرائيلي، ولذلك استهل السطور الأولى، بهذه العبارة.
لا رجاء ممن خاب منهم الرجاء، نعم النظام الرسمي العربي مخيب للأمل كما هو الحال السائد، لم تعد بلاد العرب أوطاني كما كنا نردد، بئس هذا النظام السياسي المرتجف في الدفاع عن كرامتهم ووجودهم، من يعتقد بأن الشعب الفلسطيني يدفع عن الحياة والوجود يكون مخطأ، الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة يدافع عن بوابة الأمة العربية والإسلامية وفي حال سقوط هذا السور الحصن الحصين من المقاومة الفلسطينية بمكوناتها المختلفة الشعبية والثقافية والسياسية والمسلحة، لن يبقى كرامة ولا سيادة ولا حدود ولا جغرافيا للأمة العربية والإسلامية من المحيط إلى الخليج، لذلك فإن الصمود الفلسطيني في مواجهة المشروع الصهيوني الاستيطاني العنصري، لن يتوقف عند حدود فلسطين وكما يعلم الجميع فإن لم تسمى” إسرائيل” لا نظام ولا دستور ولا حدود، وكما قال بن غريون حدود إسرائيل، حيث تصل أقدامنا مخاطب جيش الإحتلال الإسرائيلي، ولقد أثبتت الوقائع بأن “إسرائيل” لم تستطيع حماية نفسها ليس فقط يوم السابع من أكتوبر بل وفي العديد من المعارك بدءًا من معركة الكرامة والانتصار العظيم للجيش العربي الأردني والمقاومة الفلسطينية يوم 21/3/1968، وكانت أبرز المعارك حرب أكتوبر 1973 حين حدوث الانهيار في الكيان الصهيوني والمؤسسة العسكرية والأمنية والسياسية لحكومة رئيسة الوزراء غولد مائير، حيث حاولات الانتحار وكانت عملية الإنقاذ من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وكان من أهم عوامل النجاح العربي في حرب أكتوبر ليس فقط بطولات الجيش المصري والسوري والاشقاء العرب الذين شاركوا على الجبهتين، إضافة جبهة المقاومة الفلسطينية من جنوب لبنان، استخدام سلاح النفط وسلاح المقاطعة والدعم العربي المالي والعسكري و مختلف الدول العربية والإسلامية بل دفع التضامن العربي إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين دول إفريقيا و”إسرائيل” هذا هو الفرق بين موقف النظام العربي الرسمي خلال الصراع مع الإحتلال الإسرائيلي، واليوم فقد أثبتت الأحداث وسنوات طويلة من الصراع مع الإحتلال بأن هذا الكيان هش إلى أبعد الحدود وفي اعتقادي بأن دور “إسرائيل” الوظيفي قد تراجع وسوف يتراجع بشكل تدريجي خاصة بعد أن تضع الحرب أوزارها، ورغم حجم الدمار والمجازر الوحشية للجيش الإحتلال الإسرائيلي الفاشي لن تسترد “إسرائيل” حضورها المركزي في منطقة الشرق الأوسط، هي لم تفشل في علمية التصدي للمقاومة الفلسطينية حين تمت عملية الاقتحامات للمستوطنات يوم السبت 7/10/2023 من أكتوبر.
ولكن السقوط المدوي للمنظومة الأمنية والعسكرية للجيش الإحتلال الإسرائيلي ليس فقط للوهلة الأولى ولكن طول الوقت وحتى الوقت الحاضر، حيث لم تستطيع تحقيق الردع الأمني والعسكري خلال 40 يوم بدون أدنى شك بأن “إسرائيل” لم ينافسها أحد فقد تجاوزت النازية ونظام الهولوكوست في التمييز العنصري وتدمير المنازل والاحياء والأبراج والمخيمات والمستشفيات وخاصة الأطباء والمسعفين وسيارات الإسعاف والدفاع المدني ولم تسلم المدارس ومناطق الإيواء المواطنين الذين تدمرت منازلهم، لقد تم إستهداف الصحفيين من مختلف وسائل الإعلام وتم إستهداف العاملين في المنظمات الدولية وكالة غوث اللاجئين الأونروا وموظفين الأمم المتحدة والهلال الأحمر الفلسطيني، والصليب الأحمر الدولي لم تستثني أحد من بشر وحجر، حيث تجد نفسها فوق القانون الدولي وخاصة بأن “إسرائيل” تحظى بدعم الإدارة الأمريكية ودول أوروبا التي تصمت بدون خجل أمام ما يحدث من عدوان ومجازر وحشية، والسؤال المطروح كيف يمكننا بعد هذا الموقف لدول العربية بأننا أشقاء وعرب وإسلام كنت أشعر بضيق حين كان يردد الشاعر العراقي مظفر النواب”والله انا في شك في عروبتكم” 40 يوم ونحن لم نسمع غير التنديد وشجب وفي نهاية الأمر كانت القمة العربية الإسلامية تنعقد في الرياض وصدر البيان الختامي، ولم نلمس إجراء واحد دول أجنبية قطعت علاقاتها مع” إسرائيل” وطرد سفير دولة الإحتلال الإسرائيلي، وعلى العكس من ذلك تقرر “إسرائيل” فرض عقوبات سياسية والإقتصادية وترفض تسليم عوائد الضرائب الفلسطينية للسلطة الفلسطينية كون السلطة الفلسطينية تقوم بواجباتها نحو شعبنا ومؤسساتنا الفلسطينية في قطاع غزة على وزارة الصحة وتربية وتعليم وشؤون الاجتماعية والكهرباء والمياه والنفط ورواتب الموظفين والمتقاعدين كل هذه المسؤولية الشهرية ودائمة والتي تقدر، 151 مليون دولار شهري تصرف مم قبل السلطة الفلسطينية على قطاع غزة، وقد رفضت السلطة بأن تتسلم أموال المقاصة بعد قيام “إسرائيل” بخصم أموال المخصصة لقطاع غزة، كما وسبق تم اقتطاع رواتب الشهداء والأسرى والمعتقلين من أموال المقاصة وبقيت السلطة الفلسطينية تقوم بواجباتها إتجاه شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات،
وكان من أسباب العقوبات الأخيرة رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادة الفلسطينية إدانة حماس يوم السابع من أكتوبر، ومع ذلك تخرج علينا بعض الفضائيات والتي تنتقل على مقربة من القواعد العسكرية الأمريكية ليس فقط في مهاجمة السلطة الفلسطينية وقياداتها فحسب بل تقوم في فبركة الأخبار والعمل على نشر الفتنة الداخلية بمختلف الوسائل بين صفوف شعبنا الفلسطيني، ويخرج بعض من يدعي المعرفه من الإعلاميين على الفضائيات ويقدم دروس في الوطنية وهو ينتقل في المواقف السياسية من النقيض إلى النقيض وفقا لم يتقاضى من أموال من هذه الفضائيات التي دورها ومهماتها الإستراتيجية الفتنة الداخلية بمختلف الوسائل المتاحة
بين المكونات الفلسطينية، وهناك من يهاجم السلطة الفلسطينية حتى يبرز أنه موجود بين السياسين، لقد أفرزت هذه الأحداث المتصاعدة وشعبنا يدفع في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس ضريبة الدم نيابة عن نفسها وعن الأمة العربية والإسلامية ولن يتراجع عن حقوقه والثوابت الوطنية الفلسطينية، في نهاية الأمر فإن منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا الفلسطيني ولن تتمكن الجهات المشبوهة في زرع الفتنة الداخلية ولقد تكشف اللثام عن الوجه القبيح والعميلة، وسوف نتجاوز في الأيام القادمة كافة التناقضات في مكوناتنا الوطنية.