عروبة الإخباري –
تحولت قنبلة “إم كيه 84″ (MK84)، الأميركية التي تعرف أيضا بـ”مارك 84″ إلى وسيلة إسرائيلية مفضلة في اقتراف المجازر والدمار ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.
وتسمى القنبلة بـ”المطرقة” للضرر الشديد الذي تلحقه إثر انفجارها، وهي تزن ألفي رطل (900 كيلوغرام تقريبا)، وهي قنبلة موجهة لها رأس حربية متفجرة، استخدمت في حربي الخليج وفيتنام.
ووفق تقرير للجزيرة؛ فإنه يرجح أن إسرائيل ألقت هذه القنبلة على المدنيين في مجزرتي مستشفى المعمداني ومخيم جباليا في عدوانها المستمر على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ يرى خبراء عسكريون أن تأثير الغارات الإسرائيلية وضررها في المكانين المذكورين يتطابق مع الآثار التي تحدثها قنبلة “المطرقة”.
التصنيع
وصممت “مارك 84” لتكون قنبلة ذات سقوط حر وغير موجهة ضمن ما يسمى بـ”القنابل الغبية”، وتعد أكبر نسخة من سلسلة قنابل “مارك 80″، وتطورت بشكل يسمح لها بإبطاء سرعتها لضمان ابتعاد الطائرة الحربية عنها قدر الإمكان.
استعملت قنابل “إم كيه 84” في حرب الخليج الثانية أثناء عملية “درع الصحراء”، وقدر عدد القنابل الملقاة حينها 12 ألفا، أسقطت بطائرات “إف 15 إي إي” و”إف 16 إس” و”إف 111 إف إس”.
تغير اسم القنبلة مع مرور الوقت إلى “بي إل يو-117” ثم إلى “بي إل يو-117 بي”.
تشكل الذخيرة المتفجرة نسبة 45% من الوزن الإجمالي للقنبلة، ويمكن أن تحدث حفرة بعرض نحو 15 مترا وعمق يتجاوز 10 أمتار.
تستطيع القنبلة اختراق المعدن بعمق 38 سنتيمترا تقريبا، واختراق نحو 3 أمتار من الخرسانة اعتمادا على الارتفاع الذي أسقطت ووجهت منه، وتتسبب بأضرار مميتة حولها تتجاوز دائرة قطرها تقريبا 73 مترا.
يؤكد مسؤولون -في شركة “تروي” التكنولوجية الدفاعية التركية في مقابلة أجرتها معهم الأناضول- إنهم بعد مراجعة وتحليل فيديوهات للغارة التي نفذتها إسرائيل على المستشفى المعمداني في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتحليل صوت الانفجار ومدى قوته، خلصوا إلى أن هناك مؤشرات على أن القنبلة المستعملة قد تكون “إم كيه 84” المجهزة بنظام جدام
ونظام “جدام” هو حزمة من أجهزة توجيه متعددة تثبت على “القنابل غير الموجهة” (القنابل الغبية) وتحولها إلى قنابل موجهة، مع وحدة تحكم تجمع بين نظام التوجيه بالقصور الذاتي ونظام تحديد المواقع “جي بي إس”.
وأضاف مدير شركة “تروي” سعيد أرسوي بركتلي أوغلو أن القنبلة تحوي قرابة 430 كيلوغراما من المواد المتفجرة، وأن ذخيرتها “يمكن أن تكون مدمرة للغاية إذا وصلت إلى هدفها بالزاوية المناسبة”.
وقال بركتلي أوغلو إن القنبلة يمكن تعبئتها بأنواع مختلفة من المتفجرات لزيادة فعاليتها، وإن “المطرقة” تحوي مادة “إتش إم إكس” (مادة شديدة الانفجار شديدة الذوبان) ويمكنها اختراق وتدمير مبنى بالكامل بسهولة.
وتابع أن “الاحتمال الآخر هو أن تكون القنبلة المستخدمة قنبلة خارقة للتحصينات من طراز “بي إل يو 109″، وكلتا القنبلتين في مخزون الجيش الإسرائيلي”.
ومن جهة أخرى، نجد أن المعلومات السابقة موثقة في موقع وكالة الأمن الدفاعي الأميركية، المختصة بتوفير “المساعدة المالية والتقنية والعسكرية” وغيرها لحلفاء الولايات المتحدة الأميركية، إذ أشارت إلى أن إسرائيل طلبت تزويدها ببعض الأسلحة عام 2012، وكانت من ضمنها هاتان القنبلتان اللتان أكدت “امتلاك إسرائيل لهما سابقا”.
وتعمل شركة تروي في مجال تقنيات الرؤوس الحربية والصواريخ الصغيرة والمواد الكيميائية شديدة الانفجار من الدرجة العسكرية.
من جهتها، نشرت نيويورك تايمز في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 تقريرا جاء فيه أن إسرائيل استخدمت ما لا يقل عن قنبلتين وزن الواحدة منهما 907 كيلوغرامات، خلال الغارة الجوية التي نفذتها في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتسببت في مجزرة ضد المدنيين في مخيم جباليا، وهي منطقة مكتظة شمال مدينة غزة.