عروبة الإخباري –
احتفلت جامعة اليرموك، الثلاثاء، من خلال كرسي عرار للدارسات الثقافية والأدبية بالتعاون مع مؤسسة إعمار إربد، بمنح الشاعر محمود فضيل التل، جائزة عرار للإبداع الأدبي لعام 2023 / حقل الشعر.
وقال رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عبد الرؤوف الروابدة خلال الإحتفال إن “اليرموك” كانت وستبقى على عهدها مركز إشعاع حضاري ورمز هداية تضيف كل يوم إنجازا يرفد الوطن بقيادات أكاديمية مبدعة وقوافل خريجين متميزين، كما وأنها تحتضن كرسي عرار للدراسات الأدبية الذي ينظم جائزة عرار، عرار الأردني الفلسطيني الهوى الثائر على الظلم والعدوان.
وأضاف يأتي هذا الاحتفال اليوم تقديرا لشاعر قضى، وشاعر يحمل الراية، بينما أهلنا في غزة يسطرون ملحمة ما توقعها أحد، مؤكدا أن قلوبنا وقدراتنا مع الأهل في فلسطين كما كنا منذ ارهاصات القضية، وسنبقى على العهد حتى التحرير.
وأشار الروابدة إلى أن عرار يضيف إلى ابداعاته، أن ينجب أبا مصطفى “وصفي”، القامة الأردنية التي لا تعلو عليها قامة، صدقا في المواقف، والتزاما بالأهل كل الأهل، وعملا أمينا شريفا، دخل القلوب في حياته وأغلق على نفسه القلوب بعد استشهاده في سبيل الأردن وفلسطين.
وتابع: أما “محمود الفضيل التل”، المحتفى به، الفائز بجائزة عرار، فقد كان موظف حكومي ارتقى مدارج الوظيفة حتى وصل قمتها، وكان العامل المجد الأمين على مسؤولياته ينشد الحق في جميع قراراته، وكان في الوقت نفسه يبعث بعض شعره في وسائل الإعلام ثم جمعه في دواوين درستها لجنة الجائزة فأكرمته وقدرته.
من جهته، أكد رئيس جامعة اليرموك الدكتور اسلام مسّاد أن جامعة اليرموك ومنذ انطلاقتها المباركة قبل 47 عاما، ظلت على الدوام وستبقى تقوم بواجبها فيما يخص تعزيزِ الحياة الثقافية في الأردن، مبينا أن السبيلَ إلى إنجاز هذا الواجب يتجلى بأفضل صوره وهو الاحتفاء بكبار المبدعين، ممن أثروا حياتنا الثقافية وأسهموا في إغناءِ وجداننا بجميل إبداعهم وروعة عطائهم.
وقال رئيس لجنة تحكيم الجائزة الدكتور عبد القادر الرباعي إن اللجنة وضعت لنفسها تصورا استطاعت به أن تقف عند أحدهم لا لتفوقه الشعري على أقرانه، وإنما لأوضاع أحاطت به وبالكرسي بشكل خاص؛ منها طول تجربته الشعرية، ثم قربه شعريًا من عرار، كما أن هناك أحوالاً شخصيةً، وموضوعات شعرية خاصة غلبت على شعره، وساعدت على اختياره، وبالتالي فقد اجتهدت اللجنة واقتنعت بترشيح الشاعر محمد فضيل التل للجائزة، لكونه صاحب تجربة شعرية ممتدة تجسدت في أكثر من 11 ديوانا شعريا؛ بدايتها ( أغنيات للصمت والاغتراب عام ۱۹۸۲)، وآخرها ( في ظلال الحلم، عام (۲۰۲۳ ومنها ) للحب سماء عالية ۲۰۱۸ )، و ( أنشودة المستحيل (۲۰۰٤) و (نداء الحب الآتي ۱۹۸۵).
وقال عضو مجلس إدارة مؤسسة إعمار إربد/ المدير التنفيذي المهندس منذر بطاينة إن جامعة اليرموك ومن خلال كرسي عرار قامت بإطلاق هذه الجائزة الرائدة، وهي الجائزة الأولى والوحيدة على مستوى محافظة إربد التي تعنى بمجالات الابداع الأدبي (الشعر، القصة، الرواية والنقد الأدبي)، والتي من شأنها تشجيع وتحفيز المبدعين وإثراء الانتاج الأدبي في المحافظة، وحيث أن المؤسسة تولي اهتماماً خاصاً بالنشاط الثقافي، ومن باب تنويع أبواب المسؤولية المجتمعية للمؤسسة، فقد قرر مجلس الإدارة في العام 2019 بالموافقة على تقدیم الدعم الكامل لقيمة الجائزة النقدية (حصرياً) طيلة سنوات تقديمها، وعليه تم تقديم هذا الدعم للدورتين الأولى (2021) والدورة الثانية في العام (2022)، ولهذه الدورة الثالثة.
وأشار شاغل الكرسي الدكتور نبيل حداد، إلى أننا نجتمع اليوم لنكرّم مبدعا كبيرا خاض بشاعريته الفذة في مختلِف ألوان الشعر العربي وأشكاله وموضوعاته.
وأضاف أننا نتطلع في أن يفيَ هذا التكريم بجزء من تطلعَ الكرسي نحو إبراز الحركة الثقافية في بلادنا العزيزة، وتكريم أعلام هذه الحركة ممن كان لهم باع طويل في الإسهام الجليل في كتابة صفحاته المشرقة والتغني الجميل بأمجاد الوطن بأحرف من معدن الفن النفيس الجميل والبلاغة العربية الأصيلة بأنصع صورها وأجلى مقاصدها.
ولفت حداد إلى أن مجلس جائزة عرار للإبداع الأدبي رأى مع التزامه بالأسس المقرة، وانطلاقا من حقيقة تاريخية أساسية ترى بأن الشعر هو فن العرب الأول، وأنه في العصر الحديث تحديدا، بات لهذا الفن أفضاله ومآثره على النهضة العربية الحديثة الفكرية والثقافية.
وعرضت مادة فلمية خلال الاحتفال تناولت حياة الشاعر محمد فضيل التل ومسيرته الأدبية.
يذكر أن لجنة تحكيم الجائزة، ضمت كل من رئيس قسم اللغة العربية وآدابها الدكتور بسام قطوس، والدكتور عمر العامري من قسم اللغة العربية وآدابها.