عروبة الإخباري –
في اليوم الخامس لمعركة “طوفان الأقصى”، تسجل إسرائيل خسائر اقتصادية باهظة في كافة المجالات، بعد إعلان دولة الاحتلال حالة الحرب في ظل وضع اقتصادي متردي وبيت داخلي مضطرب.
وأظهرت تقارير اقتصادية تسجيل الشيكل هبوطاً بنسبة 3% في اليوم الأول للتداول،إذ وصلت قيمة الشيكل مقابل الدولار إلى 3.95 ليصل إلى أدنى مستوى منذ 8 أعوام.
وكان البنك الإسرائيلي المركزي أعلن الاثنين الماضي، بيع 30 مليار دولار في سوق النقد الأجنبي لدعم وحماية الشيكل .
وقال الخبير الاقتصادي الدكتور نصر عبد الكريم إن المشهد الاقتصادي الإسرائيلي متشائم في ظل تصاعد المعركة،لافتاً إلى أن الاحتلال كان يواجه أزمة اقتصادية قبل الحرب بسبب التعديلات القضائية وتداعياتها.
وأفاد أن الحالة الأمنية في دولة الاحتلال خلقت مخاطر جيوسياسية دفعت العديد من المضاربين للانسحاب من السوق الإسرائيلية.
وتراجعت بورصة الاحتلال بنسبة 8% في أول أيام التداول، بعد بدء معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الجاري.
وبيّن عبد الكريم أن خسائر إسرائيل اليومية منذ بداية المعركة تقدر بنحو مليار دولار يومياً، والأضرار طالت كافة القطاعات الاقتصادية بالتحديد قطاعات الصناعة، والسياحة والزراعة.
وأشار إلى أن ما تسببت به المعركة من الإغلاق الكامل لمستوطنات غلاف قطاع غزة، وتعطيل الملاحة الجوية وإيقاف منشآت صناعية عن العمل يشكل تحدياً للحالة الاقتصادية لدى الاحتلال ويعمق الأزمة.
وتوقفت حركة الملاحة الجوية في جنوب ووسط إسرائيل، وفرضت الحكومة حظراً على تسيير الرحلات الجوية حتى إشعار آخر، فيما أوقفت شركات طيران كندية وأمريكية وأخرى أوروبية رحلاتها إلى تل أبيب.
وكانت كتائب القسام أعلنت قصف مطار بنغوريون في تل أبيب بعدة رشقات صاروخية، رداً على استهداف المدنيين في قطاع غزة.
وأشار عبد الكريم إلى أن استدعاء قوات الاحتلال لأكثر من 300 ألف جندي احتياط للخدمة العسكرية وترك وظائفهم فارغة سيؤثر على حركة الانتاج في مجالات كثيرة، إلى جانب التقلص الكبير للعمالة الفلسطينية في الداخل.
وبيّن أن اندلاع الحرب بعد عيد لليهود، ما يعني بقاء غالبية العمال الفلسطينيين في منازلهم، ومع تصاعد جرائم المستوطنين في حق الفلسطينيين وطرد الاحتلال عدد من العمال الغزيين إلى الضفة، الأمر الذي يؤدي إلى تعطيل اليد العاملة الأكبر والأكثر أهمية لدى الاحتلال.
وأشار إلى أن الاحتلال حاول الاستعاضة عن العمال الفلسطيين في سابقة، ولكن الأمر لم ينجح لما له من تبعيات سياسية واجتماعية.
وأضاف أنه من الممكن أن تتجه إسرائيل لإصدار أذونات خاصة للعمال الفلسطينيين، من أجل سد الثغرة وإعادة حركة الانتاج.
وكانت وزارة الطاقة الإسرائيلية قررت تعليق الإنتاج مؤقتاً من حقل غاز “تمار”، فيما أغلق ميناء عسقلان ومنشأة نفط تابعة له في أعقاب معركة طوفان الأقصى.
وقالت سلطة الضرائب الإسرائيلية إن الدمار الناتج عن الحرب غير مسبوق في تاريخ حروب إسرائيل، مبيّنة أن حجم الخسائر المادية في اليوم الأول فقط للمعركة تقدر بحوالي 3 مليار شيكل على الأقل، إذ تضررت 20 مستوطنة بشكل كبير ودمرت المنازل والبنية التحتية والطرق والمزارع.