عروبة الإخباري –
قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأحد، إنه يتعين أن تلعب السلطة الفلسطينية دورا مركزيا فيما يتعلق بمستقبل قطاع غزة.
وهذه هي ثاني جولات بلينكن في المنطقة منذ أن شنت حركة حماس عملية “طوفان الأقصى” على أراض تحتلها إسرائيل في السابع من تشرين الأول الماضي وقتل 1400 شخص واحتجز أكثر من 240 رهينة وفق ما أعلنته إسرائيل.
وقال بلينكن للصحفيين في بغداد، إن وجهات نظر الفلسطينيين وأصواتهم وتطلعاتهم يجب أن تكون “في صميم” المحادثات بشأن مستقبل غزة.
وبينما يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانا متواصلا على القطاع المحاصر مما أدى إلى استشهاد 9770 فلسطينيا، رفض بلينكن دعوات لوقف إطلاق النار من مسؤولين عرب السبت، بعد أن ناشد إسرائيل دون جدوى زيادة الفترات المحدودة لتوقف القتال في اليوم السابق.
وتحدث بلينكن عن مساعي التوصل لفترات هدنة إنسانية، قائلا “هذه عملية”، مضيفا أن إسرائيل لديها أسئلة مهمة بخصوص طريقة عمل هذا الأمر، وأن تفاصيل هذه العملية يجري مناقشتها الآن.
وتابع أنه من المهم أن يؤدي أي توقف للقتال إلى إحراز تقدم في قضايا عدة، منها إطلاق سراح المحتجزين.
وفي مناقشاته مع الحكومة العراقية، قال بلينكن “لقد أوضحت تماما أن الهجمات والتهديدات من الفصائل المتحالفة مع إيران غير مقبولة على الإطلاق”.
وأضاف أن الولايات المتحدة تبعث برسالة إلى “أي شخص قد يسعى لاستغلال الصراع في غزة لتهديد عسكريينا هنا أو في أي مكان آخر في المنطقة. لا تفعلوا ذلك”.
ما بعد الصراع
وإضافة إلى السعي لضمان عدم توسع الصراع في المنطقة، يحاول بلينكن إطلاق مناقشات حول كيفية حكم غزة بعد التدمير الكامل لحماس الذي تقول إسرائيل إنه هدفها.
وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال لبلينكن “قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، وسنتحمل مسؤولياتنا كاملة في إطار حل سياسي شامل على كل من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة”.
واجتمع بلينكن وعباس لمدة ساعة تقريبا، لكنهما لم يتحدثا لوسائل الإعلام.
وقال حسام زملط، رئيس البعثة الفلسطينية لدى المملكة المتحدة في تصريحات لشبكة سي.بي.إس الأحد، “نحتاج أن نرى الولايات المتحدة تلعب دور الوسيط النزيه وألا تتبنى الرواية الإسرائيلية”.
وأضاف أن بلينكن لديه بعض “الأفكار الجيدة” بخصوص المستقبل، لكن “الآن هو الوقت المناسب… لوقف قتل المدنيين”.
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن الرئيس أبلغ بلينكن أنه يجب أن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة.
وأوضح ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية، في بيان حول الاجتماع، أن بلينكن قال إن الولايات المتحدة ملتزمة بإدخال المساعدات إلى غزة واستعادة الخدمات الأساسية هناك.
أضاف ميلر “عبر الوزير أيضا عن التزام الولايات المتحدة بالعمل نحو تحقيق طموحات الفلسطينيين المشروعة لإقامة دولة فلسطينية”.
قال بلينكن إن أكثر حل منطقي أن تتولى “سلطة فلسطينية فعالة ومنشَّطة” إدارة القطاع في نهاية المطاف، لكنه اعترف بأن دولا أخرى ووكالات دولية من المرجح أن تلعب دورا في الأمن والحكم في هذه الأثناء.
وقال بلينكن إن وقف إطلاق النار سيعني فقط السماح لحماس بإعادة تنظيم صفوفها، لكنه يحاول إقناع إسرائيل بالموافقة على هدنات في أماكن بعينها ستسمح بدخول كثير من المساعدات التي تشتد الحاجة لها لتوزيعها داخل غزة.
وقال المسؤول الكبير بوزارة الخارجية الأميركية إن بلينكن نسب الفضل لعباس في تهدئة التوتر في الضفة الغربية وأخبره بأنه ضغط على المسؤولين الإسرائيليين من أجل وقف العنف المتطرف بحق الفلسطينيين ومحاسبة المسؤولين عنه.