عروبة الإخباري –
أذلَّوا جيشاً قالوا لنا عنه إنه لا يُهزم! هدموا صنماً من خوفٍ نحتوه في قلوبنا بإتقان فرأينا أن هذا الجيش نَمِرٌ من ورقٍ، يُقتَلُ ويُؤسَرُ!
أعادوا إلينا أمجاد الأبطال الأوائل، ذكرونا ببدر، فللقتالِ من مسافةِ صفرٍ ذكرونا بيوم اليمامة، وفي الشهادة ذكرونا ببيعة عكرمةَ على الموت في اليرموك، وفي الثبات ذكرونا بالصّحابة يوم القادسيّة!
شرحوا لنا سورة الأنفال على طريقتهم، فعرفْنَا أنَّ ترتيلَ الآياتِ شيءٌ والعملُ بها شيءٌ أخر!
أطفالهم !! ما كنا نعرفُ قبل اليوم أن الصّغار يمكن أن يصبحوا رجالاٌ قبل أوانهم، وأنَّ السيوف تصقلها النّار، كيف ربيتموهم بهذه الطَّريقة التي جعلتنا نستصغر أنفسنا أمامهم!
نساؤهم !! لقد أَعَدْنَ إلينا بطولات أم عمارة، وصولاتِ رُفيدة، وتضحيات الخنساء تدفنُ أولادها وتسأل الله أن يتقبل منها قربانها!
عجائزهم !! لقد شرحنَ لنا كُتب العقيدة الطوال في مقاطع مصورة لا تتعدى الدقيقة، ما أجمل حين تتحول العقيدة من حبرٍ على الورق إلى دمٍ يجري في العروق!
شيوخهم !! يدفنون أولادهم وأحفادهم فلا تكسرهم الجنائز، ولا تثنيهم الأشلاء، لسان حالهم قبل مقالهم: اللهمَّ خُذْ من دمنا حتى ترضى!
عائلاتهم !! التي ذهبتْ جميعاً إلى الجّنة، فلم يبكِ أحد على أحدٍ، ولا يستوحش أحدٌ فراق أحد، يأبى الله إلا أن يُدخلَ الأحبة إلى الجنة زُمراً!
أطباؤهم وممرضيهم !! كانت تصلهم جثث أحبابهم فلا تلفتهم عن جراح النّاس!
اعلاميوهن كانوا يدفنون عائلاتهم ويكملون مسيرتهم الإعلامية لفضحهم
ماذا بعد ؟
أما ما يعزينا أن الشعوب العربية لا حكامها ، قامت بشيبها وشبابها بمظاهرات حول العالم اجمع في تحية لصمود أهلنا في غزة .
أهل غزَّة كان الله في عونكم، فمن نِعَمِ اللهِ علينا أنَّكم فينا!
وفي آخر النهار العزة والنصر ستكون لغزة بأذن الله