عروبة الإخباري –
صدر عن وزارة الثقافة العدد 340 من مجلة الطفل الثقافية «وسام»، تحت محور عريض هو «أصحاب الهمم.. صناع الأمل»، ونوّعت المجلّة في موادّها لتلامس أحاسيس الطفل البريئة وتفتح له نوافذ على الإبداع، بمكاشفات طبيّة وتربويّة تعتمد على القصص والنصائح الجاذبة، وتحتفي بالنماذج الناجحة. وفي هذا العدد كان الأطفال ممن نسميهم بذوي الاحتياجات الخاصّة يتغلّبون على الإعاقة من خلال شعور محيطهم الاجتماعي معهم ومراعاة ظروفهم ومنحهم الدفء بأنّهم جزء من العائلة والمجتمع.
تكونت هيئة تحرير المجلة من رئيس التحرير منير حسني الهور، ومدير التحرير محمد جمال عمرو، وسكرتير التحرير إبراهيم العامري، وهيئة التحرير: علي البتيري، يوسف البري، إبراهيم السواعير، عمار الجنيدي، مازن شديد، وهي من تصميم وإخراج محمد الزعبي، كما كانت لوحة الغلاف للفنان يوسف الصرايرة.
كتب مدير التحرير محمد جمال عمرو، مؤكدًا أن المجلة مهتمة بالوصول إلى المحافظات والمدن والقرى، والمشاركة في الأنشطة التي تعود بالنفع على أدب الطفل وإبداعاته، إذ يهم المجلّة أن تعود بهذه الإبداعات من القصص والرسومات والصور لنشرها على صفحات وسام.
وفي «وسام وأصدقاؤه»، من سيناريو الدكتور باسم الزعبي ورسوم سوسن أبو عايش، نتعرّف على مهند ابن الجيران الذي يعاني إعاقة حركية، ونتفهّم معنى ذلك وضرورة العناية به وجعله مبتسمًا، واستثمار ذكائه، حيث يصنع له أصدقاؤه عربة تساعده في الذهاب إلى المدرسة، ويبرز في هذا «ستيفن هوكينج» العالم الكبير الذي كان مقعدًا وطبقت شهرته الآفاق.
من مواد هذه المجلة ما أكّد أنّ الإعاقة لا تعني الفشل، كما في قصة ليلى الحمود، ورسوم أماني البابا، حيث قطعت ليلى الإشارة دون انتباه، فقعدت في بيتها وسط شفقة الناس وأحزانهم، لتقرر أن تكسر حدّة ذلك، فتلتحق بالمدرسة مجسدةً القول الذي يقول «إذا فقدت ساقي، فيداي ما تزالان تعملان»، وكذلك عيناي ولساني وجميع حواسي، فتصبح من أنشط الطالبات وأكثرهن اجتهادا، وتشارك في الألعاب الرياضية الخاصة، وتحصل في الثانوية العامة على معدل عالٍ وتدرس الهندسة.
«لماذا غضبت سارة؟!»، قصة لمحمد كمال دلكي، من رسوم أيمن غرايبة، تتحدث هذه القصة عن الطفلة التي تغضب وتحبط بسبب عداوة الطالبات لها لتفوّقها، واعتقادها أنّها بشعة المنظر، في حين يتدخل الأهالي والقريبون فيعيدون إليها الثقة كزهرة من زهور الحياة، بمساعدة مرشدة المدرسة، وأنّ الله خلقنا في أحسن صورة، وهدفت القصّة لمعالجة ظاهرة التنمر داخل الصفوف المدرسيّة.
ونستمر في قراءة المجلة، حيث مشاركة كريمان الكيالي بعنوان «ذوو الهمم..صناع المستقبل»، كما نكون مع رسالة عذبة من طفلة إلى أمها بأحاسيس جميلة، تشعر فيها بمتاعب العمل والهموم البيتية وغيرها، وهي من رسوم بيان الزريقات ومنقولة عن مجلة «خطوة» من المجلس العربي للطفولة.
كما نقرأ قصصًا على مجلة الحائط تحثّ على الخلق الجيّد واحترام الزمالة، وتستشهد بأدباء كبار مثل مصطفى لطفي المنفلوطي، والأحاديث النبوية الشريفة، والأقوال المأثورة، لنشر التفاؤل والأمل والفرح والإيثار.
وإلى «نادي وسام»، ومواهب الأقلام، حيث «علمتني الحياة»، لهدى وائل عبد الوهاب، من مدرسة بنات نزال الثانوية، وكيف يكون الأطفال نورًا يضيؤون العتمة، وكيف نعزز الإيجابيات. كما نتعرّف على إبداعات أطفال مركز نازك الحرير للتربية الخاصة، كمركز رائد في دمج وتمكين وتأهيل الأطفال من ذوي الإعاقة وتوفير الرعاية الاجتماعية والصحية والتعليمية والتأهيلية لهم.
ثم نكون مع رسومات الأطفال، ومشاركات مجلّة وسام في المحافظات من خلال الفعاليات الثقافية في العطلة الصيفية، في المفرق وعجلون والكرك وعمّان، وتقديم قراءات قصصية وشعرية، كما في مشاركة المجلّة بمهرجان طفل البادية الرابع بالمفرق، ومشاركتها في القرية الحضرية بعجلون، ومشاركتها في لقاء رواد نادي الإبداع بالكرك الذي يستقطب الأطفال الموهوبين، وكذلك زيارتها لمركز الحسن الثقافي بالكرك، والمخيم الصيفي في منطقة المقابلين بعمّان.
وفي المجلّة، نكون مع مشاركة لقصّة كتبها يوسف الشريف من ليبيا، من رسوم رؤى كراي من تونس، حيث الصداقة الرائعة بين الطفل والعصفور، وفي «نزار صانع الأفكار»، من سيناريو يوسف البري ورسوم شروق بشناق، نطوّف بإبداعات نزار واختراعاته واهتمامه بصناعة باب إلكتروني بالأوامر الصوتيّة.
وتستمر المجلّة بقصيدة «في عيدها» التي كتبها ورسم لوحتها الدكتور محمد الظاهر، حيث الأم رمز الوفاء والعطاء، وعلى طريق الإبداع نحن مع الطفلة حلا من الكرك ورسوماتها التي أبدعتها في فترة كورونا وقصّة تواصلها مع وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة. و”من قصص الشعوب» نقرأ قصّة شركسيّة مؤثرة لأرسلان رمضان من رسوم عمر زهدي، على شواهق جبال القفقاس، وقصّة النسر البار بوالده الكبير في السّن.
وفي قصّة «الولد الذي باع صوته» لمحمد درويش عواد من رسوم إخلاص الزغاتيت، نتأثّر بقصّة الطفل حسام الذي يتعلّم لغة الإشارة لمساعدة جدّه الأصم وسط أحزان الجميع حوله وعدم مبالاتهم به. وفي قصة «أحمد»، من تأليف أحمد عاهد، نقرأ قصّة مؤثرة حول ضرورة اهتمام الآباء بأبنائهم حين ينتابهم مرض أو متغيرات جديدة، كحالات الصرع وأهميّة أخذ العلاج المناسب وعدم اليأس والثقة بالله.
«إنما الإنسان أثر»، مبادرة نقرأها خلال زاوية «مكتبتي»، من إعداد هيئة التحرير، واحتفت بها المجلّة، كثمرة طيبة لجهد ثقافي قامت به مجموعة من طالبات مدرسة حي نزال الثانوية بعمان بالتعاون مع عدد من المعلمات، لبث روح التعاون والعمل الجماعي من أجل الخير.
وفي قصيدة طارق مكاوي، «شارع بيتي»، نكون مع جمالية الوصف ونظافة الشارع ومحبّة الشاعر والأطفال لشارعهم الذي يرونه كلّ يوم، لنقرأ مختارات من «أغنيات للأطفال» شاركت في مهرجانات أغنية الطفل السابقة التي أقامتها وزارة الثقافة، وهذه المرّة مع أغنية «رفّي يا دحنونة» من كلمات الشاعر راشد عيسى وألحان وليد الهشيم.