عروبة الإخباري –
جوزيف مسعد* – (ميدل إيست آي)
يكشف الازدراء الذي ظهر تجاه الفلسطينيين في الأحداث الأخيرة في غزة، أن الغرب لم يصبح أقل عدائية تجاههم وأن أي تعاطف معهم يقتصر على كونهم ضحايا سلبيين.
* * *
حشدت الحرب الفلسطينية الإسرائيلية الجارية دعما غربيا هائلا لليهود الإسرائيليين، مصحوبا بدعوات من مختلف الأطياف السياسية الغربية تسترشد بعقيدة الإبادة الجماعية لـ”إنهاء” الفلسطينيين.
وفي الحقيقة، حتى الأصوات المتعاطفة مع الفلسطينيين أدانت تحدي الفلسطينيين حراس سجنهم والهروب منه في 7 تشرين الأول (أكتوبر).
كما سارعوا إلى تبني الدعاية الإسرائيلية، بما في ذلك الادعاءات الغريبة عن قطع رؤوس الأطفال والاغتصاب، والتي قامت بسحبها بهدوء في وقت لاحق نفس المنافذ الإعلامية الغربية، مثل (سي. إن. إن) و”لوس أنجيلوس تايمز” التي ساعدت أولاً في نشر هذه الافتراءات.
هذه الكراهية الغربية المتعصبة للفلسطينيين والعشق لإسرائيل صدمت معظم العرب، حتى أولئك الذين يعتبرون الغرب العدو الرئيسي للشعب الفلسطيني.
على مدى العقود الأربعة الماضية، كان هناك اعتقاد خاطئ ساد لدى المثقفين ورجال الأعمال والنخب السياسية العرب الليبراليين والموالين للغرب بأن الليبراليين الغربيين، وحتى بعض المحافظين، قد غيروا وجهات نظرهم تجاه الفلسطينيين وأصبحوا أقل عدائية.
مع ذلك، أمضيتُ الجزء الأكبر من العقود الثلاثة الماضية وأنا أسوق الحجج لأظهِر أن هذا التغيير في النظرة الغربية إلى الفلسطينيين يقتصر على كونهم ضحايا للمجازر، وليس أكثر.
ولم يُترجم هذا التعاطف إلى دعم غربي حقيقي لحقّهم في مقاومة مستعمريهم الساديين، ودائما ما يتعايش أي تعاطف يتلقونه مع الدعم الغربي الذي لا يخفت ولا يموت لإسرائيل، بغض النظر عن عدد الفلسطينيين الذين تقتلهم.
تقليد راسخ
ازدراء الغرب الأبيض للشعب الفلسطيني هو تقليد راسخ يعود إلى القرن التاسع عشر. في ذلك الوقت، قاوم الفلسطينيون الأصليون المتعصبين البروتستانت الإنجيليين الأميركيين والبريطانيين والألمان البيض، الذين سعوا إلى إنشاء مستعمرات في فلسطين.
كما رعى البريطانيون مشروعا يهدف إلى تحويل اليهود الأوروبيين إلى البروتستانتية وإرسالهم إلى فلسطين لاستعمارها. ولكن، بينما حقق هذا المشروع نجاحا محدودا، فإنه أدى إلى صعود “الصهيونية اليهودية”.
وأظهر الصهاينة اليهود، في أواخر القرن التاسع عشر فصاعدا، ازدراء مماثلا للشعب الفلسطيني الذي سعوا إلى هزيمته وموته وطرده من أجل تحقيق مشروعهم الاستعماري الاستيطاني لفلسطين.
وقد نظر “وعد بلفور” البريطاني، و”عصبة الأمم” التي تبنت تعهد بلفور بعد الحرب العالمية الأولى، إلى الشعب الفلسطيني على أنه مصدر إزعاج في أحسن الأحوال، وأنه يمكن في أسوئها الاستغناء عنه تماما لغرض تأمين نقل اليهود الأوروبيين من أوروبا إلى فلسطين كمستعمِرين.
كان الازدراء العنصري الأوروبي والأميركي للفلسطينيين يسترشد بالمواقف الاستعمارية البيضاء التقليدية تجاه الشعوب غير البيضاء قبل الحرب العالمية الثانية.
وبعد الحرب وفي أعقاب الإبادة الجماعية الأوروبية التي تعرض لها اليهود الأوروبيين، عمل نفسُ المسيحيين الأوروبيين وحلفائهم اليهود الصهاينة على جعل الفلسطينيين يدفعون ثمن جرائم أوروبا المسيحية في حق اليهود من خلال إجبارهم على تسليم وطنهم للصهاينة الغزاة.
وبعد أن طرَد الصهاينة غالبية الشعب الفلسطيني في العام 1948، لم يكن الفلسطينيون -الذين يمكن الاستغناء عنهم مرة أخرى- أكثر من “مشكلة اللاجئين العرب”، كما بدأت قرارات الأمم المتحدة في الإشارة إليهم، وتم نسيانهم وإيداعهم في مزبلة التاريخ.
تعاطف متلوِّن
بدا وضع الفلسطينيين وكأنه تغير في العقود اللاحقة. وبدا أن دينامية جديدة تسللت إلى المفاهيم السكونية التي عادةً ما أحاطت بالنظرة إلى الفلسطينيين في الولايات المتحدة وأوروبا. وبدأ المعلقون وصانعو السياسات من مختلف الأطياف السياسية الغربية في التعبير عن وجهات نظر تجاه الفلسطينيين التي لم يكونوا قد عبروا عن مثلها من قبل.
لم تكن هذه التغييرات في توصيف الفلسطينيين في الغرب مستوحاة من إعادة معايرة للأخلاقية/ اللاأخلاقية الغربية، وإنما استلهمت التطورات في منتصف ستينيات القرن العشرين فصاعدا التي جلبت الشعب الفلسطيني إلى صدارة المشهد السياسي العالمي.
وأدت أحداث مثل صعود حركة حرب العصابات الفلسطينية، التي بدأت في مهاجمة النظام الاستعماري الإسرائيلي للحصول على الاستقلال، تلاها الغزو الإسرائيلي الوحشي للبنان في العام 1982 والمذابح التي نجمت عنه، والانتفاضة الفلسطينية الأولى 1987-1993، إلى حدوث تحوُّل معين في وضع الفلسطينيين في الغرب.
في ضوء عمليات حرب العصابات الفلسطينية المناهضة للاستعمار بين العامين 1968 و1981، أصبح الفلسطينيون الذين فشلوا في تسجيل أنفسهم على الرادار الأخلاقي للغرب لمدة عقدين من الزمن يدانون الآن باعتبارهم إرهابيين متوحشين، أو في الواقع “حيوانات”، لمهاجمتهم إسرائيل المسالمة، التي كان، وما يزال يُنظر إليها كامتداد للغرب الاستعماري.
ولكن بعد مذابح مخيمي صبرا وشاتيلا في لبنان في أيلول (سبتمبر) 1982، مع ظهور صور المدنيين الفلسطينيين المذبوحين على أغلفة المجلات البارزة، بدأ المعلقون السياسيون الغربيون يتلونون في التعبير عن وجهات نظرهم تجاه الفلسطينيين، من منتقد وعدائي إلى منتقد ودود.
وفي حين بدا أن المستويات المتنوعة من العداء والود تعكس اختلافات جوهرية، فإنهما في الواقع يشتركان في نفس الافتراضات الأساسية. على سبيل المثال، عارض ناقد عدائي مثل المعلق السياسي الأميركي المحافظ جورج ويل إقامة دولة فلسطينية وتقرير المصير الفلسطيني ودافع بشدة عما اعتبره مصالح إسرائيل.
ومع ذلك، كان ويل قادرا على حشد بعض كلمات التعاطف مع الفلسطينيين بعد المجازر: “لقد حصل الفلسطينيون الآن على بابي يار (1) الخاصة بهم، ليديس الخاصة بهم (2). لقد غيرت مذبحة بيروت معادلة الجبر الأخلاقية للشرق الأوسط مما أنتج تماثلا جديدا للمعاناة”.
في أعقاب الانتفاضة الفلسطينية الأولى، التي كانت غير مسلحة إلى حد كبير، كان المعلقون الغربيون متضاربين ومتلونين بالمقدار نفسه، فأظهروا بعض التعاطف مع شعب أعزل يحارب الاستعمار، لكنهم ظلوا مع ذلك يدينونه عندما يُعرِّض جنود إسرائيل الاستعماريين للخطر.
وقد احتل الراحل أنتوني لويس، الذي كان في ذلك كاتب عمود ليبرالي في صحيفة “نيويورك تايمز”، الطرف الآخر من الطيف السائد من ويل، فقدم دعما مؤهلا للحقوق الفلسطينية خلال الانتفاضة.
ولكن، على الرغم من اعترافه ببعض الحقوق الفلسطينية، طالب لويس في العام 1990 الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، بإدانة هجوم حرب العصابات الانتقامي الذي شنته “جبهة التحرير الفلسطينية”، وهي منظمة عضو في منظمة التحرير الفلسطينية، على شواطئ إسرائيل بالقرب من تل أبيب، والذي لم يسفر عن أي إصابات إسرائيلية.
ومع ذلك، لم يوجه لويس مثل هذه المطالب إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، إسحاق شامير، في أعقاب مذبحة ارتكبها مسلح إسرائيلي راح ضحيتها سبعة عمال فلسطينيين من غزة في محطة للحافلات في ريشون لتسيون قبل بضعة أيام، وما تلاها من مقتل 19 فلسطينيا، من بينهم صبي يبلغ من العمر 14 عاما، وإصابة 700 آخرين على يد الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية.
كان الفارق الوحيد الذي يمكن تمييزه بين وجهات نظر لويس ومؤيدي إسرائيل المتحمسين يتعلق بالقضية التي لا مفر منها والمتمثلة في الإيذاء الفيزيائي الحقيقي للفلسطينيين -الوفيات، والإصابات، والترحيل، والاحتجاز والتعذيب.
وقد دعم لويس الفلسطينيين طالما كانوا ضحايا سلبيين جسديا؛ أهدافا للعنف الإسرائيلي. لكن دعمه لم يتجاوز هذا الحد كثيرا.
أما الفلسطينيون الذين يضطلعون بدور الفاعل النشط في هذا الصراع فسوف يقابَلون بالإدانات، وهو ما يكاد يكون غضبا من افتراض أن المفعول به السلبي تحول ليلعب دور الفاعل. ولهذا السبب، عندما يقاوم الفلسطينيون، آنذاك أو اليوم، فإنهم يوصفون بأنهم “همجيون” و”أشرار”.
هنا نبدأ في فهم تطور المواقف الغربية بعد العام 1948 تجاه الفلسطينيين: بدءا من الازدراء المطلق والرفض في الفترة 1948-1968، والانتقال إلى الإدانة الشديدة والعداء في الفترة 1968-1981، وإظهار بعض التعاطف مع ضحايا المجازر الفلسطينيين في الفترة 1982-1987، وأخيرا التعاطف والإدانة المتضاربين في الفترة 1987-1993. وفي فترة ما بعد العام 1993، ساد هذا التكرار الأخير للتعاطف والإدانة المتناقضين.
كراهية متعصبة
بالنسبة للعديد من الفلسطينيين والعرب، بدا التناقض والمواقف المتضاربة الغربية تجاه الفلسطينيين، على الرغم من تواضع تعاطفها، تحولا واعدا.
شعر المثقفون، ورجال الأعمال، والنخب السياسية الفلسطينيون الليبراليون المتحمسون، أن هذا المزيج المتضارب سيساعد في دفع النضال الفلسطيني.
لكن المشكلة في هذا الحماس الفلسطيني الليبرالي هي سوء إدراك طبيعة هذا التناقض الغربي. وقد فشل أصحابه في فهم أن القناعات الأساسية التي تحكم أين يتناسب الفلسطينيون في منظومة الأخلاق الغربية ليست مستمدة مما يفعله الفلسطينيون أو لا يفعلونه، وإنما من علاقتهم باليهود الأوروبيين.
إنها هذه المكانة لليهود الأوروبيين في الغرب هي التي تحكم كيف ينظر الغربيون إلى اليهود في ما يتعلق بفلسطين، وكيف يُنظر إلى اليهود الأوروبيين في العالم العربي، وخاصة من قبل الفلسطينيين.
في حين يتم تصوير اليهود الأوروبيين في الغرب على أنهم لاجئون فارون من النازيين والأهوال اللاحقة في أوروبا ما بعد الهولوكوست، والناجين من حرب الإبادة وضحايا الالتزامات البريطانية تجاه العرب، ينظر الفلسطينيون إلى اليهود الأوروبيين من منظور تجاربهم المباشرة الخاصة.
بالنسبة للفلسطينيين، لم يصل اليهود الأوروبيون كلاجئين، وإنما كغزاة هدفهم الوحيد هو الاستيلاء على فلسطين بأي وسيلة ممكنة لتحقيق التطلعات الاستعمارية الصهيونية التي بدأت قبل نصف قرن من صعود هتلر إلى سُدة السلطة.
وهذا هو السبب في أن الفلسطينيين لا ينظرون إلى اليهود الأوروبيين كلاجئين لا حول لهم ولا قوة، بل كمستعمرين مسلحين يرتكبون المجازر.
هذا هو المنظور الذي أراد إدوارد سعيد أن ينقله في مقالته الكلاسيكية “الصهيونية من وجهة نظر ضحاياها”.
في حين أن الكثير من العنف الإسرائيلي “يفسر” في الغرب على أساس وضع اليهود الأوروبيين قبل إسرائيل، فإنه يُنظر إلى المقاومة الفلسطينية أيضا من خلال نفس وضع هؤلاء اليهود أنفسهم، وليس من خلال تاريخ الغزو الاستعماري الصهيوني لأرض الفلسطينيين.
وتُقدَّم أعمال إسرائيل على أنها نابعة من وضع اليهود الذين وصلوا إلى شواطئ فلسطين بعد فرارهم من النظام النازي والمحرقة، ليواجهوا حملة عنيفة أخرى “معادية للسامية”، هذه المرة من قبل العرب الفلسطينيين والعرب من البلدان المجاورة، العازمين على طردهم من ملاذهم الأخير والوحيد.
وهكذا، فإن العنف الإسرائيلي، مهما كان جديرا بالأسف والشجب في بعض الأحيان، يُنظر إليه في الواقع على أنه دائما دفاع عن النفس بطبيعته.
ومن المنظور نفسه، تُفسر المقاومة الفلسطينية، سواء كانت سلمية أو العنيفة، والتي كانت دائما وما تزال دفاعا عن النفس ضد المستعمرين الغزاة الأجانب، على أنها جزء من حملة “معادية للسامية” ضد اللاجئين اليهود بدلاً من كونها مقاومة للمستعمرين الصهاينة.
وهذا يعني أنه في حين أن بعض الغربيين قد يتعاطفون مع الفلسطينيين كضحايا للقمع الإسرائيلي، فإنهم لا يتعاطفون مع أي شكل من أشكال المقاومة التي يتبناها الفلسطينيون والتي يمكن أن تنجح في الإطاحة بالنظام الاستعماري والعنصري الإسرائيلي.
دفع الزلزال الأخير الذي أحدثته عملية المقاومة الفلسطينية المسماة “طوفان الأقصى” الغربيين من جميع الأطياف السياسية للعودة إلى الموقف الافتراضي؛ بالتحديد موقف الإدانة الصريحة لمقاومة الفلسطينيين الأصليين ودعم مستعمريهم الأوروبيين الذين تم تصويرهم على أنهم ضحايا.
ولم يُنظر إلى نضالهم كمقاومة يخوضها شعب أصلي أخضعوه على الأقل منذ العام 1948، وإنما كعنف آخر من نوع الهولوكوست يمارسه أناس معادون للسامية مثل النازيين.
ولا يعود هذا الدعم الغربي لإسرائيل إلى شعور غربي بالرعب من موت المدنيين المؤسف والمرعب دائما، وإنما إلى كونهم مدنيين يهودا إسرائيليين.
ولم يحدث قط أن كان هناك تعبير مماثل عن الرعب إزاء القتل الإسرائيلي المتعمد لعشرات الآلاف من الفلسطينيين وغيرهم من العرب.
هذه الوقاحة الإجرامية من جانب المقاومة الفلسطينية، كما يبدو أن الكثيرين يجادلون، لا بد من الانتقام لها بقصف أشبه بقصف دريسدن (3) ضد كل الفلسطينيين في غزة، وتحميل كل الفلسطينيين المسؤولية عن الاجتراء على مقاومة إسرائيل، كما أكد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ.
في ضوء هذا التاريخ، ما مِن سبب وجيه يجعل هذه الكراهية الغربية للشعب الفلسطيني تفاجئ أي شخص في العالم العربي. كان هذا التعصب ضدهم ثابتا منذ القرن التاسع عشر. ويبدو أن هؤلاء العرب الذين صُدموا قد أخطأوا في فهم بعض التعاطف الغربي مع الفلسطينيين كضحايا للمذابح وفهموه على أنه دعم للمقاومة والتحرر الفلسطينيين.
ومع ذلك، نادرا ما دافع معظم الليبراليين الغربيين الذين يتعاطفون مع محنة الفلسطينيين كضحايا للقمع الإسرائيلي عن حقهم في الإطاحة بالنظام الاستعماري العنصري الذي أنشأته إسرائيل منذ العام 1948.
هؤلاء القلة الذين يدافعون عن هذا الحق يريدون من الفلسطينيين الإطاحة بالعنصرية والقمع الاستعماري بوسائل “سلمية” -ربما عن طريق إلقاء الزهور على الدبابات الإسرائيلية أو كتابة رسائل إلى الأمم المتحدة. وعلى الأكثر، سعت التعبيرات الغربية عن التعاطف إلى التخفيف من القمع الذي يعتقدون أن الفلسطينيين يجب أن يتحملوه بنبل كضحايا للعنف الاستعماري الإسرائيلي المتواصل من دون تهديد إسرائيل بأي شكل من أشكال العنف الانتقامي.
وفي اللحظة التي فعل فيها الفلسطينيون ذلك في 7 تشرين الأول (أكتوبر)، اختفى كل تعاطف.
*جوزيف مسعد Joseph Massad: أستاذ السياسة العربية الحديثة والتاريخ الفكري في جامعة كولومبيا في نيويورك. له العديد من الكتب والمقالات الأكاديمية والصحفية. تشمل كتبه “اشتهاء العرب”؛ “ديمومة القضية الفلسطينية: مقالات عن الصهيونية والفلسطينيين”؛ ومؤخرا “الإسلام في الليبرالية”. ترجمت كتبه ومقالاته إلى اثنتي عشرة لغة.
*نشر هذا المقال تحت عنوان:
How Israel’s war on Gaza exposed the West’s hatred of Palestinians