عروبة الإخباري –
ان ما يجري اليوم في قطاع غزة الفلسطيني المحتل والمحاصر منذ 17 عاماً من حرب ابادة وتطهير عرقي شرسة، نتج عنها نزوح اكثر من مليون فلسطيني، واكثرمن 4 آلاف شهيدً، و13 الف جريح، وتدمير المساجد والكنائس ومنع دخول الغذاء والدواء والوقود، جميعها اجراءات عدوانية تندرج تحت مخطط استعماري قائم منذ ما يزيد عن 75 عاماً.
وأكد الأمين العام للجنة الملكية لشؤون القدس عبد الله توفيق كنعان في تصريحات لـ»الدستور» أنّ «اسرائيل» – السلطة القائمة بالاحتلال – تعمدت تجاوز الشرعية والقوانين والقرارات الدولية، واستندت فيه إلى سياسة الكيل بمكيالين وانحياز بعض قوى الديمقراطية المزعومة لصالحها، وخلال عقود الاستعمار الاسرائيلي وسياسة التهجير والاستيطان والقتل والاسر واقتحامات المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، وفي مقدمتها المسجد الاقصى المبارك، اضافة الى حق الشعوب المستعمرة ارضها بمقاومة المحتل، إذ تنص المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة على « شرعية حق المقاومة للشعوب من أجل الدفاع عن نفسها إذا داهمها العدو بقصد احتلالها»، وجميعها عوامل شكلت هبّة (طوفان الاقصى) دفاعاً عن الانسان والأرض والمقدسات الاسلامية والمسيحية، فما كان من اسرائيل الا التوسع في هجمتها الاستعمارية التي تقودها حكومة اليمين المتطرف، ضمن استراتيجية العقاب والترهيب الجماعي، والتي اسفرت عن مجازر يومية، كان 70 % من ضحاياها الابرياء الاطفال والشيوخ والنساء، حيث خالفت اسرائيل في هذا العداون جميع اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الانساني والعهود والمواثيق والبيانات المعنية بحقوق الانسان، في ظل مناخ سياسي عالمي يفتقد للارادة الدولية الفاعلة، والذي اختصر للاسف ما يجري في غزة بالمطالبة بادخال المساعدات والمواد الاغاثية، وعلى اهميتها في وقف نزيف الدم الفلسطيني الا أن انهاء الاحتلال ووقف الاستيطان ورفع الحصار هي المطالب الاساسية لتحقيق ارضية مناسبة للسلام والامن الدوليين.
وبين كنعان انه انطلاقاً من الروابط التاريخية الأصيلة يقف الاردن شعباً وقيادة هاشمية وكعهده الى صف الحق الفلسطيني التاريخي والشرعي، فعلى نهج الشريف الحسين بن علي ملك العرب وقائد نهضتهم، وعلى خطى المغفور له الملك الشهيد عبد الله الاول بن الحسين شهيد الاقصى وموحد الضفتين، وعلى عهد المغفور له الملك الحسين بن طلال، تأتي جهود صاحب الوصاية التاريخية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الملك عبد الله الثاني، الذي حمل أمانة الاباء والاجداد وتأكيدهم على عروبة فلسطين وحق شعبها بتقرير مصيرهم واقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967م، حيث اشار جلالته في خطاب العرش بوضوح:» ستبقى بوصلتنا فلسطين وتاجها القدس»، وفي مؤتمر القاهرة بالامس قال جلالته في رسالة للضمير العالمي ومؤسساته الشرعية :» إنها عقاب جماعي لسكان محاصرين لا حول لهم ولا قوة، إنها انتهاك فاضح للقانون الدولي الإنساني»، وفي السياق الهاشمي المدافع عن فلسطين وقضيتها وما يجري من حرب شرسة على غزة قالت جلالة الملكة رانيا العبد الله :» ليس دفاعا عن النفس إن كنت قوة محتلة»، وعن جريمة المستشفى المعمداني قالت جلالتها :» هي جريمة حرب، وإهانة للإنسانية، ووصمة عار على ضمير العالم»، كما قال ولي العهد سمو الامير الحسين بن عبد الله الثاني « أين الدفاع عن النفس في استهداف الأطفال والمدنيين والطواقم الطبية؟ هذه جريمة حرب، رعب لا يوصف»، وعن العلاقة التاريخية الهاشمية بمدينة غزة وتنديداً بما تتعرض له اليوم من جريمة حرب، قال سمو الامير الحسن بن طلال « في غزة هاشم حيث ضريح جدي هاشم بن عبد مناف، تمارس اسرائيل اجرامها بترويع الآمنين»، موقف هاشمي ثابت وراسخ يعبر عن ضمير الشعب الاردني وعن ضمير ووجدان الانسانية كلها .
وواصل كنعان القول ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد أن الموقف الاردني شعبا وقيادة هاشمية وعلى كافة المستويات الرسمية والأهلية يستنكر الاحتلال الاسرائيلي وممارساته الهمجية المستمرة منذ عقود، بما فيها الحرب القائمة اليوم على مدينة غزة هاشم، وتوضح اللجنة للراي العام أن جرائم الاحتلال هي مؤشر خطير على عدم فعالية المؤسسات الدولية وقراراتها وقوانينها، خاصة بعد فشل مجلس الامن وللمرة الثانية من اصدار قرار يوقف العدوان والقتل عن الشعب الفلسطيني، وهو ايضاً معارضة صريحة للتفاهمات والاتفاقيات الدولية المعنية بالعدالة وحقوق الانسان وكرامته، وفي نفس الوقت هي جريمة مكتملة العناصر يمكن لمحكمة العدل الدولية النظر فيها.
وشدد كنعان ان المطلوب اليوم هبة انسانية عالمية لوقف جرائم ومجازر الاحتلال وتطبيق الشرعية الدولية، وهذه المرحلة الخطيرة تتطلب وحدة الصف الفلسطيني والعربي والاسلامي ونبذ الفرقة والخلاف، خاصة ان المنطقة باسرها مهددة بالدخول في دوامة صراع طويلة لا يمكن التنبؤ بنتائجها.