عروبة الإخباري –
توسّل الصحافي الأميركي الشهير، توماس فريدمان، حكومة الاحتلال الإسرائيلي بعدم غزو قطاع غزّة برياً، وذلك في مقال رأيٍ كتبه في صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية تحت عنوان “أرجوكِ يا إسرائيل، لا تضيعي في أنفاق حماس في غزّة”.
وجاءت مطالبة فريدمان متفقةً نوعاً ما مع ما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، عن مسؤولين أميركيين، قولهم إنّ قرار “إسرائيل” وقف غزوٍ واسع النطاق لقطاع غزة، وإبداله بتوغلاتٍ برية محدودة، “يتوافق مع الاقتراحات التي قدّمها وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إلى الإسرائيليين مؤخراً”.
وتساءل فريدمان خلال مقاله بشأن إمكانية قدرة “إسرائيل” حكم قطاع غزّة في حال استطاعت السيطرة عليه، مُشيراً إلى وضوح عدم قدرتها على ذلك بناءً على كثير من المُعطيات.
ولفت فريدمان إلى أنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وفريقه من الذين وصفهم بـ”العنصريين اليهود”، تعهّدوا بتمويل إشرافٍ إسرائيلي على قطاع غزّة إلى أجلٍ غير مسمى، دون أن يُقدّروا أنّ هذا الإشراف سيرهق “الجيش” والاقتصاد الإسرائيليين لسنواتٍ قادمة.
كما استهجن ذلك متساءلاً، بقوله: “كيف ستُدير إسرائيل مثل هذه العملية المعقدة في ظل ثقة ضئيلة بنتنياهو؟”، لافتاً إلى تحميل نتنياهو مسؤولية نجاح عملية “طوفان الأقصى” لرؤساء المؤسّستين العسكرية والأمنية في كيان الاحتلال، بينما أعفى نفسه من أيّ لوم.
وأكّد أنّه ليس لدى نتنياهو فريقٌ يدعمه، ولا سيما أنّ الأشخاص حوله يعلمون أنّه شخص ذو شخصية مُتدنية لدرجة أنّه سوف يلومهم على كل ما يحدث بشكلٍ خاطئ، ويحرمهم من كل التنويهات في أيّ شيءٍ يسير على ما يُرام.
ونبّه فريدمان إلى أنّ “إسرائيل” عليها أن تدرك أنّ تسامح حليفتها واشنطن مع جرائم الحرب التي ترتكبها في صفوف المدنيين في قطاع غزّة “ليس بلا حدود”، مشدّداً على “أنّنا نقترب من الحد الأقصى له”.
ودعا الصحافي الأميركي كيان الاحتلال إلى “إبقاء الباب مفتوحاً أمام وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية وتبادل الأسرى”، مُشيراً إلى أنّ ذلك سيسمح لـ”إسرائيل” وقف العمليات العسكرية وإعادة التفكير في الاتجاه الدقيق.
وشدّد على أنّ عملية “طوفان الأقصى” أوقفت عمليات التطبيع السابقة مع “إسرائيل”، وأيضاً اللاحقة، وفرضت على المطبعين اتباع سياسة “النأي بالنفس”.
وبخصوص الخسائر الاقتصادية الإسرائيلية، بيّن فريدمان أنّ “طوفان الأقصى” أصابت الاقتصاد الإسرائيلي في العمق، مشيراً إلى أنّه مع امتداد أيام المعركة سيُعاني الاقتصاد الإسرائيلي من الكساد، كما توقّع أن ينكمش الاقتصاد الإسرائيلي بأكثر من 10% على أساسٍ سنوي خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الجاري.