عروبة الإخباري –
شهدت الولايات المتحدة بروز مخاوف من أن تؤدي الحرب بين إسرائيل وغزة في فلسطين، إلى زيادة حوادث الكراهية ضد العرب أو المسلمين أو اليهود في البلاد، بحسب وكالة «أسوشيتد برس» الأميركية. وذكرت الوكالة، في تقرير أن حادث مقتل الطفل الفلسطيني الذي شهدته ولاية إلينوي، وتصويب مسدس نحو متظاهرين في ولاية بنسلفانيا، وعمليات التخريب للمعابد اليهودية، وتعرض عاملين في مطعم فلسطيني لمضايقات، كلها أمور تثير مخاوف من أن تؤدي الحرب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية إلى إثارة أعمال عنف.
وقالت «أسوشيتد برس» إن التوتر يأتي في أعقاب نمط معتاد من الجرائم المرتكبة ضد المجتمعات المسلمة واليهودية والتي تتصاعد مع اندلاع الصراعات في الشرق الأوسط، واحتجاز أميركيين كرهائن أو تعرضهم للقتل.
وقال مدير مركز «دراسات الكراهية والتطرف» في جامعة ولاية كاليفورنيا بسان برناردينو، براين ليفين، للوكالة: «المجتمعات الدينية الأميركية تواجه تهديداً ذي شقين».
وأوضح ليفين أن «جرائم الكراهية ضد اليهود تتزايد خلال الصراعات الإسرائيلية الفلسطينية العنيفة»، مشيراً إلى تزايد جرائم الكراهية ضد اليهود في مارس 1994 من 79 إلى 147 حادثاً، بعد شهر من إطلاق متطرف أميركي إسرائيلي النار على مسلمين فلسطينيين في أحد المساجد، وفقاً لإحصائيات مكتب التحقيقات الفيدرالي.
وأضاف: «في أكتوبر 2000، تزايدت جرائم الكراهية ضد اليهود إلى 204 جرائم مقابل 81 جريمة في سبتمبر السابق عليه، بعد سلسلة من الاحتجاجات العنيفة في القرى العربية شمال إسرائيل».
ورصد ليفين اتجاهاً مماثلاً في مايو 2021، خاصة في المدن التي يوجد بها عدد كبير من السكان اليهود، مثل نيويورك ولوس أنجلوس.
وعلى الرغم من أنه من المبكر للغاية القول على وجه اليقين، ما إذا كانت الجرائم ضد المسلمين واليهود زادت خلال الحرب، إلا أن جرائم الكراهية زادت بشكل عام في الولايات المتحدة العام الماضي، وفق الوكالة.
وأعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي في تقريره السنوي، الذي صدر الاثنين، أن جرائم الكراهية زادت بنسبة 7% إلى 11 ألفاً و634 حالة في عام 2022 مقارنة بعام 2021، بينها 1124 جريمة ضد اليهود، لتأتي في المركز الثاني بعد الجرائم المرتكبة ضد ذوي الأصول الإفريقية.
وتضمن التقرير 158 اعتداءً ضد المسلمين، و92 اعتداءً ضد العرب، بحسب الوكالة.
وترى منظمات حقوق مدنية أن البيانات المتعلقة بالجرائم لم تعكس الواقع حتى قبل الهجمات المباغتة التي شنتها «حماس» ضد إسرائيل، بسبب قلة مشاركة أقسام الشرطة المحلية وخوف السكان المسلمين من الإبلاغ عن الجرائم، وفقاً لمدير الشؤون الحكومية بمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية، روبرت مكاو.
وأفادت دراسة أصدرها معهد بجامعة كاليفورنيا عام 2021، بأن 85% ممن تعرضوا لجرائم معادية للإسلام لم يبلغوا السلطات عنها. وقال مكاو: «الرقم الحقيقي لم يتضح بعد».
ووقعت إحدى الحوادث الأكثر إثارة للقلق في ولاية إلينوي، حيث اتُهم مالك عقار في مدينة بلينفيلد بمهاجمة أميركية من أصل فلسطيني وابنها بسكين، السبت الماضي، بسبب اعتناقهما الإسلام، وطعن مالك العقار الصبي البالغ من العمر 6 سنوات حتى الموت، وأصاب والدته.
وقال رئيس شرطة المنطقة، والمدعون العامون، والأسرة إن الصبي ووالدته استُهدفا، لأنهما يعتنقان الإسلام، وإن مالك العقار كان غاضباً مما يحدث في القدس.
وفي ولاية بنسلفانيا، اتُهم رجل بارتكاب جريمة «ترهيب على أساس عرقي»، بعد أن قالت الشرطة إنه أشهر مسدساً ووجه عبارات مسيئة للمشاركين في مسيرة مؤيدة للفلسطينيين بالقرب من مبنى الكونجرس، الجمعة. وفي بوسطن بولاية ماساتشوستس، كُتب على لافتة المركز الثقافي الفلسطيني للسلام كلمة «نازيين».
وقال عابد أيوب، المدير التنفيذي للجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز، للوكالة: «هناك خوف شديد وقلق والكثير من القلق والغموض في كل ما يحدث.
وأضاف أن المجموعة تلقت أكثر من 100 بلاغ عن حالات تعرض لمضايقات لفظية، وتهديد، وترهيب، واعتداءات جسدية.
وتابع أيوب: «هذا الوضع يذكرنا بالأيام الأولى لما بعد 11 سبتمبر، عندما كان الناس لا يرغبون في الخروج، ولم يرغبوا في إرسال أطفالهم إلى المدرسة. كانوا يشعرون بالقلق فقط من التواجد في الأماكن العامة».