النشرة الدولية –
المدن – عزة الحاج حسن –
على الرغم من تحذير عدد من الدول الغربية رعاياها من السفر الى لبنان، مع ارتفاع حدة الاشتباكات على الحدود اللبنانية مع اسرائيل إثر عملية طوفان الأقصى، لا تزال حركة المطار في بيروت شبه عادية. لكن ذلك لم يمنع إدارة المطار وشركة طيران الشرق الأوسط من وضع خطط احترازية تحسّباً لتوسع نطاق الحرب وتأثيرها على حركة الطيران.
حركة المغادرين
عند مراقبة خطورة الأوضاع الأمنية على الحدود اللبنانية وفي الداخل الفلسطيني، وبالنظر ارتفاع منسوب القلق بين المواطنين ونشاط حركة النزوح الداخلي، يخال للمرء أن مطار بيروت يعج بالمغادرين تجنّباً لأي حرب مقبلة، غير أن واقع الحال لا يشي بذلك. إذ تسود مطار بيروت حركة شبه عادية مع اختلاف طفيف بأعداد الركاب.
وحسب رئيس مطار بيروت الدولي، فادي الحسن، فإن حركة المغادرة من لبنان شهدت ارتفاعاً طفيفاً في الفترة الأخيرة مع تطور الأحداث الأمنية في الجنوب. لكن الارتفاع لا يعكس حركة مغادرة كثيفة، وأكد الحسن في حديث إلى “المدن” أن أرقام المغادرين لم ترتفع بأكثر من 10 في المئة وهي نسبة مقبولة جداً.
ومنذ ما قبل عملية طوفان الأقصى وما تلاها من توترات وأحداث عند الحدود مع اسرائيل، كان مطار بيروت يشهد أرقاماً مرتفعة من حركة الركاب إن بالدخول أو الخروج. وحسب الحسن فإن أرقام المغادرين حالياً عبر مطار بيروت تتراوح يومياً في محيط 10 آلاف مغادر إلى 11 ألفاً، فتزيد أو تنقص قليلاً. لكنها مستويات شبه طبيعية بالمقارنة مع ما كانت عليه حركة الركاب قبل أحداث الجنوب.
وإذ يقدّر الحسن أن حركة المغادرين لم ترتفع بأكثر من 10 في المئة فقط، وهي نسبة مقبولة، يلفت إلى أن معدل المسافرين عبر المطار عموماً والمغادرين خصوصاً تختلف بشكل كبير عن معدلاتها العام الماضي. وهو أمر طبيعي. فهي متقاربة مع المعدلات في الأسابيع الفائتة بالنظر إلى زيادة حركة المطار هذا العام بشكل عام.
خطط احترازية
وتعليقاً على وقف شركة الطيران الألمانية لوفثهانزا رحلاتها إلى بيروت “بسبب الوضع الحالي في الشرق الأوسط”، أكد الحسن بأن لا تغييرات على حركة الطيران عبر مطار بيروت باستثناء شركة الطيران الألماني لوفثهانزا، التي تعلّق رحلاتها حتى 22 تشرين الأول. وحسب الحسن، فإن عدد الرحلات الجوية ومواقيتها مستمرة عبر المطار كالمعتاد من دون أي تغييرات.
أما لجهة الإجراءات الإحترازية التي كانت قد اتخذتها شركة طيران الشرق الأوسط -الخطوط الجوية اللبنانية (ميدل إيست)، نظراً للأوضاع التي تمر بها المنطقة، والتي تمثّلت بركنها خمس طائرات من أصل 24 طائرة من أسطول الشركة مؤقتاً في اسطنبول، أوضح مصدر من مطار بيروت بأن خطوة الميدل إيست تندرج في إطار خطة بديلة أو plan B في حال اتسع نطاق الحرب وشمل مناطق أخرى في لبنان وذلك لضمان استمرار عملها.
ويعكس عزوف اللبنانيين وغير اللبنانيين المتواجدين في البلد عن التوجه خارجاً تجنباً لأي مستجدات أمنية على المستوى الداخلي، تريّثاً حيال الوضع الأمني. وتتّجه العائلات إلى خيارات بديلة داخل البلد. وقد ارتفع الطلب من قبل العائلات القاطنة في منطقة الجنوب لاسيما تلك المحاذية للأراضي الفلسطينية على إيجارات الشقق والبيوت في مختلف المناطق اللبنانية كخطط احترازية في حال تفاقم الوضع الأمني، ما يرفع مستوى النزوح الداخلي أكثر بكثير من السفر إلى الخارج.