عروبة الإخباري –
قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، الاثنين، إنّ خلافات ثنائية أحيانا بين دول تنعكس على القمة كما القمة الحالية، حيث نعرف أنها لم تلب طموحات الشعوب العربية”، لكننا نتعامل مع حقائق على الأرض.
وأضاف الصفدي لبرنامج “صوت المملكة”، أن الأردن مستمر في تقديم كل ما يستطيع، موضحا أن موقف الدول العربية كان موحدا وكان هناك قرار تاريخي بأن تجتمع القمتان العربية والإسلامية في قمة واحدة.
وبين أن التنسيق العربي حاليا في أفضل مستوياته، حيث يعمل الأردن مع الدول الشقيقة وتم اتخاذ موقف واحد منذ بدء الأزمة، موضحا أن الهدف إرسال رسالة للعالم أننا “متحدون في موقفنا الرافض لهذا العدوان الهمجي الإسرائيلي على غزة”.
وتابع أن القمة المشتركة عبرت عن موقف غير مسبوق في ناحية وضوحه وأيضا في مقاربة قضايا أخرى مثل مسألة تزويد السلاح وكأن هنالك في العالم العربي من يتهم دولة عربية بأنها ترسل أسلحة من قواعدها لإسرائيل.
“الأردن منذ بداية الأزمة ذهب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث كان هناك حضور عربي قوي وموحد؛ وتمكنا من حشد ودعم للقرار الوحيد الذي تبنته الأمم المتحدة منذ بدء الحرب وهو القرار المقدم من الأردن باسم المجموعة العربية”.
وأكّد الصفدي، أن الأردن والمجموعة العربية بذلت جهودا كبيرة من أجل حشد الدعم للقرار، حيث قال الأردن في القمة العربية إنه يدعم كل الخطوات التي تقوم بها مصر من أجل التعامل مع تبعات الحرب عليها وإدخال المساعدات إلى غزة أيضا.
ورجح الصفدي، المزيد من التهويش والإساءة والتشكيك في الموقف الأردني
وأعاد التأكيد أن الموقف الأردني يؤذي إسرائيل وقادر على تعرية أفعالها والموقف العربي الموحد والإسلامي الموحد أيضا له أثر أكبر في مواجهة إسرائيل.
وأكد الصفدي، إنّ القادم ما زال اسوأ لأننا نتعامل مع حكومة إسرائيلية تجاوزت كل الخطوط الحمراء ولم تترك قانونا دوليا إلا وخرقته.
وأضاف أن إسرائيل لم تترك خطا أحمر إنسانيا أو قانونيا إلا وتجاوزته، وترفض أن تستمع للعالم، حيث إنّ الأردن مستمر في جهده المستهدف تعرية الرواية الإسرائيلية.
وتابع، أن الأردن يشرح للعالم أن ما تقوم به إسرائيل ليس دفاعا عن النفس؛ بل هي جرائم حرب، مشيرا إلى أنها حرب دمارية ووحشية وستترك أثرا دماريا ليس فقط في ما تسببه من كوارث إنسانية الآن، لكن ستترك أثارا دمارية على كل من يريد لهذه المنطقة أن ينعم بالأمن والسلام.
وأوضح أنه في الوقت الذي تستمر فيه إسرائيل في حربها الهمجية وتحاول أن تغطي هذه الحرب بسرديتها التي لم تعد تقدم أي شيء منطقي، الأردن مستمر في تعريتها وكشف النتائج الدمارية للحرب.
وأشار إلى أن الأردن يعمل مع شركائه، ويتم توظيف كل الإمكانات من أجل أن نقول إنّ ما تقوم به إسرائيل خطر كبير على المنطقة ويهدد أمنها واستقرارها، وإن ما تقوم به إسرائيل في ضوء عدم اتخاذ موقف دولي واضح وحاسم ضدها أيضا يعري منظومة العمل الدولية ويقول بصراحة إنّ القانون الدولي والمعايير الإنسانية تطبق وفق هوية الجلاد وهوي الضحية.
“الأردن أوصل رسائل للعالم وبدأ يدرك خطورة ما تقوم به إسرائيل، وما يقوله الأردن هي الحقيقة الذي يصف الحال كما هي”، حسب وزير الخارجية.
وبين أن الموقف الدولي تغير بشكل كبير، قائلا: “الذي غير الموقف الدولي أساسا هو قبح وبشاعة الجريمة الإسرائيلية”، حيث بدأ الناس يرون ما تقوم به إسرائيل ونتائج ما تفعله من ما وصل في التعريف القانوني.
ولفت إلى أن الجهد الكبير الذي يقوم به جلالة الملك عبدالله الثاني واضح، حيث إنّ جلالة الملك له مكانته واحترامه في العالم ويعرف العالم أن الأردن صوت للسلام وصوت للعقل، فعندما يأتي جلالة الملك ويقول إنّ ما تفعله إسرائيل جريمة حرب تأخذ المنطقة إلى الهاوية.
وقال إنّ الموقف الدولي بدأ يتغير لأن قدرة إسرائيل على مواجهة الواقع تضاءلت بشكل كبير، حيث إنّ الأردن بذل كل ما يستطيع من أجل تعرية الرواية الإسرائيلية.
وحذر الصفدي من تبعات ما ترتكبه إسرائيل من جرائم في غزة، وما تقوم به من جرائم في الضفة الغربية المحتلة ستدفع إلى تفجر الأوضاع هناك، حيث إنّ الأردن في اتصالاته مع المجتمع الدولي يقول إنه يجب تطبيق القانون الدولي بحذافيره.
وأضاف الصفدي، أن عدم اتخاذ موقف وفشل مجلس الأمن في اتخاذ قرار حتى الآن، أي أن الحرب مستمرة لأن إسرائيل فوق القانون، بالتالي ثمة رسائل ترسل وتغييرات نحتاج أن نبني عليها بشكل أكبر.
وأشار إلى أن إنهاء الاحتلال الذي يعتبر أساس الشر، ويجب تلبية الحقوق المشروعة كاملة للشعب الفلسطيني، ويكون التحرك في إطار عملية سياسية حقيقية محددة الأهداف والتواقيت الزمنية وأدوات العمل والضمانات لقيام دولة فلسطينية مستقلة على جميع التراب الوطني الفلسطيني المحتل على خطوط 4 حزيران 1967 والقدس المحتلة عاصمة أبدية لهذه الدولة حتى يتحقق السلام.
وأكّد الصفدي، أن الأردن يرفض غزة لوحدها مفصولة عن الضفة الغربية، حيث هناك تخوف بأكثر من جانب للأردن في حال احتلال جزء من غزة.
وتابع أن فصل الضفة الغربية عن غزة هو تقسيم للوطن الفلسطيني الذي لن تستقر المنطقة إلا إذا اكتمل وحصل على سيادته واستقلاله، كما أن ما تقوم به إسرائيل الآن من تهجير لسكان غزة من شمالها إلى جنوبها ثمة طاقة استيعابية للأرض.
وقال إنّ إسرائيل تحاول أن تدفع بكل سكان غزة وأن تحاصرهم في 56% من مساحة غزة، الشمال إلى وادي غزة و67% من سكان غزة كانوا في الشمال وتدفع بهم إلى الجنوب لن يكون هنالك طاقة استيعابية لهذه الأرض لأن تستوعب الناس لا من ناحية مياه أو خدمات أو مستشفيات.