عروبة الإخباري –
اعتذرت مراسلة شبكة “سي إن إن” (CNN) الأمريكية سارة سيدنر، عن دفاعها على الهواء مباشرة، عن مزاعم إسرائيل بشأن مقتل أطفال خلال هجوم حركة “حماس” في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في الوقت نفسه استشهد 16 فلسطينياً برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في عدة محافظات بالضفة الغربية من ضمنها القدس، الجمعة، ما يرفع الحصيلة إلى 51 منذ بدء موجة التصعيد الحالية السبت الماضي، وفق ما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية.
سارة سيدنر قالت في تدوينة على منصة “إكس”، الجمعة: “قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه تأكد من قيام حماس بقطع رؤوس الأطفال والرضع بينما كنا على الهواء مباشرة”. وأضافت: “وتقول الحكومة الإسرائيلية اليوم إنها لا تستطيع تأكيد قطع رؤوس الأطفال. كان يجب أن أكون أكثر حذراً في كلامي. أعتذر”.
في الأيام الأخيرة، انتشرت مزاعم إسرائيلية وغربية عن قيام عناصر من “كتائب القسام” الذراع العسكرية لـ”حماس”، بـ”قطع رؤوس العديد من الأطفال الإسرائيليين” خلال الهجوم في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
فيما نفت حركة “حماس” ادعاءات وسائل إعلام غربية تتهمها بـ”قتل أطفال وقطع رؤوسهم واستهداف مدنيين” في إسرائيل. وقالت الحركة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني: “نؤكّد بشكلٍ قاطعٍ كذب الادعاءات الملفقة التي تروّج لها بعض وسائل الإعلام الغربية والتي تتبنى بشكلٍ غير مهنيٍّ الرواية الصهيونية المليئة بالأكاذيب والافتراءات على شعبنا الفلسطيني ومقاومته، والتي كان آخرها الادعاء بقتل أطفال وقطع رؤوسهم واستهداف مدنيين”.
واعتبرت الحركة أن “التبني والانحياز للرواية الصهيونية دون تحقّق، ما هو إلا سقوط إعلامي في محاولة للتستر على جرائم الاحتلال ومجازره التي يرتكبها ليل نهار في غزة والتي ترقى إلى جرائم حرب وإبادة جماعية باستهدافه المدنيين وقطع الكهرباء والماء والمواد الغذائية والطبية عنهم”.
وأكدت أن “كتائب القسّام عملت على استهداف المنظومة العسكرية والأمنية” الإسرائيلية في معركة طوفان الأقصى، “وهي أهدافٌ مشروعة”، وفق البيان ذاته.
وتابعت “حماس” أنها “سعت في الوقت ذاته لتجنب المدنيين، وقد شهد على ذلك كثير من المقاطع الميدانية المصورة، وتحدّث بذلك العديد من المستوطنين بشهادات مصوّرة عبر وسائل الإعلام”.
وانتقدت الحركة إحجام الوسائل الإعلامية الغربية المنحازة إلى إسرائيل عن “تذكّر حجم الإجرام” الإسرائيلي على قطاع غزة والذي “مسح كلياً أحياء بأكملها، وقصف بنايات سكنية فوق رؤوس ساكنيها”.
ودعت حماس تلك الوسائل الإعلامية الغربية إلى “التحلي بالموضوعية والمهنية” في النقل والتغطية الإعلامية لمجريات العمليات العسكرية الإسرائيلية، وإلى “عدم التبني الفاضح والأعمى” للرواية الإسرائيلية.
في حين استشهد 16 فلسطينياً برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في عدة محافظات بالضفة الغربية من ضمنها القدس، الجمعة، ما يرفع الحصيلة إلى 51 منذ بدء موجة التصعيد الحالية السبت، وفق ما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية.
وأعلنت الوزارة، في بيان وصل إلى الأناضول: “مقتل فلسطينيين وصلا مجمع فلسطين الطبي في رام الله (وسط)” في وقت متأخر من مساء الجمعة.
وأضافت: “استشهاد مواطن في مجمع فلسطين الطبي برام الله متأثراً بجروح حرجة أصيب بها برصاص الاحتلال الحي في بلدة الرام (شمالي القدس)”. كما أعلنت “وصول شهيد إلى مجمع فلسطين الطبي من بلدة بيت لقيا (غرب رام الله)”.
في بيان لاحق ذكرت الوزارة أن “العدد الإجمالي للقتلى الفلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي، الجمعة ارتفع إلى 16”.
بدورها، أشارت جمعية الهلال الأحمر (غير حكومية) إلى أن طواقمها “تعاملت الجمعة مع 296 إصابة في الضفة الغربية والقدس بينها 97 بالرصاص الحي، و19 بالرصاص المطاطي، والباقي حالات اختناق واعتداء وغيرها”. ووفق الجمعية، فقد “وصل إجمالي الإصابات التي تعاملت معها منذ السبت إلى 953”.
وتشهد الضفة الغربية موجة توتر ومواجهات ميدانية بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، بالتزامن مع تدهور الأوضاع في قطاع غزة منذ السبت.
ولليوم السابع على التوالي، يتعرض قطاع غزة المحاصر منذ 2006، لغارات جوية إسرائيلية مكثفة دمرت أحياء بكاملها، حيث أطلق الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية سماها “السيوف الحديدية”.
وفجر السبت، أطلقت حركة “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى”، رداً على “اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة”.
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية “السيوف الحديدية”، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.